الفصل الواحد والثلاثون

2.7K 66 3
                                    

الفصل الواحد والثلاثون
لم اعد اتحمل
واخيرا عادوا الى العزبة وقلبها غير سعيد من تلك العودة ورغم انها تعلم ان ليس لها مكان سوى هنا الا انها لم تكن تريد العودة ..
اطمنت على العمة فى غرفتها ومعها الممرضة الجديدة اعطتها التعليمات ثم خرجت وقفت لا تعلم لاين تذهب غرفتها القديمة ام الجناح الجديد ..سمعته يقول
“هل هى بخير ؟"
قالت باختصار " نعم "
وتحركت الى غرفتها القديمة ولكنه اوقفها قائلا " الى اين ؟"
لم تنظر اليه وقالت" الى غرفتى "
اتجه اليها ووقف امامها وقال" انتى مجنونة امام الجميع نحن عروسان جديدان اى لابد ان نعيش حياتنا على اننا سعداء ولم يحدث شئ بيننا على الاقل امام الناس والخدم تعلمين ان الفلاحين يحبون الشائعات وانا لن اسمح لاحد بان يتحدث عن اسرارنا وحياتنا “
اتجهت الى غرفتها ولم ترد عليه دخلت فتبعها الى الداخل اغلق الباب وقال بعصبية
“ لابد ان نفكر فى الناس انتى لا تستوعبين الحياة هنا "
نظرت اليه وقالت بغضب " انا لا يهمنى احد لا يمكننى ان ابقي معك بمكان واحد لا يمكن "
زاغت نظراته وهو يشعل سيجارته وقال" وجودنا سويا شكلى امام الناس فقط رنين ..انا "
نظرت اليه كانت عيونه مليئة بكلمات كثيرة تمنى لو طلب منها السماح ولكن خاف ان يصده قلبها ويجرحه لم يعد يعلم اى الطرق يسلك
قال" الا يمكن ان ننهى كل ذلك ما حدث قد حدث و.."
ابتعدت وقالت بغضب " اخبرتك ان تنهى هذه العلاقة ولكنك ترفض الامر سهل "
أعادها من ذراعها وقال " تعلمين اننى لن اتركك مهما حدث اخبرتك مرارا انك زوجتى وانا لن اتنازل عن ذلك ..رنين كفانا خلافات واحزان ودموع ودعينا نبدء من جديد وننسي ما كان "
ابعدت يده وقالت" هكذا وببساطة وكأنك لم تفعل شئ الم تعاملنى كامرأة اعتادت معاشرة الرجال مثل اميرة اليس هذا كلامك ..انت آلمتنى يا ادم الما لا اعرف كيف اداويه .. الم مقترن باهانة قتلت قلبي وعقلي وجعلتنى اتمنى ان لا اكون عرفتك باى يوم ابتعد عنى يا ادم انا لا اريد رؤيتك كلما اوقفت الذكرى اعدتها الى فاتركنى ارجوك انا كالمريضة التى اصيبت بمرض قاتل فهل يحب المريض مرضه ؟ "
اغمض عيونه وهو يدرك انه جرحها جرحا ربما لا يكون له شفاء ومع ذلك مازال هناك امل فعودتها معهم امل ، فتح عيونه وقال
“ كل مرض وله دواء "
نظرت اليه بدموع وقالت" وهناك أمراض مزمنة لا شفاء منها "
أخفض راسه لحظة ثم عاد وقال" على الاقل من اجل عمتى لقد سمعتى كلام الطبيب هى لا تعلم شئ عما حدث بيننا فلابد ان نظل امامها زوجين سعيدين حتى نحافظ على حياتها تعلمين انها اخر من تبقي لى "
تراخى قلبها امام كلماته ربما شعرت بالشفقة عليه وهى تعلم ان العمة لم تخبره انها تعرف بكل شئ اخفت مشاعرها ، حاولت ان لا تبدى تعاطفها معه فابتعدت وقالت
" تعلم ان عودتى اصلا من اجلها "
قال " اذن اكملى ما تفعليه "
نظرت اليه فعاد وقال" لن يكون بيننا الا مكان يجمعنا اخر اليوم ولكن امام الجميع نحن زوجين سعيدين و.."
ولم يكمل فهمت كلامه ونظرت اليه كانت تعلم انه على حق فهزت راسها ولم تعاند اكثر من ذلك وابتعدت من امامه الى جناحهم الجديد
دخلت ونظرت للمكان كان جميل حقا لماذا لم يكتب لها ان تستمتع به كاى عروسة جديدة لماذا حرمتها الحياة من تلك السعادة وخطفتها منها باول ليلة بحياتها الجديدة سمعته يغلق الباب خلفها فلم تنظر اليه واتجهت لدولاب الملابس لتخرج ملابسها
اشعل سيجارته وجلس يتابعها وهى تتحرك امامه الى الحمام وقلبه يشعر بالم لقد فقدها ولم يعد يعلم هل يمكن ان يعيدها اليه شعر بصداع يدق رأسه غير ملابسه ودخل الفراش وهو لا يعلم ماذا تخفى الايام ربما تستطيع الايام ان تداوى ما عجز هو عنه..
عندما خرجت كان قد غير ملابسه ونام على طرف الفراش ظلت تتامله كيف ستنام بجانبه كيف ستبقي معه بمكان واحد هل ستتحمل كل ذلك حاولت ان تجد اى حل ولكنها فشلت فتقدمت من الفراش وتمددت بجانبه ولكنها ادركت من صوت انفاسه انه نائم فاغمضت عيونها واستسلمت للنوم هى الاخرى
عادت الحياة بهم الى الروتينية كلا منهما انشغل بعمله او ربما تجنب كلا منهما لقاء الاخر بينما بدات شهد تشاركها العمل بالمزرعة واجادت لدرجة انها فكرت ان تجعلها تعمل معها او ربما تترك لها ادرة المكان كله فيبدو ان حياتها هنا انتهت فكلا منهما لم يتحدث فى الموضوع منذ اخر حديث لهما لو كان يريدها لعاود الكلام
اما العمة فقد تحسنت كثيرا من رعاية الممرضة ورنين ...بينما حاول هو كثيرا الوصول لسالم ولكنه عرف انه مازال بالخارج ولم يعد
“ صباح الخير ماما كيف حالك اليوم ؟"
ابتسمت العمة وقالت" الحمد لله بخير امل تقوم بعملها جيدا "
ابتسمت امل وقالت " شكرا يا حاجة "
قالت رنين وهى تجلس امام العمة " نعم امل رائعة "
قالت الفتاة " شكرا مدام "
قالت العمة " اذهبي يا امل وتناولى افطارك رنين معى الان "
ذهبت الفتاة فقالت العمة " كيف هى اخباركم "
اطرقت براسها وقالت " لا جديد يا عمتى فكلا منا يتجنب الاخر ولا نرى بعضنا الا عند النوم . انا ارى ان حضرتك اصبحتى بخير وانا .."
قاطعتها المرأة وقالت" لن ترحلى هو يتركك حتى يشعر منكى بالامان "
“ ولكنى لا اشعر به انا كلما رايته تذكرت ما كان وهو لا يحاول ان يفتح الموضوع لانه يعلم ان كل شئ انتهى"
“لم ينتهى اى شئ كلا منكما كان بحاجة للوقت وها قد مر شهر او اكثر فلابد ان تشفى الجراح يا فتاة "
قالت رنين " لم اعد اعلم يا ماما انا متعبة جدا "
“ ارى ذلك حتى ملامحك تغيرت والاجهاد واضح فقط خذى بالك من نفسك ربما ..." ولم تكمل
سالتها رنين " ربما ماذا ؟"
قالت العمة" لا شئ فقط حاولى ان تعيدى حساباتك وانتى تاخذين قرار عمرك "
لم ترد وعادت الى المزرعة شعرت بالتعب والارهاق فقررت ان تعود مبكرا وتركت شهد بالمزرعة وقد قررت ان تخبره ان شهد تحل محلها وانه لابد من الانفصال
اخذت حمام واستلقت بالفراش ولكنه دخل هو الاخر مبكرا نظر اليها وقد شعر بالقلق عليها فملامحها تغيرت والارهاق بدا عليها اقترب من طرف الفراش وقال بقلق واضح
“ عدتى مبكرا هل انتى بخير ؟"
لم تنظر اليه وهى تعتدل وتقول " نعم كنت اريد ان ارتاح قليلا "
هز راسه ولم يتحدث استدار واخذ ملابسه ودخل الحمام انتظرته حتى اخذ حمام وخرج فقالت
" اريد ان اتحدث معك "
نظر اليها كثيرا ما اراد ان يفعل ولكن برودها اصابه هو الاخر بالبرود وربما خاف لو فتح الموضوع فتطلب البعد
قال" كما تشائين "
جلس واشعل سيجارته فقالت " شهد ..اعتقد انها جيدة وربما يمكنها ان تدير المزرعة جيدا "
ضاقت عيونه من بين الدخان وقال " لا افهم "
ابعدت عيونها وقالت" العمة اصبحت بخير ووجودى لم يعد له داع .."
بالطبع فهم كلامها فقال " وماذا ؟"
دق قلبها بضعف ونظرت اليه وقالت بقوة متصنعة تتعارض مع ضعف قلبها
“ الطلاق "
لم يغضب حاول ان يكون هادئا هذه المرة ليس هناك حجة لابقاءها
قال " هل حدث شئ جديد ضايقك لا اعتقد اننى فعلت تقريبا نحن لا نلتقى الا عند النوم ولا حوار بيننا فماذا تريدين "
نهضت فجأة فشعرت بدوار يصيبها كادت تسقط لولا ان اسرع اليها امسكها بقوة وقال بقلق واضح
" رنين انتى بخير رنين ردى "
استعادت نفسها وتركته يعيدها الى الفراش ثم قالت " نعم ..انا فقط متعبة "
اخرج عصير من الثلاجة الصغيرة وفتحه ومنحه لها تناولته دون اعتراض الى ان عادت لنفسها نظر اليها فقالت
“ انا بخير "
قال" غدا موعد متابعة عمتى تاتين معنا ليراكى الطبيب "
قالت" لا انا بخير فقط اريد ان ارتاح هل يمكن ان تنفذ لى طلبي انا اريد حريتى "
جلس على طرف الفراش وقال " رنين هل يمكن ان نوقف كل ذلك تعلمين اننى لن افعل اخبرتك ذلك مرارا حريتك هنا بين ارضك ومزرعتك هنا ببيتك "
نظرت اليه كانت عيونه مختلفة زال منها الغضب ولكنها هى مازالت غاضبة وقالت
“ لا هنا قيد حول رقبتى يذكرنى بما حدث انا لا اريد ان استرجع الالم من فضلك"
لم يتراجع وقال" اخبرتك من قبل ان ما حدث لن نستطيع ان نمحيه من حياتنا وانا اخبرتك ان سالم خدعنى لانه اقرب الناس اليكى وموضع ثقتك والصور و..رنين انا ايضا كنت معذور "
ابعدت عيونها وعادت الدموع فادرك ان المكلام لم يعد له مكان نهض وقال
" على العموم انا يمكننى ان ابتعد اكثر ولا نتقابل اذا كان وجودى يحزنك لهذا الحد ولكن فقط لن ترحلى لا يمكن ان تتركى عمتى والمزرعة وبيتك انتى ليس لك احد سوانا ابق من اجلهم وانا سابتعد لاقصي حد "
ثم ارتدى روبه وخرج من الغرفة وعادت اليها الدموع فها هو يتركها دون حتى ان يعتذر عن خطأه ..ترى ماذا تريد هى ..هل مازالت تريد الطلاق ام ان مرور الايام داو جزء من جرحها فقط لو اعترف بخطؤه واعتذر وطلب منها السماح او البقاء من اجله لربما عادت اليه فقلبها يامرها وهى تضعف امامه استلقت فى الفراش واحتضنت الوسادة وعاودتها الدموع الى ان غابت بين طيات النوم
مرت الايام اسوء من قبل بالفعل لم تعد تراه يخرج مبكرا جدا ويعود متاخرا ويبقى بمكتبه لوقت متاخر ثم يدخل لينام دون ان تراه هى، كانت تتالم لذلك وكأنه يعاقبها على ما فعلت بينما زادت هى ارهاقا وتعبا دون ان تتحدث الى ان اتى ذلك اليوم
“ عم صابر اين انت ولماذا تاخر العلف حتى الان ؟"
اجابها صوت صابر بالهاتف قلقلا " اسف يا باش مهندسة ولكن ..انا .."
شعرت بالقلق وقالت" انت ماذا هل حدث شئ تكلم من فضلك"
قال" نعم ادم كان يحاول انقاذ احد العمال من تحت العربة فسقطت على ذراعه فاصيب ونحن هنا عند اشرف طبيب العزبة "
لم تنتظره حتى يكمل اسرعت الى عربتها وانطلقت بها الى العزبة حيث مكان اشرف ونزلت واسرعت بكل قوتها الى الداخل وما ان دخلت حتى رات الجميع حوله واشرف يخيط له جرح كبير بذراعه والدم يلطخ يده وقميصه عندما رات الدم عاودها الدوار وشعرت برغبة فى القئ استندت الى الحائط وهى تكاد تسقط وتصبب العرق على وجهها الشاحب ..التفت الجميع اليها وهو اولهم ابعد يد اشرف الذى صرخ به
“ ادم انتظر الجرح ..."
ولكنه لم يسمعه واسرع اليها بخوف ولهفة لاحظها الجميع ولم يندهشوا لها فهى زوجته.. حملها بين ذراعيه بجانب قلبها ليطمن عليها كانت تحاول ان تعود لوعيها فهى لا تحب الضعف ولكنها لم تستطع ...
اشار له اشرف ليضعها الى اقرب مقعد اجلسها وقال
" رنين ..ماذا حدث رنين ؟"
نظرت اليه بعد ان استعادت نفسها رات نظرة الخوف بعيونه وشعرت بلهفته عليها فهزت راسها وقالت
" انا بخير فقط رؤية الدم اصابتنى بالغثيان ماذا اصابك انت ؟"
اتجه اشرف اليها وامسك يدها ليقيس نبضها لحظة ثم قال " هى بخير اطمن بعض الماء عم صابر هى فقط تفاجأت من منظر الجرح هيا تعال انت لتكمل "
ربت صابر على كتفه وقال" اطمن هى بخير يا ادم اذهب واكمل انت الجرح ينزف "
لم يرفع نظره من عليها ولا هى كلا منهما كان يشعر بخوف على الاخر يا الله ما هذا الحب الذى يعذب اصحابه والى متى سيظل ذلك العذاب ارحمينى حبيبتي من ذلك العذاب واعيدينى لاحضانك كم اشتاق اليها واحتاج لحنان قلبك وصفاء ابتسامتك ..
ليتنى اعيدك يا حبيبي الى ولكن كيف وانت ابتعدت ... تمنيت ان تطلب قربى ولكنك اخترت البعد
ما ان انتهى اشرف حتى نظر ادم لصابر وقال " عم صابر ارسل احدهم ليتابع مسعد بالمشفى ولا تنسي اهل بيته ..ساوصلها واعود "
رد اشرف " اظن انك فقدت الكثير من الدم وبحاجة للراحة اليوم على الاقل الجرح كبير ولا داع للتهور حتى لا يفتح مرة اخرى "
تحرك اليها وقال" راحتى بالعمل ..هل يمكنكى الذهاب الان "
كاد يحملها لولا ان قالت" لا ..انا بخير يمكننى الذهاب وحدى "
هز راسه ثم منحها يده ولم ترفضها واستندت اليه وهى تعلم انها لا تقو على المقاومة فالامر اثار خوفها وضعفها
اعادها الى البيت ثم الى غرفتهم فى صمت الى ان جلست على الفراش فقال
“ انتى بخير الان ؟"
هزت راسها وقالت" نعم وانت "
اجاب "بخير "
ابتعد وهو يخلع قميصة الممتلئ بالدماء ثم اتجه الى الولاب ليغير ملابسه ظلت تنظر اليه لحظة وفى النهاية حسمت امرها ففى صدرها قلب ما زال ينبض بحبه ولم تستطع ان توقفه
قامت واتجهت اليه وقالت “ لا يمكنك ان تذهب اشرف قال .."
قاطعها بحدة فهو لن يتحمل البقاء بجانبها اكثر من ذلك دون ان يجذبها لاحضانه فخوفه ولهفته عليها لن تظل فى الخفاء الى الابد فالافضل ان يبتعد كما كان يفعل 
" اعلم ما قاله اشرف ولكن انا بخير وساعود "
قالت بنبرة مختلفة " ادم انت بحاجة للراحة "
لم ينتبه لنبرتها الجديدة وقال دون ان ينظر اليها
" راحتى بالعمل لن ابق هنا "
اخفضت راسها وكادت الدموع تعود لم تعلم لماذا تضعف الان حاولت ان تتذكر ما كان ولكنها لم تستطع ان ترى الا لهفته عليها وتركه لجرح يده ينزف من اجلها وكيف حملها رغم جرحه فى خوف وحنان
قالت" لن اتركك تذهب لابد ان ترتاح ابق اليوم و.."
قال بغضب " اخبرتك انى لن ابق لن افعل "
لم تستطع ان تقاوم الدموع وقالت" لماذا ؟"
استدار ليواجهها وقال" لماذا ؟ تريدين ان تعلمين لماذا ؟ لاننى لم اعد اتحمل البقاء هنا ..لم اعد اتحمل ان انظر اليكى وارى تلك النظرات بعيونك ..نظرات الاتهام واللوم والعتاب وربما الاحتقار ..لم اعد اتحمل هذا العقاب يا رنين لم اعد اتحمل البقاء هنا وانا اعلم انكى تكرهينى وتريدين بعدى لم اعد استطيع ان انظر بعيونك واتذكر اننى سبب كل ذلك فقد كان خطاى انا انا سبب كل ذلك الالم والحزن والعذاب لن ابق هنا يا رنين لن ابق "
تراجعت من غضبه واستدار مبعدا عيونه عن دموعها فقالت بضعف امام اعترافه بخطأه
قالت " اذن ساترك لك الغرفة كى لا ترى نظراتى ولا تنتابك الذكرى لكن فقط ابق وارتاح "
كادت ان تتحرك لولا ان استدار وامسكها من ذراعها وجذبها بقوة فلم تتوازن وكادت تسقط لولا ان امسكها بسرعة واحاطها بذراعه وجذبها اليه فاصطدمت بصدره العارى واستندت بيديها عليه وتلاقت نظرة عيونها الممتلئة بالفزع مع نظرته الغاضبة وتسلل عبيرها اليه وحرارة يدها الناعمة على صدره فشعر بالضعف يتخلل الى قلبه اكثر واكثر ...
بينما تعالت انفاسها من الفزع مما حدث وزادت دقات قلبها لقربه الذى ازداد فجأة وتلاشت الاحزان وانتهت الالالم عندما تلاقت النظرات ولم يشعر ويده تجذبها اكثر اليه ويده الاخرى تزيح خصلات شعرها النحاسي من على عيونها التى قتلته شوقا وانسابت يده الى شعرها كالماء ينساب بين جوف الارض ليحيي البذرة لتنمو الى زهرة ....
واقترب اكثرولم تبعده انتظر ان تفعل ولكنها لم تفعل زادت يداها ضغطا على صدره فحررت قلبه من احزانه واعادت رغبته اليه فى ان يجذبها الى احضانه وبالفعل جذبها اليه بقوة ووجدت نفسها تحيطه بذراعيها همس
" رنين اه رنين وحشتينى لم اعد اتحمل ... فراقك نار تحرقنى ارجوك كفانا بعدا كفاكى قسوة لم اعد اتحمل "
ابعدها قليلا ونظر بعيونها وهو يهمس بشوق وحنين و..ورجاء وحب " لم اعد استطيع رنين حقا تعبت من البعد "
نظرت اليه بشوق يضاهى شوقه واكثر ولم ترد فعاد وقال
“ اخبرينى ان ما حدث انتهى ومات مع موت الايام وانكى لن ترحلى لاى مكان "
لم تبعده عنها وقالت " ربما ابعد كى ترتاح "
قربها منه وقال " لم تكن راحتى ابدا فى بعدك  ؟"
عادت الدموع فقالت " ولكنك بعدت "
قال بضعف " من اجلك لم اكن اتحمل نظرة عيونك فهى تجرحنى بشدة وتذكرنى بما فعلت رنين كفى ارجوكى انا تعبت لم اعد اتحمل ارجوكى دعينا ننسي ما حدث ونبدء من جديد انا ادركت خطأى فكفى .."
اخفضت عيونها كانت سعيدة من كلماته اخيرا عاد اليها وادرك خطأه وها هى سعيدة وهى بين ذراعيه ولم تعد ترفض لمساته وانما اشتاقت لها اليوم تاكدت انها مازالت تحبه بل تعشقه خوفها عليه كاد يصيبها بالجنون كما وانها رات لهفته وخوفه عليها
قربها مرة اخرى وهمس " انا اعلم انى أخطأت وتسببت بجرحك ولكنى ندمت صدقينى رنين ندمت فهل نكتفى من الاحزان انا اسف رنين اسف على كل ما قلته او فعلته صدقينى لم اكن فى وعيى لقد فقدت عقلى عندما رأيت الصور وسمعت كلام سالم والغيرة اعمت عقلى فلم ادرك ماذا افعل او اقول لكنى ادركت بعدها ان ما حدث كان اكبر خطأ ارتكبته بحياتى لانه كاد يفقدنى اياكى سامحينى رنين انا اسف "
نظرت اليه ثم ابتسمت ابتسامة رقيقة من بين دموعها دليل على قبول الاسف فمسح دموعها ثم جذبها الى احضانه بقوة  لم يحاول ان يقللها فكم كتم اشواقه ومشاعره ولم يعد يمكنه ان يفعل اكثر التفت ذراعها على ظهره فهمس بجانب اذنها
“ اسف رنين ارجوك سامحينى انا تعبت والله تعبت من البعد "
لم ترد وتركت نفسها بين ذراعيه وانفاسه تثير الدفء بجسدها شفتيه تقبل عنقها بحنان ثم انتقل الى شفتيها بقوة وشوق ملاء كل كيانه وانساب الى قلبها فشفي جرحها واغلق باب الماضي انتهت انفاسهم فابعدهها قليلا بعد ان ذاق طعم الدم من شفتيها جرحا شفى جرح قلبه وقلبها واعاد اليهما السكينة
احاط وجهها بيده فنظرت اليه ابتسم وقال
“ هل زال الغضب والالم والحزن "
ابتسمت وهزت راسها فلم تشعر الا وهو يحملها بين ذراعيه فهتفت " ادم ذراعك مجروحة "
نظر اليها وقال " قربك شفى كل جروحى "
ابتسمت وتعلقت برقبته وتركته يحملها ويقربها من قلبه فمالت براسها على صدره لتسمع دقات قلبه تساءلت بماذا ينبض ذلك القلب هل ينبض بحبها كما ينبض قلبها بحبه ليته يخبرها ...واخيرا وضعها على الفراش لم تفلته وهو ينظر اليها وهمس
" لم يكن للحياة طعم فى بعدك ..انا لم اعد اتحمل فراقك لحظة واحدة لن تفعلي بي ذلك مرة اخرى "
قالت" وانت لن تجرحنى مرة اخرى "
“ اعدك الا افعل فقد اشتقت لاحضانك وقربك ولمساتك ضمينى اليكى ولا تبعدينى عنكى اعيدى لى الدفء والحنان فكم احتاج اليهم "
شعرت بحزن من اجله فجذبته لاحضانها فى حنان لا يغلفه اى خجل فماذا يمكن لاى امراة ان تفعل امام كلمة احتياج من رجلها حبيب قلبها الوحيد سوى ان تفسح صدرها له وتجذبه الى احضانها سعيدة راضية
احتضنها بقوة وقال" هل ستكونى لى ؟ "
همست " انا لك "
واستسلمت له بطيب خاطر وسلمها هو نفسه وروحه كان يبحث عن الراحة بين ذراعيها عن حنان امه الذى لم يجده عن امان الاب الذى ضاع منه عن سعادة لم يعيشها الا معها عن حب لم يمنحه الا لها ولم يعد للماضى اى مكان، فربما حدث ما حدث وكان ما كان ولكن ما بقلبهم حب كبير حتى ولو لم يخرج الى النور ولكنه موجود بقلب كلا منهما يدفعهم الى الحياة الى نبع الماء الذى لا يجف ..الى شمس النهار التى تعيد للدنيا الحياة ..الى الاراضى الخضراء التى تشع بالامل وبالحياة وربما بالسعادة ....
الان هو يريدها وهى ايضا لم تمانع ابتعد لحظة ونظر بعيونها وهى لم تفلته لم ترفضه لم تذكر الماضي القريب فقد اشتاقت اليه كما اشتاق اليها ابتسم وكانه يتاكد انها بين ذراعيه وهو لن يتركها مرة اخرى عاد الى شفتيها ليتأكد من انه لم يعد بذلك الكابوس احاطته بذراعيها لتؤكد على رضاها بان تكون له
واستمتع كلا منهما بالليلة التى كانت بمثابة ليلة العمر التى حرم منها الاثنان امتعها بكل ما استطاع محاولا ان يعبر عن اسفه وندمه على ما كان ومحاولة فى اشعارها بالسعادة كما يشعر بها هو الان
يتبع....

رواية عزبة الدموع.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن