إبراهيم
كنتُ أشعر بنظراتها.. تضيق عينيها قليلاً وكأنها تقرأ ما يجول في رأسي.. أو سبب مجيئي إلى بيتهم في يوم عملي.. كالعادة انتابتني رغبة ملحة بزيارتها.. لأنني وللمرة الثانية أشعر بأنني لا أفهم نفسي.. لا أفهم تصرفاتي.. لذا فإن زيارة أختي هو الحل لتصفية أفكاري قليلاً.. كان زوجها يتحدث إليّ عن الأخبار التي كنا نشاهدها في التلفاز.. لكن عقلي لم يكن معه.. أتمتم له بإجابات مختصرة لأدعي الاهتمام.. ربما استطعتُ خداعه.. لكني لم أخدع أختي.. لأنها نهضت من على الأريكة و نادتني قائلة:
ـ تعال للمطبخ خل أضوكك حلاوة الجزر السويتها البارحة.
استأذنتُ من زوجها و تبعتها إلى المطبخ.. لم تقدم لي حلى الجزر.. بل جلست عند طاولة الطعام وأمرتني بالجلوس أمامها.. ثم قالت:
ـ شنو المدوخك؟
ـ شنو شايفتني دايخ؟
ـ شايفتك سرحان بشي، و اعرف بيك اجيت لأنك تحتاج تحجي، يالله انطق.
ـ ما جاي احجي، اجيت اصفي بالي.
ـ تحجي و غصباً عليك، عبالك أكدر انام الليل وي هالفضول.
دلكتُ طرف أذني بعدم ارتياح وقلت:
ـ بصراحة.. اني لو اعرف شنو الموضوع جان حجيت..
ـ هاي ثاني مرة تجيني وما فاهم نفسك.. خليني احزر.. صار شي وي الطالبة؟
ها هي.. خفقة قلبي السريعة التي أصبحت تُصاحب ذكرها.. و رؤيتها.. لكني لم أظهر شيء من تفاعلات قلبي بل قلتُ رافعاً أحد حاجباي:
ـ لا.. شنو اليخليج تحطيها كأول احتمال؟
قالت بمكر:
ـ إحساس الاخت بأخوها، زين.. اكو شي صاير بالشغل؟
ـ ممم.. حالة شوية مختلفة ومتعبة.. لسه ما حليتها.. بس هي إنسانية أكثر من كونها طبية.
مالت برأسها قليلاً لتقول:
ـ أحس السبب الرئيسي لوضعك مو هالحالة.. كأنما تتحجج بيها حتى تنكر الموضوع الأساسي..
ـ وين الحلاوة؟
ابتسمت بمكر وهي تنحني على الطاولة لتقترب مني:
ـ احساسي يكول.. ان الطالبة هي السبب.. و انكر منا لباجر هم ما أقتنع بغير احساسي.