16

1.8K 138 249
                                    



رحيق

استيقظتُ في الصباح على شعور غريب، ومكان لم أعتد النوم فيه.. إنني في غرفة الجلوس.. أنام على الأريكة.. رأسي مستقر على فخذ نبيل الذي كان نائماً في وضعية الجلوس.. رأسه يتدلى جانباً بشكل غير مريح ويده ثابته على ذراعي.. استغرقتُ بضع ثواني حتى استوعبت الوضع الذي نحن عليه.. وتذكرتُ أحداث ليلة البارحة.. وكيف انتهت بطلبي المحرج من نبيل.. أي نظرة قد يكون أخذ عني بسبب جرأتي؟.. حاولتُ تجاهل شعور الندم والخجل وبدأتُ أرفع رأسي على مهل.. لكن يبدو أن نومه خفيف لأنه شعر بي ورفع رأسه المتدلي ليفتح عينيه وينظر من حوله بعدم تركيز.. ثم استقرت عينيه عليّ واستوعب الأمر.. استقمتُ في جلوسي بشكل سريع لتسقط يده عن ذراعي ثم نهضت وتعجلتُ بخطواتي نحو غرفتي.. أغلقتُ الباب عليّ وأخفيتُ وجهي بيدَيّ.. لا بد أن رقبته وظهره يؤلمانه.. وكذلك فخذه الذي تحمل ثقل رأسي طوال الليل.. تباً.. سمعتُ باب الحمام يغلق فأسرعتُ إلى خزانتي أخرج منها ثياباً أكثر رسمية من ثياب نومي التي لا أذكر كيف تجرأت على ارتدائها أمامه.. ارتديتُ بنطالاً من الكتان باللون البيج مع قميص قطني بأكمام طويلة باللون الكحلي و وقفتُ أمام المرآة أمشط شعري وأمسح الكحل الذي لطخ منطقة حول العينين بسبب بكائي ليلة أمس.. وبسبب.. سقوطي في المسبح.. سارت قشعريرة في جسدي فطردتُ تلك الحادثة عن رأسي سريعاً و خرجتُ من الغرفة.. كان نبيل قد خرج من الحمام وعاد ليجلس على الأريكة.. بعد زيارة سريعة إلى الحمام دخلتُ المطبخ لأعد الفطور فسمعتُ خطوات نبيل تقصد المطبخ.. ثم ظهر عند الباب حين كنتُ أخرج البيض من الثلاجة.. دلك عنقه بيده وقال:

ـ صباح الخير.

لم أمتلك الجرأة للنظر إليه فادعيتُ الانشغال بالبيض حين أجبت:

ـ صباح النور.

قال ببعض التردد:

ـ اذا صرتي أحسن فـ.. أستأذن و أروح.

نظرتُ إليه رغماً عني لأقول:

ـ تريك عالأقل.

ـ ما أريد اتعبج.. خليج تاخذين راحتج.

قلت بعجلة:

ـ ماكو تعب.. رجاءً.. احتاج أخفف من احساسي بالذنب.

عقد جبينه متسائلاً:

ـ ليش تحسين بالذنب؟

أشحتُ بنظري وبدأت الحرارة تنتشر في وجهي.

ـ أ.. يعني أكيد جسمك متكسر بسببي..

صمت لثواني ثم قال بخفوت:

ـ زين اني شلون أخفف من احساسي بالذنب؟

حركتُ عينَيّ تجاهه ببطء.. كان سؤاله صريحاً.. وعيناه تظهران ذلك الإحساس بوضوح.. الذنب.. جذبتُ نفساً ثم تقدمتُ إليه بخطواتٍ متمهلة.. حتى وقفتُ أمامه وقلت بهدوء:

تحت حمايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن