1

10.1K 181 107
                                    



نبيل

تقدم باريش نحوي بتعابير وجهه المشاكسة وابتسامته المائلة البغيضة.. كان رفيقه صاحب النظارات الطبية يتقدم معه وهو يثني ذراعيه على صدره وكأنه يُثبت لي قوته وعدم خوفه من ضعيفٍ مثلي.. قال باريش حين لم يبقَ بيني وبينه سوى مسافة لا تتعدى السنتيمترات والتي تمنيتُ أن أجعلها أميالاً لو لا وجود جدار المدرسة خلف ظهري:

ـ لمَ العجلة إلى البيت؟ دعنا نتسلى قليلاً أولاً.

قلتُ بتلعثم:

ـ والدي ينتظرني، ابتعد عني.

تأفف ورفع يده أمامي قائلاً:

ـ حسناً، هذه المرة فقط، لكن قبّل يدي أولاً واطلب الإذن.

نظرتُ إلى يده باشمئزاز مجيباً:

ـ لن أفعل.

رفع حاجبه متسائلاً:

ـ أوتجرؤ على الرفض؟

قلت بنبرةٍ متوسلة:

ـ ابتعد عني، والدي ينتظرني.

ـ إذاً قبل كفي واطلب الإذن.

حاولتُ التنحي جانباً لأبتعد عنهما.. لكنه أمسك بياقة قميصي وسحبني إلى الوراء لأتلقى في اللحظة التالية ركلة مفاجئة في بطني جعلتني أفقد الهواء وأحاول الصراخ لطلب المساعدة.. ثم شعرتُ بضربة كفٍ غليظة على ظهر رأسي.. انها كف صاحب النظارات الطبية والذي يتمتع بضخامة لا تناسب أعوامه العشرة..

ـ هَي! ما الذي تفعلانه؟! نبيل!

أفلتَ باريش ياقة قميصي ونظرنا جميعاً نحو أبي الذي كان يُسرع نحونا بانزعاجٍ كبير.. ثم سارع باريش ورفيقه بالهروب فوبخهم والدي وهو يصرخ ورائهم بأنه سيخبر والديهما بفعلتهما.. انحنى إليّ وهو يتفحصني من الأعلى إلى الأسفل بحثاً عن أي جروح أو دماء.. فابتعدتُ عنه وبدأتُ المسير نحو السيارة وأنا أقول رغم نبرتي الباكية:

ـ ما بيه شي.

لكنه لم يترك الأمر وباشر باستجوابي حال جلوسنا في السيارة.. حتى اليوم لم أخبر أحداً من عائلتي عن الأذية التي أتعرض لها في المدرسة، لكن رؤية والدي للحادثة أجبرني على الاعتراف بكل شيء.. عن استغلال بعض الصبية لضعفي وإذلالي في أوقاتٍ كثيرة.. وضربي في أوقات أخرى.. مسحتُ دمعة قد تسللت إلى وجنتي رغماً عني و أنهيتُ حديثي بقولي:

ـ أكره ضعفي..

قام والدي بتشغيل محرك السيارة قائلاً:

ـ أنت مو ضعيف، بس راح أخليك تتخلص من هالشعور.

نظرتُ إليه باستغراب متسائلاً:

ـ شلون؟

ـ هسه تعرف شلون.

تحت حمايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن