2

1.8K 137 56
                                    


نبيل

انتظرتُ حتى اجتمع كل افراد العائلة في غرفة الجلوس مساءاً ثم افتتحت الموضوع معهم.. كنتُ أفكر طوال اليوم بكيفية اخبارهم بأمر رجوعي إلى العمل كحارس شخصي.. ومهما حاولتُ إيجاد طريقة تخفف من انفعالهم فلم أجد.. لذا لم يكن أمامي سوى اخبارهم بالأمر كما هو دون مماطلة.. تنحنحتُ حين ظهر إعلان على التلفاز قطع أحداث الفيلم الذي كنا نتابعه.. ثم قلت وأنا أنحني الى الامام أسندُ مرفقَيّ على فخذَيّ:

ـ أم... بس حبيت اخبركم انو راح اشتغل حارس شخصي لفترة قصيرة..

التفتت الوجوه المصدومة نحوي وكأني قلتُ بأني سأزرع رأساً إضافياً بجانب رأسي.. كانت والدتي أول من اعترض:

ـ مستحيل! نبيل مو كلنه هالشغل ما ترجعله؟ مستحيل اخليك تعرض حياتك للخطر مرة ثانية.

ثم أكدت غزل على كلام والدتي وهي تقوم بتطويق ذراعي بذراعيها وكأنها تحاول منعي من الهروب منهم:

ـ شنو تريد تخليني يتيمة أخ من صغري؟؟

نظرتُ إليها بطرف عيني مجيباً:

ـ ماكو شي اسمه يتيمة أخ، وعمرج 22 وين الصغر بالموضوع؟

عبست وجهها قائلة:

ـ لا تحاول تغير الموضوع، اذا هالكد تحب الحراسة احرسني من الدكتور إبراهيم.

قال والدي بجدية:

ـ شنو سبب هالقرار؟

اعتدلتُ في جلوسي دون أن أسحب ذراعي من قبضة غزل التي ما زالت تتشبث بي بقوة.

ـ الي عرض عليه الشغل ضمن لي حرية حسن.

أومأ والدي برأسه متفهماً.. لكن والدتي وغزل لم يتفهما.. فقالت غزل لوالدتي:

ـ ماما أني ألحم شبابيك غرفته و انتي لحمي الباب، وخل نشوف منو اليرجع للموت.

سحبتُ ذراعي منها وقلت:

ـ لا تكبرون الموضوع، الشغل فترة قصيرة، ما يتجاوز كم أسبوع.

لاحظتُ رقرقة دموع والدتي وأنبني ضميري.. فنهضتُ من مكاني لأنتقل للجلوس بجانبها.. وضعتُ ذراعي على كتفيها وقبلتُ رأسها:

ـ بس هالمرة، وعد.

ـ اذا صارلك شي شراح يفيدني الوعد.

ـ ما راح يصير وداعتج، المهمة مو خطرة مثل ذيج.

قالت غزل وهي تشيح بوجهها عني:

ـ واني بنت البطة السودة محد يبوس راسي و ينطيني وعد.

قالت والدتي موبِخه:

ـ ولج منو البطة السودة؟

ارتبكت غزل لتجيب:

تحت حمايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن