[8]المعرض الجديد

378 24 77
                                    

.................أنتَ لَطيف لا تحاول إظهارَ العكس .................

بيلا :

كالعادة أجلُسُ أمام لوحاتي بِغُرفتي بينما أسمع تِلكَ الضوضاء الصادرة من بيت جيراننا أو بمعنى أصح الذين سيصبحوا كذلك
فحَسب ما أخبرني بهِ السيد لورانس البارحة وهوَ يأخُذ الإيجار
من هاري ، إنهُ سوف يسكُن بالبيت المُجاور لنا أُناس جُدد، أتمنى أن يَكونوا لُطفاء .
لَقد أتممتُ هُنا قرابة الشهر وقد قرر والدي أن يدفع هوَ إيجار البيت
بِنفسهِ للسيد لورانس ، وأرادَ كذلك أن يَصرف لي مَبلغاً كُل شهر
، لكني وافقتُ على ذلكَ مؤقتاً رَيثما يَجد معرضاً قريب من هذا الحي ، لكي أبيع رسوماتي وأرسم فمنها هواية ومنها منفعة مادية
بنفس الوقت، فأنا لا أُحِبُ أن أكون عِبئاً على أحد ، أو أن يُنفق عليّ أحد مِن مالهُ ، أنا أعلم أنهُ والدي وإن الأمر طبيعي ، لكني الآن بالغة بِما فيه الكفاية لأعتمد على نفسي ، فنحنُ لانعرف ماذا قد يحدُث بِالمُستقبل ، فلا شيء يبقى على حالهِ أبدا ،مِثلَ ما حدث معَ والدايّ .

_

قالَ الأشقر بعدَ إن إرتشفَ من قهوتهُ :

_ إذاً هَلّ تَعوَدتَ عَلى وجودها معكَ أَم لا ، إلآهي أتتذكر وجهكَ عِندما عَلِمتَ مِن صاحب المنزل إنهُ سيشارِكَ بهِ أحد .

ردِّ الآخر وهوَ يُدير عينيه :

_ نعم تَعودتُ نوعاً ما ، لكِنها فضولية أحياناً .

_ بِشأنِ ماذا ؟

_ أحياناً تسألني عن سبب مكوثي وَحدي وأين عائلتي .

_ إنها مُزعجة ، وماذا كُنتَ تُجيبُها .

_ كُنتُ أسألها نفسَ السؤال فتَسكُت .

_ يال ذكائك ، دَعكَ مِنها الآن أُمي تَدعوكَ على العشاء
بِمُناسبة ميلاد ثيو الثالث .

_ ثيو ذلك الصغير إشتقتُ لَهُ كَثيراً ، سآتي بِالطبع ،وأيضاً لقد إشتقتُ للخالة مورا كثيراً .

_ هِيَ كذاك ، إذاً أرآك الساعة السادسة ، إلى اللقاء .

_ إلى اللقاء .

بيلا:

كُنتُ جالِسة أُشاهد التلفاز كيّ أقضي على هذا الملل ، سمعتُ صوت خطوات مِن الدرج ، ألتفتُ فوجدتُ هاري وكأنهُ مُستعد للخروج لموعد ما
فقلتُ :

_ هَلّ سَتخرج ، لقد أتيتَ قبلَ قليل.

ردَ الآخر وهوَ يُرتب شعرهُ أمام المرآة المُعلَقة على الحائط قُرب الباب :

_ وَهَلّ تُمانع الآنسة بيلا ؟

_ لا ، فقط أسأل ، أينَ ستذهب؟

_ وَهل عليَّ إخبارُكِ ؟

_ إذا أردتَ.

_ إذاً لا أُريد إخباركِ ورجاءاً توقفي عن الأسئلة فقط لكي تتقربي مني ، أنا لا أعرفُكِ ولا أُريد ذلك ، تَجاهليني حَسناً؟

مِفتاح قَلبي||h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن