اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
رحيق
كانت الأبواب والنوافذ مقفلة.. مهما ضغطنا أنا وغزل على الأزرار لا تنفتح.. التفت الرجل الذي خدعنا نحوي ومدّ يده ليسحب حقيبتي من يدي بعنف.. ثم فتحها وبدأ يعبث بمحتوياتها.. أخرج محفظتي و وضعها في جيب سترته البنية.. ثم أخرج هاتفي وقام بكسر البطاقة ليحتفظ بالهاتف في جيبه الآخر.. أما مستحضرات التجميل و عطري والمناديل فلم يرغب بها.. رمى بالحقيبة إلى الأرض عند قدميه وقال لرفيقه السائق:
ـ اذهب إلى المنطقة الشمالية، يوجد مكان مهجور يمكننا قتلهما ودفنهما دون ترك أي أثر.
نظرتُ إلى غزل بفزع.. فضغطت على يدي وكأنها تقول لا تخافي.. لا أفهم لمَ لا تظهر علامات الرعب عليها كما تظهر عليّ.. هل ما يحصل أمر طبيعي؟.. هل هي معتادة على التعرض للخطف والتهديد بالسلاح؟.. عدتُ بنظري إلى الرجلين.. ودققتُ نظري بالسائق.. انتابني شعور بأنني قد رأيته من قبل.. ركزتُ بملامح وجهه وأنا أضيق عينَيّ لأتذكر.. هل رأيته اليوم؟.. أين؟.. أنا لم ألتقِ بأحد.. لحظة.. هل كان في المشفى قبل قليل؟.. أمام الغرفة التي أدخلونا إليها أنا و نبيل في قسم الطوارئ؟.. نعم.. لقد كان يقف عند باب الغرفة المواجهة لنا.. سحقاً.. لقد كان يراقبنا.. نبيل.. كم أتمنى وجودك معنا الآن.. فمن يستطيع حمايتنا من هؤلاء غيرك؟.. أغمضتُ عينَيّ وأنا أملأ رئتَيّ بالهواء في محاولة لتهدئة نفسي.. بلا جدوى.. كانت غزل تجادلهم.. تحاول اقناعهم بالتراجع.. لكن صاحب السترة البنية كان يستهزئ بكل محاولاتها.. أما الآخر فكان يرمقني بنظرات من خلال المرآة الصغيرة.. نظرات حقيرة تُذكرني بالحادثة التي جعلتني أمقت جميع الرجال.. أشحتُ بوجهي وقد اصابني شعور بالغثيان.. لكن نظراته كانت تحرقني.. أشعر بها رغم أنني لا أراها.. فزاد ذلك الشعور من رعشة جسدي.. كم أكره خوفي.. وضعفي.. وكم أتمنى موت جميع الرجال.. عدا عمي.. توقفت السيارة في منطقة مهجورة لا يوجد فيها سوى أكوام الصخور والحجار وبعض البنايات العارية التي لم يكتمل بنائها.. ويبدو أنه ليس من المقرر إكماله.. قال صاحب السترة البنية وهو يفتح بابه:
ـ انتظر هنا بينما ألقي نظرة على المكان للتأكد من خلوه، ليبقى السلاح معك ولا تتردد بإطلاق النار إن تجرأت إحداهما على فعلٍ ما.
أومأ الآخر برأسه وهو يأخذ السلاح من رفيقه.. بينما غادر الرجل السيارة تركت غزل يدي فنظرتُ إليها بقلق.. التفت السائق بنصف جسده نحونا مصوباً السلاح على غزل.. و عيناه عليّ.. يفصّلني بنظرته القذرة تفصيلا.. أشحتُ بوجهي من جديد.. فشعرتُ بيده تمسك بذقني و ترغمني على النظر إليه.. بقيت يده ممسكة بذقني تمنعني من التهرب.. ثم قال: