الفصل الواحد والعشرين

2.6K 54 0
                                    

الفصل الواحد والعشرين
لن ترحلى
تحركت بسيارتها دون ان يراها الرجل الذى يتبعها فلم يكن موجود قرار الرحيل كان نابعا من حزنها وضعفها وعدم رغبتها فى تحمل المزيد من الالم والدموع وادراكها انه لم يعد لها واصبح جرح قلبها اقوى من ان تتحمل المه .
تحركت الى المقابر اولا ... توقفت امام جيمى وقالت " كان لابد ان اودعك يا صديقي لم يعد لى مكان هنا ، فى بقائى الم وحزن وانا لم اعد اريد كل ذلك الى اللقاء "
تحركت بسيارتها على الطريق كان الظلام قد بدء ينسدل شردت فيما عاشته هنا ومرت على المزرعة حلمها الوحيد الذى عاشته وتمنته الان يضيع منها لن تستطيع ان تبقى وهى تراه مع امرأة اخرى سواها .. لن تستطيع ان توقف الالم ليس ضعف ولا استسلام منها وانما حفظ لكرامتها او ما تبقى منها .
واخيرا عادت لسيارتها ومسحت دموعها وانطلقت بها الى الطريق ..وقبل ان تصل للطريق العام ، تقريبا بنفس مكان الحادث مالت سيارة مسرعة عليها ثم سبقتها وقطعت عليها الطريق فجأة فشعرت بالخوف وهى تضغط على الفرامل بصوت مرتفع لتتوقف قبل ان تصطدم بالسيارة الاخرى
هب من الفراش عندما سمع كلمات العمة وقال " رحلت ماذا تعنين كيف والى اين ؟ اكيد لم تفعل "
ولكن العمة قالت" لقد اخذت كل اشيائها يا ادم ما الذى حدث بينكما ؟"
لم يرد عليها وهو يرتدى ملابسه ليس من حقها ان ترحل مازالت زوجته ولماذا ترحل اذا كانت لا تريده ولا تحبه فما الضرر من بقائها هنا ؟
اوقفته العمة " انت مازلت مريض "
نظر بعيونها وقال " انها رنين يا عمتى رنين "
وانطلق الى الخارج مناديا على رجله بغضب اسرع اليه فقال " كيف خرجت الباش مهندسة دون ان تراها "
تراجع الرجل وهو يتبعه الى سيارته " لم تفعل يا باش مهندس و.."
لاحظ الرجل ان سيارتها غير موجودة فتراجع وقال " كنت بالحمام ولم ادرك الامر "
تحرك ادم الى سيارته وانطلق بها بقوة مخلفا وراءه سحابه من الغبار تعلن عن غضبه
سال بعض المارة اشار احدهم اليه انها كانت بالمقابر اتجه لهناك ولكنه لم يجدها ضرب على مقدمة السيارة وقال بغضب
" لماذا ؟ لماذا الان ؟ حيرتينى يا امراة ماذا تريدين؟ وكيف ترحلين هكذا وتتركينى لن تفعلى ..لن اتركك ابدا "
عاد الى السيارة وانطلق الى المزرعة فلم يجدها فانطلق بقوة الى الطريق واخيرا لمح سيارتها من بعيد قاد باقصى سرعة لن ترحل لن تتركه هل يعيش السمك بدون الماء والانسان بدون الهواء .. مال عليها بالسيارة ثم قطع عليها الطريق وتوقف بقوة
عندما استعادت نفسها ادركت انها سيارته كانت دقات قلبها تؤلمها من شدتها وسرعتها والصداع ايضا يدق براسها والتعب والارهاق يتملك جسدها ..
راته ينزل من السيارة ويتجه اليها عندما اقترب رات نظرات الغضب بعيونه لم تشعر بالخوف وانما بالحيرة من تصرفه
" الى اين تظنين نفسك ذاهبة ؟"
ابعدت عيونها عنه وقالت " شئ لا يخصك "
فتح الباب وجذبها من ذراعها فنزلت وهى تصرخ فيه " انت مجنون اتركنى ..اتركنى "
اوقفها امامه وقال" والان ماذا تريدين بالضبط "
نفضت ذراعها منه وقالت " على اساس انك لا ترى اريد ان ارحل اخبرتك اننى لن اقف فى طريقك ولن ابقي لم يعد لى مكان هنا "
حدق بعيونها وقال بنفس الغضب " الى متى ساظل اتحمل جنانك هذا ؟"
قالت بغضب " ليس عليك ان تفعل فقط دعنى ارحل وسترتاح منى ومن جنانى "
همس دون وعى " وتتركينى "
نظرت اليه فابتعد وقال " و تتركين المزرعة حلمك ..تعبك مجهودك "
لم تعرف ما اذا كانت قد سمعت بحق كلمته ولكنه تراجع عنها لم ترد فاقترب منها ووقف امامها ولكنها ابعدت عيونها لم تقو على مواجهته فى عيونه ضعفها وفى قربه استسلامها وهى لن تفعل فقالت
“ لم يعد يهمنى اى شئ ولا اريد البقاء لماذا ابقي واتحمل كل ذلك "
لم يتحرك وقال " هناك الكثير لبقاءك فقط دعينا نعود ونتناقش بالبيت لا يجوز البقاء هنا كفانا نقاش بالطرق الم تكتفى ؟"
كان يقصد اخر مرة ..ولكنها قالت " لن اعود "
قال " رنين انتى مازلتى زوجتى ليس من حقك ان تتصرفي بدونى تعلمين ذلك فلا تدفعينى لان اتصرف بغضب  "
ابتعدت من امامه وقالت" اه زوجتك هل مازلت تصدق تلك التمثيلية انت نفسك قلت عنها ذلك  .. وانا لم اعد اريد كل ذلك اذن طلقنى لتنتهى تلك التمثيلية فانا لم اعد اجيد التمثيل ادم ارجوك طلقنى واتركنى ارحل انا بحاجة لان اكون بمفردى "
الكلمة هزته اى طلاق الذى تتحدث عنه ردد " طلاق ؟"
صمت مر بهما هى نفسها ادركت قوة الكلمة وما تخفى من معان كثيرة ظل صامتا لحظة الى ان عاد وقال
" هل حقا تريدين الطلاق ؟ "
نظرت اليه وقالت" لاتركك تكمل حياتك مع حبيبتك لا اقبل ان ابقي زوجتك والجميع يعلم بعلاقتك بها انت اهنتنى مرة بسبب ذلك الامر ام نسيت "
بدء يهدء ويفهم كلامها انها مجرد طريقة منها لاغضابه ولكنه لن يفعل فالغضب سيجعله يفقدها وهو لا يريد لذا قال
" اميرة ليست حبيبتي اخبرتك ذلك مرارا ولكن عقلك لا يستوعب الامر ..."
نظرت اليه وقالت بغضب" عقلى انا ام تصرفاتكم .. ودفاعك عنها لقد كادت تقتلك اكثر من مرة وانت صامت لا تتحرك اذن انت الذى تدفعنى للجنون ولا نعلم من الذى عليه الدور"
كان يعلم انها على حق فقال " حسنا ربما معكى حق ولكن لابد ان تثقى بي وتعلمى اننى اعلم ماذا افعل جيدا "
حدقت بعيونه ثم ابتعدت فاقترب منها وقد بدء يشعر بتعب بصدره مرة اخرى وقال
“ رنين من فضلك اسمعينى جيدا انتى لا يمكن ان ترحلى ليس فقط لانى زوجك ولا يمكننى ان اتركك وانما لان العمة تحبك وتعتبرك ابنتها ولان المزرعة لن تكمل الا بوجودك انتى فقط من سيكملها "
نظرت وقالت " لن اتحمل اكثر من ذلك لا اريد لن اتحمل "
ابتسم رغم الم صدره وقال " انتى ماذا ؟ يا الله انا لا اصدق ان هناك شئ لا يمكنك تحمله انتى جبارة يا زوجتى المجنونه "
اخفضت عيونها فعاد وقال
" والان هل يمكن ان نعود ؟ انا مازلت متعب ولن اتحمل جدالك هذا اكثر من ذلك "
تذكرت تعبه وشعرت بانها قاسية لانها تركته هكذا فاستدارت اليه وقالت بغضب
" حقا كيف تركت الفراش وانت مازلت متعب "
حدق فى عيونها ثم ابتسم وقال " زوجتى امراة مجنونة وستقودنى الى احد امرين اما الموت او الجنون ..هل نذهب ؟"
اخفضت عيونها فرفع وجهها باصبعه وقال " هل نذهب ؟"
نظرت اليه كم اشتاقت لعيونه ؛ تلك هى النظرة التى تعشقها وتتمناها .. لماذا لا تستطيع ان ترفض طلبه يكفى انه لم يتركها ترحل ..
وجدت نفسها تهز راسها بالموافقة جذبها برقة الى السيارة اركبها واتجه الى سيارته وانتظرها حتى قادت امامه وتبعها وهو يشعر بالراحة
كان عليها مواجهة العمة التى قالت " والان ما تبريرك لما فعلتى "
نظرت اليها وقالت" كنت بحاجة لان اكون وحدى "
قال وهو يتحرك لغرفته " عمتى لقد انتهى الامر وعادت "
نظرت اليه وهو يدخل غرفته فقالت "انا اسفة عمتى للحظة شعرت ان لا مكان لى هنا "
اقتربت منها المرأة وقالت" لابد ان تعرفى انكى صاحبة هذا المكان وتمتلكيه "
قالت ذلك وهى تشير الى غرفة ادم وفهمت هى ما تعنيه المرأة التى اكملت
“ فقط دعى الوقت هو الذى يذيب الصعوبات ويكشف ما يخفيه القدر ثقى به يا فتاه ..ثقى به "
احتضنتها المرأة بحنان وكم كانت بحاجة فعلا لحضنها ثم ابعدتها وقالت " والان اذهبي اليه هو بحاجة اليكى يبدو متعبا "
ابتسمت وهزت راسها طبعت قبلة على خد العمة واتجهت الى غرفته
نظر اليها بعد ان غير ملابسه وفى طريقه للفراش جلس فاسرعت اليه لتعدل له الوسادة وما ان انتهت حتى امسك يدها ونظر بعيونها وقال وهى تنظر اليه
“ لن ترحلى مرة اخرى اليس كذلك "
قالت بضعف " لا تدفعنى اليه "
زاد ضغطه على يدها وقال " اذن اذهبي وارتاحى تبدين متعبه "
ابتسمت وقالت " سابقى حتى تنام ثم انت لم تتناول العشاء ساجهزه لك والا ايمن سيقول اننى ممرضة فاشلة "
قال وهو يشد على يدها " ايمن ! ومنذ متى يهمك رايه ام انكى تخشين من غضبه "
ابتسمت وقالت" انا اخشي على صحتك انا لا اعرف ايمن اصلا .. رايته فقط بالمشفى "
تنهد متى سيكف عن غيرته ؟ ترك يدها فذهبت لاعداد العشاء وهى سعيدة انها عادت بل لانه هو الذى اعادها لو لم يكن يريدها لتركها ترحل
عاد الصباح بيوم جديد قاضيا على ذكرى مؤلمة ماتت مع الامس ورحلت مع الليل دخلت لغرفته مبكرا بالافطار لم يكن قد استيقظ بعد. وقفت امامه وهى تتامله كم اعشقك ايها الرجل ليتنى اتجرأ واخبرك بحبي ليتنى افعل ..فتح عيونه وكانه سمع كلمات قلبها
ابتسمت وقالت" تأخرت بالنوم اليوم هل مازلت متعب "
اعتدل فساعدته وهو يقول " وهل يمكن ان اتعب وانا استيقظ على تلك العيون "
زادت ابتسامتها واحمر وجهها فاسرعت الى الافطار وقالت " انا اموت من الجوع هيا تفضل معى "
تناولا الافطار فى جو سعيد وما ان انتهيا حتى دخلت اميرة ورنين تمنحه الدواء لم تتحرك رنين من جانبه بينما تقدمت اميرة وقالت
“ صباح الخير يا حبيبي كيف حالك اليوم ؟"
كان من الواضح انها لم تشعر بما حدث امس نظر الى رنين التى لم تنظر اليه ثم نظر لاميرة وقال
“ بخير "
انتهت رنين من الدواء ثم جلست بجانبه على طرف الفراش قريبة منه لدرجة انها كادت تلامسه ..اندهش من تصرفها ولكنه بالطبع لم يعلق
نظرات غريبة كانت بعيون اميرة التى قالت" يمكنكى الذهاب لعملك سابقي انا معه لا تقلقي "
ولكن رنين ردت بهدوء يتناقض مع غيظها " اى عمل الذى افكر به وزوجى حبيبي بحاجة الى؟ بالطبع صحته اهم من اى شئ فى الدنيا اذهبي انتى واهتمى بشعرك او ماكياجك فلا تبدين متالقة اليوم كعادتك "
بالطبع كانت نظرات اميرة غاضبة وهى تعدل من شعرها بحركة تلقائية كاد ادم يضحك منها ولكنه تراجع بينما قالت اميرة
“ بل انا فى افضل حالاتى واضح انكى تعانين من قصر النظر "
ضحكت رنين وقالت" ربما "
ارتبكت اميرة للحظة وقالت" ادم انا ..اقصد لو احتجت لشئ انا بغرفتى "
ما ان خرجت حتى انفجر الاثنان بالضحك وما ان انتهيا حتى ادركت مكانها ..كادت تنهض ولكنه امسك ذراعها يمنعها من الابتعاد نظرت لعيونه التى كانت تحدق بعيونها ومرر يده على وجهها ازداد احمرار وجهها من لمست يده ابعدت وجهها وكادت تنهض مرة اخرى ولكنه اعادها مرة اخرى برقة .. نظرت بعيونه القاتمة وقالت بضعف
"ادم اتركنى انا ..اقصد "
توقفت من اقتراب وجهه كم افتقدها الايام الماضية كم تالم مما كان وكم يريد الان ان يتاكد من انها عادت ولم تتركه تسربت يده الى عنقها بين خصلات شعرها وفك دبوس شعرها فانسدل على كتفيها كالحرير همس
“ هكذا افضل تبدين اكثر رقة وجمال "
عادت الحرارة تسرى بجسدها وما زالت يده تعبث بشعرها ثم جذبها اليه برقه والتقت الشفاه مرة اخرى فى قبلة جديدة ولكنها كانت مختلفة كانت صلح او اعتذار او عودة الى ما كان
تصريح مكتوم بالحب .. رغبة صادقة بمشاعر محفورة بالقلوب ربما تنتظر فقط ان تخرج الى النور... ابعدها بعدما شعر ان انفاسها انتهت ثم جذبها الى احضانه وقال بحنان
“ فى قربك راحة من كل الالام "
شعرت بسعادة لم تعرفها من قبل ثم ابعدها ونظر اليها وهو يحيط وجهها بيديه ..كانت تشعر بان الدنيا تطير بها فوق السحاب بعيدا عن كل ما فات نظرات عيونه تعنى الحنان حضنه يعنى الامان قبلته اه من قبلته انها الاحلام
قال" اعتقد اننى لا اريد ان انهض من ذلك المرض "
ضحكت وابتعدت وهى تقول " من هذا الذى يتحدث ؟ هل انت الباش مهندس ادم الذى لا يغيب عن الارض يوما "
نهض واتجه اليها وقف امامها وقال " وهل يمكن ان اترك التدليل الذى تدللينى به وارحل الى العمل "
عادت وضحكت بدلال قتل مقاومته على جذبها الى احضانه مرة اخرى ولكنه تحكم فى نفسه فلو فعلها سيندم الاثنان
قالت" يبدو انك تخدعنى فانت بخير الان "
ابتسم وقال وهو يخلع جاكتته " لم انجح .. ولابد ان اعود للعمل لابتعد من امامك والا لا اعلم ماذا يمكن ان يحدث لو بقيت "
احمر وجهها وشعرت بالخجل فاسرعت الى الخارج وسمعته يقول " اجهزى لو ستاتين معى "
ابتسمت وهى تغلق الباب واخيرا تشعر ببعض السعادة واخيرا عاد اليها الهدوء والراحة و..هو حبيب قلبها
اوصلها للمزرعة وعادت الى العمل بنشاط اكبر وحماس اكثر واندمجت فى العمل ونست كل ما كان
اتجه الى المركز ودخل الى الرائد الذى نهض ورحب به "اهلا ادم بيه كيف حالك تفضل "
جلس ادم وقال" الحمد لله بخير اليوم لكن منذ يومين كدت القى حتفى "
تراجع الرائد وهو يستمع الى ادم وهو يحكى له وما ان انتهى حتى قال
“ هذا يعنى ان ذلك الرجل امدها بجرعة اخرى ادم بيه انا الان احذرك منها جديا عمتك بل جميعكم بخطر "
اشعل ادم سيجارته وقال " اعلم ولكن لابد ان نجد حلا سريعا اميرة لم تتوقف رغم انى فعلت ما طلبته وكدت افقد زوجتى "
وقف الرائد واتجه اليه وجلس امامه وقال " واين رجالك داخل الفيلا ومن ذلك الرجل وكيف لم نصل اليه ؟"
تراجع ادم وقال" هذا ما يجب ان تجاوبنى عليه انت اليس هذا عملكم "
تراجع الرائد وقال" تعلم اننى لم اتهاون بالامر ولكن ما يحدث داخل الفيلا مسؤوليتك انت ام نسيت عليك ان تشدد من مراقبتها لابد ان نصل لمن يساعدها وذلك الدواء لا تجعله يصل لعمتك انت تعلم النتيجة"
هز راسه وقال" سافعل.. الم تصلك اى اخبار عن حسان ؟"
قال الرائد " لا بالطبع لو وصلت لشئ كنت ابلغتك "
نهض ادم وقال " وانا ايضا لو وصلت لشئ سابلغك اسمح لى "
عاد الى عمله رحب به الجميع بسعادة الى ان انتصف النهار شعر برغبة فى لقياها مرة اخرى وما ان قرر ان يذهب حتى راها امامه ابتسم وقال
" كنت افكر بالذهاب اليكى "
ضحكت وقالت وهى تنزل من العربة بمساعدته " جئت اطمن عليك فى اول يوم عمل "
حجزها بينه وبين العربة وقال" لم اكن بخير ولكن انا انا فى افضل حال.. ما رايك لو اعزمك على سمك بالانفوشي "
حدقت فيه بدهشة وقالت " انت مجنون نذهب اسكندرية وانت مازلت متعب "
قال وهو يجذبها من يدها الى سيارته " انها ساعة زمن هيا نحن بحاجة للتغيير "
جلست بجانبه وهى تندهش من افعاله وتنظر اليه وهو ينطلق بالسيارة
نظر اليها وقال" والان ماذا ؟"
قالت " لا شئ فقط ارى ان ما نفعله جنون وانا اخاف عليك من المجهود "
قال" احيانا لا نشعر باى مجهود فى افعالنا  طالما نشعر فيها بالراحة "
لم ترد وانما اكتفت بابتسامة هادئة اسرت قلبه المتعب واراحته
تناولا الغداء فى مطعم اسماك بالانفوشي ثم اتجها الى السينما واقتنص يدها دون اعتراض منها وبعد فترة احاطها بذراعه ولم تعترض بل كانت سعيدة خاصة وان المشاهد الرومانسية كانت تجعلهم يزدادون قربا والنظرات تزداد قوة وتعبيرا عما بداخل قلوبهم
واخيرا عادا الى البحر.. وقفا امامه قليلا فقال " اعشقه منذ صغرى "
ابتسمت وقالت" انا ايضا كنت كثيرا ما ات مع داد ويجبس على الرمل ويتركنى العب عليها وحدى واحيانا كان يجرى خلفى ليلعب معى داد كان كل حياتى "
نظر اليها ثم جذبها وقال " دعينا نعيد الذريات على الرمال “
تفاجأت بما فعل ولم يمنحها فرصة للرفض وهو يجذبها الى اسفل حيث الرمال خلعا الاحذية وسارا فى المياة الباردة ضحكا كثيرا وهما يحفران بالرمال ويبنيان قلاعا صغيرة سرعان ما تهدمها الامواج واخيرا ابتعدا عن المياة وجلسا على الرمال يتاملان ظلام الليل بينما كان القمر يتملك السماء والنجوم كالخدم من حوله نظر اليها وقال
" سعيدة "
بادلته النظرة وقالت " سعادة لم اعيشها من قبل "
وضع جاكتته على كتفها وضمها اليه بحنان وقال " ليتنا نبقي هنا للابد "
قالت وهى تنظر بعيونه الجميلة " نعم ليتنا نبقي هنا للابد "
عندما عادا كان الوقت قد تاخر نزلت من السيارة وانتظرته الى ان لحق بها احاطها بذراعه وكادا يدخلان لولا ان اسرع احد الرجال اليه وقال
“ ادم بيه هناك امر ضرورى "
نظرت اليه ابعدها وقال " هل يمكن ان تذهبي سارى ماذا هناك واعود "
لم تذهب وقالت" ساتى معك لن اتركك انت .."
قاطعها بحزم " لن تذهبي لاى مكان ..هيا ادخلى من فضلك .."
كانت كلماته قاطعه وغير قابلة للنقاش خلعت الجاكت واعطته اليه وقالت" هل ترتديه من اجلى "
اخذه منها وهز راسه وتابعها وهى تدخل ثم التف الى الرجل وقال " ماذا حدث انطق ؟! "
قال الرجل "حسان بيه موجود الان بمكان خارج العزبة ورجاله تحاوطه و.."
بالطبع لم يكمل انطلق لسيارته وقال " اركب ولا تضيع الوقت هل اخبرت عم صابر والرجال "
فتح هاتفه الذى كان مغلق واتصل بصابر الذى قال " نحن ننتظرك يا ادم هيا اسرع "
انطلق باقصى سرعة الى ان وصل للمكان وما ان نزل حتى كان رجاله حوله قال صابر
" هو بالداخل ومعه الحاج منصور يبدو ان بينهم عمل فلننتظر حتى يخرج "
ولكن ادم اخرج سلاحه من السيارة وقال" لقد انتظرت كثيرا الى هنا وانتهيت ..."
لم ينتظر احد وهو يتقدم الى البيت وبالطبع بدء يصطاد رجال حسان بهدوء هو ورجاله  واخيرا وصل الى البيت دفع الباب وراى حسان ومنصور واربع رجال رفعوا اسلحتهم على الفور فى وجه ادم ورجاله ولكن ادم ورجاله كانوا اسرع باطلاق النار اصابوا الرجال بينما كاد حسان يهرب فانطلق ادم اليه امسكه من جلبابه وقال بغضب
" الى اين هل ظننت اننى ساتركك تذهب بما فعلت "
حاول حسان ان يخلص نفسه فاشتبك مع ادم فى قتال دامى تمكن ادم من ان يطرح حسان ارضا بقوة وينهال عليه باللكمات الى ان وجد احدهم يبعده بقوة ويهتف
" كفى يا ادم ستقتله انه لا يستحق "
قال وهو يحاول ان يخلص نفسه ويعود اليه " اتركنى يا صابر ساقتله انه خائن كلب جبان يريد ان ينهش عرض اخيه "
ولكن صابر اوقفه بقوة وقال" لايستحق ان تدخل السجن بسببه عمتك وزوجتك وارضك وعزبتك كلهم بحاجة اليك اهدء سلمه للشرطه لياخذ القانون مجراه انها ليست شروع فى اغتصاب فقط ولكن تجارة مخدرات انظر حولك "
ادرك بالفعل ان حسان كان يقوم باستلام او تسليم بضاعة فبصق عليه واتصل بالرائد رفعت
ما ان وصل رفعت وساعد العساكر حسان على ان ينهض وبينما ادم يقف ويتحدث مع رفعت اذا بعم صابر يصرخ وهو يندفع الى ادم
“ادم احذر لاااا"
وانطلقت الرصاصة لتصيب الهدف
يتبع...

رواية عزبة الدموع.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن