[6] أول مُحادثة

447 30 40
                                    

... لا أفهمهُ بتاتاً كأنهُ لُغز ...

_

كنتُ جالِسة بغرفة المعيشة لكي أرسم الشباك الذي يطلُ على الحديقة الأمامية ، لا أعلمُ لما أخترتهُ بذات ، لكن المهم أن أرسم
أيّ شيء ، أحضرتُ أدوات الرسم من فرش وألوان ولوحات بيضاء
للرسم .... كنتُ مُندمجة كثيراً وأنا أصبُ كاملَ تركيزي على اللوحة
حتى أني لم أشعر أن المساء قد حل ، قمتُ برسم ثلاث لوحات خلال ثلاث ساعات، رسمتُ غير الشُباك تلكَ المنضدة التي تحملُ
مزهرية جميلة ورسمتُ أيضاً منظراً طبيعياً من خيالي ...

تمتمت بداخلها وهي تقوم بمد ذراعيها للأعلى قائلة:

ياألاهي لا أشعر بعظامي ، أكره هذهِ الآلام الناتجة بعد كل لوحة أرسمها .

كانت تُريد لملمة أغراضها لكن سمعت صوت الجرس يرن ، تعجبت
فمن الذي قد يطرق بابها هي لا تملُك أحد ، أعتقدت إنهُ أحد أصدقاء هاري بحكم أنهُ يملك نسخة للمفاتيح ولا يحتاج لأن يطرق الباب .

فتحت الباب لكن المُفاجئة هي أن هاري هو من كانَ على الباب
أستغربت قائلة :

_ هاري؟ ألا تملُك مفتاح لِما تطرقُ الباب .
أجابها أثناء دخولهِ البيت قائلاً بإختصار :

_ نسيتهُ بالمنزل .

أتسعت عيناهُ بصدمة حين رأى غرفة المعيشة مليئة بأدوات الرسم واللوحات والفرش ، نظرَ إليها مُبتسماً قائلاً بتَعجُب وبدون تفكير :

_ هل ..هل أنتِ ترسمين .

أجابتهُ الأخرى متعجبة من ردة فعلهُ قائلة :

_ نعم أنا كذلك ، هل هُناك شيء .

بربكم فقط أنظروا كيف ينظر للوحات بدون تَصديق وأبتسامة بَلهاء
لأول مرة أراها منهُ ،وأحزروا ماذا لقد لاحظت أنهُ يملكُ غمازة عميقة على خدهُ الأيسر ، لماذا لا أملُك مثلها هي حتى ليست جميلة عليه .

قال بإرتباك أثناء صعودهُ الدرج :

_ لا شيء .

رفعت الأخرى كتفيها بعدم أهتمام وأكملت بلمّ أغراضها المبعثرة
، قررت الذهاب للمطعم الموجد بمنتصف الحي مشياً فهو قريب
جداً من منزلها .

_

يالإهي ردةُ الفعل المجنونة هذهِ ستضنني أحمق ، لكن أنا فعلاً
لم أتمالك نفسي ، هذا المنظر منظر اللوحات والألوان يذكرني بأشياء لا أود نسيانها .

ماذا قد يحدث لو كانت أمي معي ، لِما عليّ أن أُحرَم من أعز شخص على قَلبي ، الشخص الوَحيد الذي أهتمَ لأمري بعدَ أن أهمَلني والدي ، أنا لاشيء بدونكِ أمي ، لِماذا تركتني في صغري ،
أنا أحتاجكِ ، أحتاجُ لدفئكِ وحنانك وعطفكِ ، الكل أهملني بغيابكِ .

مِفتاح قَلبي||h.s حيث تعيش القصص. اكتشف الآن