الفصل الثامن والعشرين
مجرمة
انتبهت الى النيران التى احاطت بها من كل جانب ولكن بعد ان وصلت الى العامل الذى كان قد اصيب بقدمه استند اليها وقالت وهى تتصبب عرقا من حرارة الجو والسعال من الدخان
“ علينا ان نجد اى مخرج من هنا "
تالم الرجل من قدمه وقال" اذهبي حضرتك واتركينى انا لا استطيع ان اتحرك "
ولكنها لم تتركه وهى تتلفت حولها وقادته الى جانب بعيد شيئا ما ولكن سرعان ما اقتربت النيران وادركت انها لن تفلت منها ..ولكن فى نفس اللحظ سمعت صوت ادم يناديها
“ رنين ..رنين اين انتى "
صرخت بصوت مرتفع " ادم انا هنا ادم بسرعة النيران بكل مكان "
وبالفعل بلحظات كان قد وصل اليها والدخان والنيران تزداد امسكها وقال" انتى بخير "
هزت راسها وقالت" الرجل مصاب"
اسنده ادم وقادهم من حيث اتى بعد ان احاطهم بالبطاطين.. وما ان خرجوا حتى كانت المطافئ قد وصلت وبدات فى عملها والاسعاف ايضا وصلت لنقل اى مصاب ولكن لم يكن هناك سوى ذلك العامل الذى كان معها
انتهى من متابعة المطافئ وعاد اليها وقال" هل اصابك شئ ؟"
هزت راسها وقالت " لا الحمد لله ولكن اريد الشرطة هذا الحريق بفعل فاعل انا متاكدة انها اميرة "
مرر يده بشعره وقال" الشرطة بالطريق واميرة فاتورتها اصبحت كبيرة "
قالت بغضب " انت السبب تركتها حتى اصبحت كالاخطبوط وتفرعت اياديها حتى وصلت لكل مكان "
اشعل سيجارته وقال" رنين اهدى ودعينى افكر جيدا اميرة ليست معنا الآن وانا ابحث عنها بكل مكان ولن اتركها "
كان الغيظ ياكلها فقالت " وهى ايضا لن تتركنا "
وتركته وابتعدت وهى تعلم ان تلك المرأة هى سبب خراب حياتها واحلامها
انتهى الضابط من التحقيق وسالها " هل تتهمين احد "
نطق الاثنان فى نفس الوقت هى قالت " نعم " وهو قال " لا "
نظر الضابط الى كلا منهما بينما نظرت هى اليه نظرت غضب وهى لا تفهم اى شئ ابعد عيونه عنها الى الضابط وقال
"لا ليس لدينا اى شك تجاه احد اكيد هناك خطأ ما "
اغلق الضابط التحقيق وانصرف كادت تبتعد بغيظ ولكنه امسكها وقال " رنين انتظرى ولا تبداى العناد مرة اخرى "
نفضت ذراعها منه وقالت" ابتعد عنى واتركنى الان انا لا اريد ان اتحدث "
تحركت فتبعها ووقف امامها وقال" اسمعينى اولا ولا داع لغضبك الان "
قالت بغضب" لا يوجد شئ يمكن ان تقوله سوى انك مازلت تخاف عليها ولا يهمك ما اصاب المزرعة"
قال بهدوء " اهدى واسمعينى جيدا انا لا اريد القبض عليها لمجرد حريق ستحبس شهرين او ثلاثة ثم تخرج الامر اكبر من ذلك انا اريدها هى لى انا ..نعم انا الذى لابد ان يغسل عاره بيده لن تكون للشرطة وستكون لى انا "
نظرت اليه بخوف وقالت " ادم انا لا أفهم شئ ما فعلته محاولة قتلنا وذلك لا يستدعى كل ذلك "
ابتعد من امامها وقال" لا الامر يمس الشرف وانا لن اترك عار عائلتنا اميرة تتاجر بشرفها يا رنين هل فهمتى الان ؟"
شهقت وهى تضع يدها على فمها وقالت" لا ..لا يمكن ان تعنى ما قلت "
اشعل سيجارته وقال" للاسف اعنيه بكل كلمه ولكن ما لا اعرفه هو موقفها من زوجها لقد بدء رجالى البحث وراؤه ولكنه غير موجود هنا اختفى بعد ان عرفت انه ايضا فى نفس الدائرة ورغم ذلك ارادت اميرة الطلاق منه لدرجة انى ظننت انهم متفقين على ذلك "
اقتربت منه وقالت" نعم اظن ذلك واعتقد ان موضوع الطلاق هذا لن يتم كل ما فى الامر انها كانت تريد اموالك اليس كذلك "
التفت اليها وقال" بالتاكيد ..هذا شئ مفهوم منذ اول يوم عادت فيه وكل تصرفاتها كانت واضحة المهم الان ان اعرف طريقها ولن اتركها مهما حدث "
قالت بفزع " لا يا ادم لن تضيع حياتك ومستقبلك من اجلها انها لا تستحق"
حدق بعيونها وقال " وشرفى الذى القته بالارض ودهسته بقدمها "
قالت" القانون اولى بها هى ليست اختك ولا زوجتك لها امها مسؤلة عنها وليس انت ، كل ما عليك ان تسلمها للقانون هذا هو افضل انتقام لها الفضيحة "
نظر اليها وقال" ولكن "
قاطعته بقوة " ليس هناك لكن ادم لن تخسر حياتك بسببها هل نسيت عمتى لو اصابك شئ او دخلت السجن عمتى لن تنجو من الحزن والعزبة والارض كل هذا لم تفكر به "
ابعد خصلة شعرها وقال" وانتى ؟"
اخفضت عيونها وقالت بصوت منخفض " انا ماذا ؟"
قال " هل تخافين على ؟ام ستتركينى لو دخلت السجن "
نظرت اليه واجابت على الفور " لن اتركك وانت لن تدخل السجن اتركها يا ادم من فضلك اتركها للقانون جميعنا بحاجة اليك "
ابتسم وقال " على العموم هذا سابق لاوانه هيا دعينا نذهب لقد حل الظلام "
مرت عدة ايام بدأت هى اعاة ترميم المبنى المحترق واثبتت التحريات ان الحريق بفعل فاعل وبالطبع كان الجميع متاكد من ان اميرة وراء كل ذلك
بينما عاد هو الى الارض والعزبة واستقرت الاحوال ولكن ادم لم ينسي ماحدث
جلس فى مكتبه بالفيلا فى المساء ليراجع اعمال العزبة وفجأة رن هاتفه برقم غريب اجاب " الو "
جائه صوت غريب يقول " مساء الخير يا باش مهندس كيف حالك ؟"
اجاب بهدوء " مساء النور هل يمكن ان اعرف من حضرتك "
اجاب الرجل " اسر سالم اكيد لم تنسانى "
ضغط ادم بيده على الهاتف قبل ان يقول " لا لم انساك ترى هل من خدمة يمكن ان اقدمها لك ؟"
قال اسر " انا اعلم جيدا ماتكنه لى ولا انكر اننى ابادلك اياه ولكن هذا لا يعنى انى اتمنى لك اى سوء لانك ستكون زوج رنين اقرب الناس الى "
غضب ادم وقال" انت كيف تجرؤ؟"
قاطعه اسر بحزم " اسمعنى جيدا يا باش مهندس انت لن يمكنك ان تتحكم فى قلبي او مشاعرى فهى تخصنى انا وحدى ولكن بالطبع انا لى حدود اعلمها جيدا ولن اتجاوزها منذ ان عرفت بعلاقتك برنين وانا ادركت ان علاقتى بها اصبحت اخوة وصداقة لا اكثر ولا اقل ولاننى لن اقبل ان يصيب اختى اى ضرر انا اتصل بك الان فاسمعنى وابعد غيرتك جانبا "
انتابه الصمت من كلمات اسر ولم يرد فعاد اسر يقول
“ اظن ان اميرة تهمك "
التفت ادم وانتبه الى كلماته وقال " اميرة ؟"
قال اسر " نعم تلك المرأة قريبتك انا عرفت من بابا ان الشرطة تبحث عنها وانت ايضا لذا عندما رايتها امس بمكان غير جيد مع احد الشخصيات المعروفة وهى تخرج معه من المكان ظننت انك ربما تحب ان تعرف ذلك "
اشعل ادم سيجارة وقد اهتم بكلامه وقال " ولماذا يهمك الامر ؟"
اجاب اسر " لانى عرفت من اول نظرة لتلك المرأة انها تريد تدمير رنين ولا اعتقد اننى يمكن ان اتركها تفعل ولكن ليس لى صفة فى التدخل بالامر لذا اتصلت بك انت اولى "
نفخ ادم الدخان ومرر يده بشعره الحالك وقال " نعم انا اولى هل تصف لى المكان وتذكر لى اسم الرجل "
قال اسر " هذا الرجل ليس من الشخصيات العابرة وانما رجل من ذوى الوزن الثقيل ما يهمك هو اميرة فاهتم بامرها زوجتك وعمتك اولى بحياتك اخبر الشرطة بما اخبرتك به واترك لهم الامر انا كان يمكننى ان افعل ولكن كما اخبرتك لا صفة لى "
قال بهدوء" حسنا اعتقد انى لابد ان اشكرك "
قال اسر" لا شكر على واجب ..هذا واجبي نحو رنين لانى اخشي عليها من تلك المرأة"
ورغم غيرة ادم الا انه كتمها وقال " نعم عندك حق اشكرك مرة ثانية هل تعطينى العنوان "
كتب ادم العنوان وانهى الرجلان المحادثة وظل ادم واقفا يفكر فيما حدث وما يجب ان يفعل واخيرا فتح درج مكتبه واخرج مسدسه واتخذ القرار واتجه الى الخارج
اسرع بسيارته الى تلك الفيلا بالعجمى كانت باحد الشواطئ الهادئة هناك اوقف سيارته فقد كان المكان مظلملا ظل قليلا بالسيارة يتطلع الى الانوار التى تطل من المكان واخيرا نزل من السيارة واتجه الى الداخل فى هدوء
كان الباب مغلق ولكن الباب الخلفى للحديقة مفتوح دخل منه على صالة كبيرة كانت هناك اصوات خافته غير واضحة من الدور العلوى ثم ضحكات نسائية مرتفعة نظر لاعلى ثم قرر ان يصعد وما ان وصل حتى راى ثلاثة ابواب مغلقة فاستمع الى الاصوات ولم يتعرف على صوت اميرة ثم انتقل للغرفة الثانية وميز صوت اميرة اخذ نفسا عميقا ثم فتح الباب وتقدم الى الداخل
فزع الرجل والمرأة اللذان كانا بالفراش وادرك انها اميرة التى صرخت " ادم ماذا تفعل هنا ؟"
نظر اليها باشمئزاز وقال " جئت لاكشفك على حقيقتك واغسل عارى "
جذبت اميرة الغطاء عليها وكاد الرجل الذى بجانبها ان ينهض ولكن ادم صوب اليه المسدس وقال
" لا تفكر حتى فى ان تتحرك انا لن اضيع الوقت فلا داع لوجود امثالكم بالحياة لذا لابد ان تموتوا دون ان يحزن عليكم احد وهذا ما سافعله "
ثم جذب الامان وصوب تجاه اميرة وضغط على الزر
اتجهت رنين الى مكتبه لتخبره عن بعض الاعمال الخاصة بالمزرعة ولكنها سمعت صوته وهو يتحدث بغضب
" كيف تجرؤ ؟"
فتوقفت واستمعت الى المحادثة كلها وفهمت ما كان بينه وبين اسر ورأته من خلف الباب وهو يكتب العنوان وياخذ المسدس وادركت ما ينوى ان يفعل تراجعت وهو يتقدم للخارج فلم يراها ثم اسرعت هى الاخرى الى الجراج واخذت سيارتها واتصلت بالرائد رفعت وحكت له ما حدث وطلب منها ان تترك هاتفها مفتوح كى يتابعها بالجي بي اس وسيرسل اليها الشرطة الخاصة بالعجمى ثم سيلحق بهم ... وفعلت ما طلب وهى تتابع ادم بسيارتها من بعيد وبصعوبة لدرجة انها كادت تفقده فى الزحام لولا ان وفقها الله واخيرا وصلا الى الفيلا لم تتبعه فى الظلام وانما انتظرت قليلا ونزلت من السيارة وسارت حتى وصلت الى سيارته واسرعت لتدخل كما دخل ووصلت الى الاعلى فى نفس الوقت الذى كاد يطلق فيه الرصاص وصرخت وهى تتقدم الى الداخل ورفعت يده الى الاعلى وهى تصرخ
“ ااادم لاااا"
وانطلقت الرصاصة ولكن لسقف الغرفة ولم تصب احد
توالت صرختها مع صرخة اميرة ونظر هو اليها بدهشة وغضب بينما كادت اميرة تنهض هى والرجل الذى معها وحاول هو ابعادها وهو يقول بغضب
" ابتعدى من امامى لابد ان اقتلها لن اتركها تفلت "
وفى نفس التوقيت هجمت الشرطة على المكان وقبضت على الجميع ورات هى تلك النساء الشبه عارية مع الرجال بنفس الوضع والشرطة تجذبهم الى الخارج
وقفت اميرة امامهم وقالت من بين دموع الخزى " لا تظنى اننى ساتركك انتى او هو ساعود لكم وكما احرقت مزرعتك ساحرق العزبة كلها والفيلا والارض سادمركم وادمر حياتكم نهائيا سادمركم "
شعرت بذراع ادم تحيطها وكأنما شعر بتلك الرجفة التى سرت فى جسدها ..لم يرد احد عليها وانما جذبها الجنود الى الخارج .. اقترب احد الضباط منهما وقال
“ استاذ ادم وجودكم الان لم يعد له داع الرائد رفعت فى الطريق فاميرة متهمة باكثر من تهمة بالاضافة للدعارة طبعا وحضرتك والانسة لا مكان لكم الان "
نظر ادم اليه وهوينفث دخان سيجارته بغضب وقال" حسنا سنذهب الان شكرا حضرة الضابط "
نظر اليها وقال "انتى بخير ؟"
هزت راسها فقال "حسنا هيا دعينا نذهب الان"
واخيرا عادا بسيارتهما الى الفيلا كان الوقت قد تاخر دخلا الى الفيلا نظرت اليه وقالت
“ انت لا تبدو بخير ؟"
وقف لحظة ثم اغمض عيونه " لا اصدق ان كل ذلك حدث لنا وكانى بفيلم سينمائى "
وقفت امامه وقالت" نعم ولكن بصراحة هى تستحق فما فعلته بنا نحن وحده كاف لحبسها "
نظر اليها وقال " كان لابد ان اقتلها "
ابتسمت وقالت " الموت راحة لامثالها وشقاء لنا "
وضع يده على وجهها وقال " شقاء لكم ؟"
اخفضت عيونها وقالت" نعم لو انت قتلتها وسجنت "
ادرك معنى كلماتها فجذبها اليه واحتضنها بقوة وهمس اليها " انا مدين لكى بحياتى "
ابتسمت وهى تحيطه بذراعيها ولم ترد ثم ابعدها واحاط وجهها براحتيه ونظر بعيونها بحنان وقال
“ الحياة تصبح جميلة عندما يكون بها من يخاف علينا ويضئ لنا الظلام "
ثم قبل جبينها بحنان وابعدها وقال " هيا اذهبي لتنامى اليوم كان طويل طابت ليلتك "
ابتسمت وقالت "وليلتك "
عاد وقد تذكر فقال " اه على فكرة شهد ستاتى غدا لقضاء اليوم بالمزرعة واعتقد انكى ستقومين بواجب الضيافة انا عزمتهم على الغداء هنا "
نظرت اليه وقالت" حقا لماذا لم تخبرنى من قبل ؟"
ابتسم وقال" ها انا اخبرك الفتاة لا تعرف اى شئ عنا واعتقد انكى ستكونين خير معين لها فهى جميلة وهادئة ورقيقة وهيثم يريدها ان تعتاد المكان وتحبه "
شعرت بالغيظ فقالت " جميلة ورقيقة يبدو انك تعرفها جيدا "
اقترب منها مرة اخرى وقد اعجبه غيظها فقال " نعم اعرفها جيدا هل يضايقك الامر "
ابتعدت وقالت بغيظ " لا ابدا ولكن لا تتحدث هكذا امام زوجها لربما يضايقه كلامك "
اعادها امامه ونظر بعيونها وقال " ولماذا انتى غاضبة هكذا ؟ "
تحررت منه وقالت " لا ابدا طابت ليلتك"
امسكها من يدها وقال " لن اتواجد فى الصباح استقبليهم انتى كى لا يتضايق زوجها من كلامى "
لم تنظر اليها وابتعدت الى غرفتها وهى لا تعلم الى متى ستظل هذه العلاقة دون اى مسمى سوى خطوبة بين اثنين كانت بدايتها تمثيلية وانتهت الان الى حقيقة ولكن بلا معنى وبلا غاية محددة
استقبلت هى والعمة هيثم وشهد وترك هيثم شهد معها جلستا قليلا مع العمة ثم انطلقت بها الى الارض والمزرعة وهناك قالت شهد
“ المكان رائع يا رنين انا احببته جدا منذ متى وانتى تقيمين هنا "
قالت " عدة شهور لا اعلم عددها "
" لا ...ظننت ان لكى اعوام فانتى تحبين وتحفظين المكان "
قالت" فعلا لانى اعتدت على مثل تلك الاماكن منذ ان كنت اسافر مع داد للريف الانجليزى او الفرنسي وكنت اعشق حياة الزراعة وعندما اتيت هنا وجدت ما جعلنى اشعر بالراحة بين الاهل الطيبين "
غمزت شهد وقالت" والحب ؟ اليس كذلك ؟"
نظرت لشهد ولم تعرف بماذا ترد ولكن عليها الا تبدى اسرارها لاحد العمة فقط هى من تعيش داخلها
قالت " وانتى ايضا الحب هو من سيحضرك لهنا "
ضحكت الاثنتان وانطلقا يكملان جولتهما وعادا على موعد الغداء كانت سيارته قد عادت ابتسمت دون ان تعلم السبب واخيرا تناولوا الغداء جميعا وعادا الى الحديقة
قال هيثم "هل اعجبكى المكان يا شهد ؟"
قالت بسعادة " جدا رنين لم تترك مكان الا وجعلتني اراه والاجمل اننى رايته بعيونها هى مما جعلنى اعشق كل مكان هنا "
تلاقت نظراتهم وقال هيثم " اذن انا مدين للانسة رنين الان "
قالت هى " لا دين ولا شئ شهد اصلا تبالغ فهى تحب المكان من قبل ان تاتى واكيد ستحبه اكثر بعد الزواج "
نظر هيثم لادم وقال" صحيح متى زواجكم ؟"
نظر اليها كما فعلت فقال " لم نحدد بعد وانت ؟"
قالت شهد " لم لا نجعل فرحنا سويا ؟"
قال هيثم " فكرة رائعة ما رايكم "
هزت كتفيها بلا مبالاة وقد دق قلبها بسرعة جارفة فقال ادم
“ومتى سيكون فرحكم ؟"
قال هيثم " انا لا ينقصنى شئ البيت جاهز كما تعلم وشهد ايضا والدها مستعد فى اى وقت .. ما رايكم بعد افتتاح المزرعة باسبوعين فالمزرعة لم يتبق بها الكثير حتى المبنى المحترق لم يتلف كليا اليس كذلك يا باش مهندسة"
هزت راسها وقالت" نعم انا اعتقد ان الافتتاح ربما بعد ثلاث اسابيع او شهر بالكثير "
قال هيثم " اذن ليكون الفرح بعد شهر ونصف او شهرين نعم شهرين ليكون لدينا وقت اكثر ما رأيك يا ادم ؟"
نظر اليها وقال" ما رأيك يا عزيزتى ؟ "
حدقت فيه ولم تعرف بماذا ترد فهزت كتفيها وقالت" كما تريد انت "
ابتسم وقال " اذن سنكمل ترميمات الفيلا هنا ونختار الموبيليا وما الى ذلك اعتقد ان عمتى ستتولى هذه الامور مع رنين "
تراجعت فى مقعدها وشردت الان اصبح الامر جاد ستكون زوجته حقا بعد الزفاف ولم تعرف حقيقة مشاعره هل هى مجرد زوجة عادية بالنسبة له او ربما صفقة رابحة لم تعد تعرف اين الحقيقة
ودعتهم معه ودخل الاثنان اخبرها انه سيذهب لعمته واتجهت هى لغرفتها وذهنها مازال مشغول بما وصلا اليه رن هاتفها فجأة باسم سالم
“ اهلا عمو سالم كيف حالك ؟"
اجاب بضيق واضح بصوته " بخير ولكن غاضب منكى "
ابتسمت وقالت " ولماذا اذن الغضب ؟"
قال" هل صحيح ستتزوجين ذلك المهندس رنين انا لا اصدق بالتاكيد يطمع باموالك و.."
قاطعته " اى طمع يا عمو ادم ليس بحاجة للاموال وحضرتك تعلم ذلك "
قال" واسر الم يكن هو رجلك المفضل تعلمين انه يحبك ويريدك و.."
قاطعته بحزم " اسر صديق واخ وهو يعلم ذلك ولم يعترض على زواجى من ادم فارجو ان تتفهم حضرتك الامر "
قال الرجل بغضب " لا لن اتفهم منذ صغرك ونحن نعلم انكى لاسر واسر لكى فكيف تغير الامر لابد ان ترجع الامور لنصابها الصحيح "
قالت بضيق " انا اسفة يا عمو ولكن هى حياتى وانا اعلم ما هو الصواب وزواجى من ادم لن يتغير لاى سبب "
قال" سيتغير وانا اؤكد ذلك "
ثم اغلق الهاتف نظرت لهاتفها بدهشة ثم ابعدته
دق بابها ودخل هو اغلق الباب واتجه اليها كانت تقف امام النافذة فوقف امامها وقال" عمتى ستتولى تجهيز البيت وما يلزمه واذا اردتى المشاركة فلتفعلى لا املك وقت لذلك "
ابتسمت وقالت" لا.. يكفى ان تفعل عمتى كل شئ انا ايضا سانشغل بالمزرعة الفترة القادمة "
اقترب منها وقال" رنين الامر جاد وليس هزل "
ضاقت عيونها وقالت بتوتر " الذى هو ماذا ؟"
قال بجدية " الزواج "
ابتعدت وقالت " اعلم "
اعادها امامه وقال" اى لن يمكنك التراجع "
نظرت اليه وقالت" ولا انت ايضا "
مرر يده على وجنتها فقد اشتاق لحضانها ..قبلتها دفء انفاسها قال بحنان
“ومن قال انى ساتراجع انا الذى قررت وانا الذى اردت. انا فقط اخبرك انه لم يعد للتراجع مكان "
نظرت لعيونه التى تاخذها الى عالم الخيال كم انت وسيم يا زوجى العزيز كم تاسرنى عيونك التى تنسينى كل الدموع
شعرت به يقترب اكثر ولكنها ابتعدت وقالت" الن ننتظر الزفاف "
جذبها اليه لتدخل بين احضانه بقوة ويحيطها بذراعيه ونظر الى عيونها التى نظرت اليه بدهشه وهمس
“ مازال الوقت طويل وحضنك يصيبني بالجنون وكانى كلما شربت منه ازداد عطشا اليه "
اعادتها كلماته طائعة اليه وكانه يأسرها بين قفص صدره سجينة مطيعة عاشقة راضيه ... ثم انطلق الى شفتيها لينهل من رحيقها الذى لم تستطع هى ان تمنعه عنه فسقته منه دون اعتراض وارتشفت منه بعض من عبرات العشق المغلفة بصمت الكبرياء ..وانطلقت ذراعيها حول عنقه لتوقع عقد الملكية لقلب رجل رفض بالحب الاعتراف والتف ذراعاه حول خصرها كرسالة لقلبها انتى ملكى يا امرأة فلا تطلبي الفرار
واخيرا ابعدها قليلا وهمس ومازال طعم قبلته على شفتيها وحرارة جسده تسرى على وجنتيها
“ ستكونى لى بعد شهرين وقتها لن يوقفنى عنكى اى شيء "
يتبع...
أنت تقرأ
رواية عزبة الدموع. بقلمى داليا السيد
Romanceانت سبب المى ودموعى..حبي وشجونى..ومع ذلك لن ارحل الا.....لعزبة الدموع