[3] جزء من الحقيقة

485 33 62
                                    

...حياتي للأسوأ أم للأحسن؟...

بيلا..

ها أنا أقوم بلّم اشيائي وأجمعها في حقيبتي التي لم أُكمِل فتحها بعد لم يتحملوني ليوم وهاهُم يطردوننيّ من هذا البَيّت بحجة إنهُم
لا يستطيعون أستقبالي في بيتهم كما لو أنني شيء غير مرغوب بهِ
أو مثل ما قالت جوليا "أنتِ لستِ من مستوانا لكي تعيشي معنا "
والمشكلة انّ والدي لم ينطق بحرف أو أن يعترض ،ألست إبنتهُ الأولى، هل من السهل عليه فعل ذلك ؟ المشكلة إنه هو الذي قام بدعوتي كي آتي للسكن معه بعد وفاة والدتي .

سمعتُ طرقاً على الباب حين كنتُ جالسة على طرف السرير ومحتظنة ركبتاي على صدري ،مسحت تلكَ الدموع الغبية  بسرعة وسمحتُ للذي يطرق بالدخول وفوجئتُ من انهُ والدي ماذا يريد بعد .

قلت وأنا على وشك البُكاء مجدداً:

_ ماذا تُريد مني الآن سأذهب من غير عودة ولن تراني طول حياتك، أي مكان  افضل لي من أن ابقى تحت رحمتكم .

أغلقَ الباب خلفهُ بهدوء وقال بصوت مهزوز:

_ هلّ لي أن آحادثكِ بموضوع ؟ أرجوكِ .

تعَجبَت مِن طَلبهُ ومِن نَبرة صَوتهِ المَهزوزة والمُتَرجية ، لَم تنطق بشيء فقط ظلّت صامتة مُنتظرة حَديثَهُ ، جَلسَ بجانِبها على السرير ،أقترَبت يدهُ لتمسح على شَعرِها الناعم، تراجعَت ألى الوراء
كَرد فعل فهي غير مُعتادة على ذلك منهُ قاطعَ دَهشتها صَوتهُ قائلاً
بِحنان وعُيون على وشك الإدماع :

_ كَم كبرتِ يا صَغيرتي بِغيابي ، أصبحتِ شابة جَميلة كوالدتكِ تماماً ،نفس العَينان السوداء ونفس البشرة الحليبية معَ تِلك الخصلات السوداء أنا أرى سَما أمامي الآن ، كُنت أخبرها دائماً بأنكِ
نسخة منها وكنت أشكر الآله على هذهِ النّسخة الجميلة من المرأة التي أخذت قَلبي وروحي ، لا تعتقدي أني أبٌ سيء ،أرجوكِ لا تُفكري بكُرهي قبلَ أن تعرفي الحقيقة كاملة .

كَلِمة مَصدومة قليلة بِما تشعر بهِ الآن ،لا تعرف عن أي حقيقة يتكلم
أو عن صدق كلامهُ لكن لا شيء يشير الى انهُ كاذِب قالت متسائلة :

_ عَن أي حقيقة تتكَلم أنا لا أفهم ما تَقصد .

_لا أستطيع التكلم هُنا قد يسمعنا أحد فلنذهب خارجا.

_ أين؟

_ أتبعيني فحسب

_لَم تُجبني ألى أين؟

_ حبيبتي بيلا أرجوكِ ثقي بي وأتبعيني ، لا تكوّني فضوّلية
مِثل والدكِ ، سَنذهَب لمَكان ما وسَأشرح لكِ كُل شَيء .

_ سأذهب معكَ فقط لكي تَشرح لي ما يَحدث لأنني لا أفهم شيء مما يجري هُنا .

أخذَت تَجُر حقيبتها وراءها بعد أن خرجَ والدها من الغرفة ، تتبعهُ بخطى مترددة رَكبت معهُ السيارة بعد أن سمعتهُ يُخبر جوليا أنهُ
سيوصلها للمطار ، رَكب بجانِبها في المقعد الخلفي وقاد بهما السائق بعد أن أعطاهُ السيد جيمس ورقة تحملُ عنوان المكان الذي
يقصدانِه .

مِفتاح قَلبي||h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن