رحيق
دخلت مساعدتي لتضع أمامي صفقة جديدة مع متجرٍ جديد وهي تقول بحماس:
ـ إنه متجر معظم زبائنه من السياح، ويهتم كثيراً بانتقاء الألبسة الأكثر تميزاً، يرغب صاحبها برؤية نماذج من أعمالك اليوم، لقد حددنا اللقاء في الساعة الثالثة في الجانب الآسيوي.
نظرتُ إلى الأوراق التي وضعتها أمامي وتصفحتها لأطلع على التفاصيل.. بالفعل تبدو صفقة جيدة.. ألقيتُ بنظرة على ساعة يدي التي أشارت إلى الحادية عشر ونهضتُ لأقول:
ـ حسناً، لنرى أي القطع سنختار.
غادرنا المكتب برفقة حارسي الذي أصبح ظلي وتوجهنا نحو المخزن لاختيار أنسب القطع للزبون الجديد.. استغرق الأمر بضع ساعات حتى أنني خشيتُ ألا ألحق على الموعد.. لكننا غادرنا أنا والحارس في الساعة الثانية والربع منطلقين نحو الجانب الآسيوي من إسطنبول.. ورغم زحمة الطرق تمكنا من الوصول إلى المكان المحدد قبل الموعد بخمس دقائق.. أوقفتُ السيارة في شارعٍ ضيق و منحدر ثم حملتُ معي الأكياس وبدأت أبحث عن المتجر.. كانت الأزقة تخلو من المتاجر والأسواق.. كل ما كنتُ أراه هو فنادق وبعض المطاعم الشعبية الصغيرة.. جعلتني الطرق غير المستوية وثقل الأكياس أتعرق وألتقط أنفاسي بجهدٍ أكبر.. لكن لم أكن لأسمح لحارسي بحمل الأكياس عني.. فلستُ بحاجة لمساعدة رجل..
ـ هذا؟
نظرتُ إلى حيث أشار الحارس ورأيتُ المتجر أخيراً.. في مكانٍ منعزل محاذياً لفندق صغير.. فتح الحارس الباب الزجاجي فدخلتُ بأكياسي وتقدمتُ نحو السيدة التي كانت تقف عند مكان الدفع.. ابتسمت لي وهي تظنني زبونة.. لكنني أخبرتها بأنه لدي موعد مع صاحب المتجر.. عقدت جبينها باستغراب ثم اتصلت بصاحب المتجر.. حين انهت الاتصال قالت لي:
ـ عذراً، لكن السيد ليس لديه موعد مع أي أحد اليوم.
نظرتُ إليها بعدم فهم:
ـ كيف لا وهو قد اتفق مع مساعدتي؟
ـ ربما أتيتي للمتجر الخطأ.
هززتُ برأسي نفياً:
ـ كلا، أنه هو، ذات الاسم والمكان.
قالت وهي تهز بكتفيها:
ـ أعتذر، السيد لم يتفق مع أحد.
أنزلتُ الأكياس إلى الأرض وقلت:
ـ اتصلي به، سأتحدث إليه.
حاولَت الرفض لكني أصريتُ عليها حتى اتصلت.. ثم تحدثتُ إليه.. وكان مستغرباً من الأمر.. فهو لم يتفق مع أحد.. ولا ينوي شراء بضاعة جديدة.. وبدا صادقاً بالفعل.. أنهيتُ الاتصال وأخرجتُ هاتفي لأتصل بمساعدتي.. أخبرتها ببعض الانفعال عن الأمر.. فتوترت وقالت بأنها لا تفهم شيء مما يحدث.. ثم طلبتُ منها التواصل مع السيد الذي اتفقت معه لنفهم ما يحصل.. حملتُ أكياسي وخرجتُ من المتجر.. ثم عدتُ بخطوات غاضبة إلى الشارع الذي ركنتُ فيه سيارتي.. لكني شعرتُ بيد الحارس تمسك بذراعي بشكل مفاجئ فكدتُ أصرخ وأخرج كل غضبي به.. لكنه قال وهو ينظر من حوله:
![](https://img.wattpad.com/cover/209145714-288-k655841.jpg)