الفصل الخامس عشر
مؤامرة
ابتعد الاثنان عن اللقاء عدة ايام ربما كلا منهما لا يعرف من اين يبدء او كيف يواجه الاخر او ربما كلاهما غاضبا ويشعر انه صاحب حق حتى اميرة لم تعرف عنها اى شئ ولم تريد ان تعرف وحسان لم يعيد زيارته مرة اخرى مما اشعرها بالراحة
كانت بالمزرعة وهى تتحدث بمرح مع احد الموردين للخامات بينما سمعته يقول " ارى ان الامور هنا ممتعة للحاضرين "
نظرت اليه كان ينظر اليها بضيق ارتبك الرجل وهو لا يعرفه فقالت " استاذ فهمى مورد .... الاستاذ آدم مرعى شريكى و.."
نظرت بعيونه كما فعل بقوة فأكملت " وخطيبي "
ابتسم الرجل وقال " اهلا ..اهلا آدم بيه غنى عن التعريف "
هز راسه وقال " اشكرك ، هل كل شئ تمام ؟ "
ابعدت عيونها وقالت " نعم "
بينما قال الرجل " هل استأذن لقد انتهى الرجال عن اذنكم غدا ستصل الشحنة الاخرى يا باش مهندسة " هزت رأسها وهو يبتعد
لم تنظر اليه فقال " موعد الطبيب اليوم "
قالت " اعلم "
قال " وفيم الانتظار هل لابد ان آتى لأذكرك "
نظرت اليه وقالت بضيق من طريقته التى احزنتها " لم تكن مضطر لذلك كنت اكتفى بالاتصال او لا تهتم اصلا بي يمكننى تدبر شؤوني وحدى. "
عادت لأوراقها ولكنها اغضبته فقال " هل تحاذرى فى كلامك لن اتحمل تصرفاتك هذه كثيرا "
نظرت اليه وقالت " وماذا ؟"
نظرات التحدى ملات عيونهم فابعد عيونه وقال وهو يتنفس بانتظام كى يهدء من ثورته " هيا لن نمضي الوقت بالجدال الطبيب ينتظر "
لم تشأ ان تزيد فى العناد اخبرت صابر برحيلها نظر لآدم ولم يتحدث معه
فكت الجبيرة وطمنها الطبيب ان ذراعها بخير وفك هو الاخر غرز ذراعه وجبيرة قدمه واطمئن الطبيب على كلاهما وعاد الاثنان فى صمت الى ان قال
" ارى ان ابتساماتك زادت مع هذا وذاك "
لم تنظر اليه وقالت " لم افعل "
قال " وذلك المورد كنت سعيدة بالتحدث اليه "
قالت بهدوء " لن اتحدث مع الناس وانا ابكى "
نظر اليها وقال " اخبرتك ان تحاذرى فى كلامك معى "
نظرت اليه وقالت بعند وقوة تماثل قوته " عندما تراعى انت ما تقول ربما افعل "
قال " وماذا قلت غير الصواب اليس هذا ما حدث ؟"
قالت " اتعلم انا تعبت من كثرة الكلام فى حين انك لا تسمع فلم اعد استطيع الجدال فكر كما تشاء وظن بي كل الظنون فانا لن ارد لقد انتهيت من كل ذلك "
“ وهل من المفترض ان اصمت واستسلم لحضرتك "
نظرت اليه وقالت" ماذا تريد يا ادم ؟ اخبرتك من قبل اننى مهندسة ميدانية اعمل وسط الرجال وانت صاحب الفكرة فاذا اردت ان تثق بي فالتفعل والا فمن الافضل ان ارتب حقائبي واعود من حيث اتيت "
نظر اليها ودق قلبه اى عودة التى تتحدث لا يمكنها ان تفعل انها اسيرته منبع قوته ..شريان حياته اصبح يعيش بها ولها ليته ينهى هذا الجمود الذى بينهم ليته يصرح بما داخله ولكن من اين تاتيه الشجاعة ..
اوقف العربة ونظر اليها دون ان تنظر هى اليه وقال بغيظ
"تهديد هذا ام ماذا "
عادت للعند وقالت " اعتبره كما تشاء انا تعبت من الكلام والمبررات "
امسك ذراعها بقوة فنظرت اليه وشعرت ببرودة يده يتسلل اليها عيونه تنباها بعاصفة من الغضب
قال بغضب " ربما لتعودى اليه وتتصرفين بحرية ولكن لا لن اسمح لكى لابد ان تدركى ان حياتك قبل زواجنا انتهت وانتهى معها كل الماضي الذى لا اريد ان اسمع عنه شئ ووجودك هنا مرهون بكلمتى انا هل تفهمين "
دمعت عيونها ولكنها ابعدت ذراعها من يده وقالت " لا ..لا افهم ولن افهم انا لست بجاريتك ولن اكون وحياتى لا دخل لك بها واذا كنت تصدق اننا زوجين كباقى الازواج فانت مخطأ وعليك ان تراجع نفسك وتصرفاتك قبل ان تنتقد تصرفاتى "
وتركته ونزلت من العربة ..نزل خلفها وامسكها من ذراعها ليعيدها امامه وقال " نحن زوجين شاتى ام ابيتى وعليكى احترام ذلك واذا كانت تربيتك قد علمتك الا تحترمين زوجك وكيف تتصرفين كزوجة محترمة فانا ساعلمك كيف تتعاملين مع زوجك "
وللمرة الثانية تصفعه على وجهه بقوة وزادت معها دموعها وقالت " كفى انا محترمة غصبا عنك ..انا اكرهك واكره اهاناتك وتجريحك ولم اعد اريد ان اتحدث معك لانك لا يمكن ان تكون كباقى الازواج ممن يتعاملن مع زوجاتهن شكرا لانك جعلتنى اكره زواجنا اكثر والان ابتعد عنى لا اطيق رؤيتك "
وتركته والدموع تلاحقها كالنجوم التى تلاحق الليل عند هطوله على النهار وسارت بخطا سريعة سرعان ما تحولت الى جريان كجريان الماء العذب فى جدول ضيق ملئ بالعقبات ...
اشاح بيده فى الهواء وكانه يضرب اللاشئ الان ذاد الامور تعقيدا وابعدها عنه اميال واميال ..تبا لتلك الغيرة التى اعمته واضاعت عقله فاعادته الى نقطة البداية هتف بغضب
" اللعنة ..على ..اللعنة عليكى يا امرأة..اللعنة على كل شئ "
ما ان وصلت لحديقة الفيلا ورات الانوار مضاءة حتى توقفت وهى تهدء من انفاسها وظلت تحدق فى المكان الى اين تذهب ولو دخلت ستكمل ولو رحلت ستموت من بعده استندت على البوابة الحديدية واغمضت عيونها من الالم والحيرة ...سمعت صوت العربة فلم يكن امامها الا ان مسحت دموعها وتقدمت للداخل ولكنه لحق بها
وقف امامها فاستدارت بعيدا ولكنه اوقفها واتجه امامها وقال " حسنا لنوقف كل شئ الان على الاقل امامهم لن يشعروا بخلافتنا الان .."
لم ترد واستدارت مرة اخرى فاتجه اليها مرة اخرى وقال " رنين ما بداناه لابد ان ننهيه لن نتراجع من اجل خلافتنا "
نظرت اليه بعيون حزينه قتلته وهزت كيانه لم لا يعتذر وياخذها باحضانه ليته يملك القدرة على ذلك ولكن هيهات طالما انكى امراة عنيدة فلا يمكننى ان اضعف امامك
ابعدت عيونها ثم تحركت الى الداخل دون ان تتحدث تابعها لحظة مرر يده بشعره ثم تقدم خلفها
ما ان دخلا الفيلا حتى كادت تتركه وتذهب ولكنها رأت الجميع وحتى اميرة على مائدة العشاء فلم تستطع الهرب ولا هوسعدت العمة بانهما فكا الجبيرة وتصنعت اميرة السعادة لهما ثم تناولا العشاء بصمت حتى قالت سميرة
" آدم جلسة الطلاق غدا الن تذهب مع اميرة "
نظر اليها ونظرت هى ايضا اليه ثم نظر لسميرة وقال " المحامى معها "
قالت اميرة ببرود " ستتركنى وحدى امام طليقي تعلم ان ليس لى احد بمن احتمى لو فكر بالاعتداء على او اجبارى على العودة انت تعلم انى اقيم هنا كى احتمى منه "
لم ترفع عيونها عن الطعام هذه المرة كى لا تكشف غيظها وغضبها وسمعته يقول " سارسل معكى احد رجالى لدى عمل كثير "
قالت بخبث " عمل ام تخشي على مشاعرها لا تخشين يا حلوة سأعيده اليكى فقط سنحضر الجلسة ثم نعود هل تمانعين "
لم ترد بينما قال بغضب " اميرة كفى عن تصرفاتك هذه لقد انتهينا من تلك الامور ولن نعيدها "
قالت أميرة بدلال " اذن لا تتركنى اذهب وحدى انت رجلنا الوحيد "
لم ترد ايضا بينما عادت اميرة تقول " خالتى هل تجعليه يوافق من فضلك "
ردت العمة " حسنا يا آدم فالتفعل من اجلى لا يجوز ان تتركها وحدها "
توقفت عن الطعام كادت تقوم لولا ان قالت اميرة " هل تغيرين يا حلوة ام ماذا ؟"
نظرت اليها وقالت " لا اطمنى انا اثق فى آدم كما اثق بنفسي ايضا واثق فى مشاعرنا تجاه بعضنا البعض ولا اعتقد ان هناك مجال للمنافسة الان اليس كذلك لا تنسي انى زوجته وهو زوجى انما انتى مجرد ابنة عمته "
ثم قامت وتركتهم والغيظ يملؤها ولكنها لا تحب ان تبدو ضعيفه رغم شدة ضعفها..
اغلقت الباب واغلقت معه عيونها وتركت حبل الدموع ينساب على وجنتها اه منك ايها الرجل تذبحنى بسكين بارد دون ان ترمش ...الى متى ساتحمل ولماذا ؟ لابد ان لم ترلنارحل لا اريد البقاء مازال يظنها تلك المرأة اللعوب..
اتمت على فراشها. وهى تعلم ان النوم قد جافاها الى نهاية المطاف ... فى الصباح رحل مبكرا مع أميرة وهى تتابعهم من نافذتها فى صمت ربما فى رحيلهم فرصتها فى الرحيل ولكن هل تملك الجراة لاتخاذ قرار الرحيل ؟؟..ارتدت ملابسها واتجهت الى العمة ودقت بابها ودخلت
" صباح الخير يا عمتى "
نظرت اليها المرأة وقالت " صباح النور تعالى يا فتاه لديكى كلام بعيونك "
جلست امامها وقالت " نعم"
هزت العمة رأسها وقالت " هيا اسمعك "
نظرت اليها وعاودتها الدموع وهى تقول " لم اعد استطيع التحمل اكثر من ذلك "
قالت المرأة " وماذا ؟"
اخفضت عيونها وقالت " لا اظن ان لزواجنا داع لقد شفيت وهو ايضا و.."
لم تكمل فقالت المرأة " كيف أغضبك ابن اخى الى هذه الدرجة ؟ "
نظرت اليها كيف تفهم هذه المرأة كل شئ عندما لم ترد قالت العمة " الاتفاق كان الى ان تنتهى من مشروعك وهو لم ينتهى اذن لابد ان هناك شئ حدث قلب الموازين "
ابعدت عيونها الباكية وقالت " نحن لسنا على وفاق "
لاح شبح ابتسامه على شفتى المرأة وقالت بسخرية لم تلحظها رنين " هكذا !! وماذا ايضا ؟"
نظرت اليها وقالت " لا شئ انا تعبت ولا استطيع ان اكمل "
بدأت الدموع تعود فقالت المرأة " جرحك بقوة كى تنهاري هكذا ؟"
هزت رأسها فقالت المرأة " احكى اسمعك جيدا "
حكت لها اتهاماته لها مع آسر ثم رجل الامدادات وطريقته .. وانتهت بما حدث من اهانته له ثم صمتت
نظرت اليها المرأة وقالت " الم تردى له الاهانة انتى صفعتيه على وجهه وهى اهانة ايضا "
هزت راسها نفيا وقالت "ولكن الى متى سيظل هكذا ؟"
اجابت العمة بهدوء " انه ليس خطؤه وانما سالم هو الذى اوحى اليه بكل شئ سواء عن اخلاقك وطباعك او بعلاقتك بابنه "
ابتعدت وقالت " ولماذا لم يسمعنى ؟ "
قالت العمة " انتى لم تنكرى "
قالت بألم " لأنه لا يريد ان يسمع او يصدق لقد زرع سالم فيه اننى مغرورة ومدللة وجامحة ولى علاقة باسر فلم يعد امامه الا تلك الحقيقة وقد اراد ان يصدقها وصدقها سمع له واصدر حكمه دون ان يسمعنى "
قالت العمة بصبر " اتحدث معه ؟"
هزت رأسها بقوة وقالت " لا ..ولكنى اريد ان تنتهى تلك التمثيلية الامور تزداد تعقيدا افكاره عنى من ناحية واميرة التى لم ولن تبتعد من ناحية اخرى بالتاكيد هى تريده وربما هو ايضا ولكن فقط غاضبا منها او يعاقبها ..انتم عائلة واحدة وانا ..لا مكان لى بينكم "
قامت المرأة ووقفت امامها وقالت " الم اخبركى من قبل انكى غبية ..اميرة لن تكون زوجة ابنى صحيح هى لن تبتعد ولكن انا لن اتركها تنتصر هل تفهمين لأنى اكثر الناس دراية بها وبأغراضها انا فعلت كل ما فات لاوقفها ولن اتوقف الان وعليكى ان تكملى للنهاية ، وآدم انتى الوحيدة التى يمكنكى التعامل معه كما وانه هو الوحيد الذي يمكنه ان يكبح جماحك فاذهبي واتركى هذه الدموع واطرحيها جانبا وعودى لقوتك وجموحك اوقفى اميرة وحاربي آدم نفسه اذا حكم الامر الا اذا كنتى تريدين آسر..اثبتى له انكى عكس ما صدق اجعليه يعرفك على حقيقتك وليس كما صورك سالم هيا وكفى عن هذا الرغى الذى لا معنى له "
نظرت اليها ولم تعرف بماذا ترد.. لماذا تدفعها هذه المرأة اليه تلقيها بطريقه وهى لا تعرف كيف تعترض على كلماتها ان قوة هذه المرأة تكمن فى صدق كلماتها ومشاعرها ..وربما لانها تريد ان تبقي لذا ستتخذ كلماتها ذريعة للبقاء
رن هاتفها برقم صابر ادركت انها تأخرت على عملها الذى عليها ان تنهيه كما اخبرها نظرت للعمة التى ابتسمت وقالت
“ هيا حلمك يناديكى لن ترحلى قبل تحقيقه هذا وعدك لى ولن تخلفيه لانكى اقوى من ذلك واقوى من ابنى نفسه هيا اذهبى وكفى عن تصرفاتك الغبية هذه "
مسحت دموعها وقبلت راس المرأة التى سبرت اغوارها دون ان تنطق بما فيه وتحركت الى حلمها دون تردد او خوف
شغلت نفسها بالعمل ومع ذلك لم تتوقف عن التفكير فى سفره مع اميرة وظلت تتصور اميرة وهى تتمايل عليه او تحاول تقبيله ... لذلك تأخرت بالمزرعة الى الغروب وقد لاحظت ان الظلام قد حل والجميع رحل
تحركت لتذهب ولكن فجأة رات حسان يتجه نحوها لا تعلم من اين ظهر .. ارتجفت من وجوده خاصة ان معظم العمال قد انصرفوا وحتى عم صابر لا تراه حولها توقفت وهو يتقدم نحوها بابتسامته المزعجة
“ يا احلى مساء على احلى قمر "
نظرت اليه وتحركت مبتعدة ولكنه توقف امامها وقال" الى اين يا قمر الن ترحبي بوجودى اعتقد ان من الاصول ان ترحبي باخو زوجك "
نظرت اليه بقوة مصطنعه وقالت " هذا عندما يكون ببيتى وفى حضرت زوجى لكن هنا لا اظن انه من اللائق وجودك اصلا عن اذنك "
ولكنه لم يتحرك ورفع يده امامها ليمنعها وقال " احببت ان نتقابل فى جو رومانسي السماء والقمر والنجوم ربما استميل قلبك "
قالت بغضب " انت وقح كيف تسمح لنفسك هيا ابتعد عن طريقى ولا داع لاثارة المشاكل "
ضحك بقوة وقال " جميل التهديد عندما يخرج بتلك الرقة من تلك الشفاة القاتلة ..اسمعى يا قمر ستاتين معى الان بهدوء ودون اثارة اى مشاكل والا سيكون لى تصرف اخر معكى "
تراجعت رنين وقد لفها الخوف والفزع كادت تتحرك ولكنه امسك ذراعها بقوة كادت تصرخ لولا ان وضع يده على فمها بسرعه وشعرت بشريط لاصق على فمها ويدان قويتان تحيطها من الخلف وشريط اسود يلتف حول عيونها واليدان تحملها وهى تدفع بقدماها بقوة ولكن دون جدوى
يتبع....
أنت تقرأ
رواية عزبة الدموع. بقلمى داليا السيد
Romanceانت سبب المى ودموعى..حبي وشجونى..ومع ذلك لن ارحل الا.....لعزبة الدموع