نبيل
اتصلتُ بالسيد أمين مساءً بعد انتهائي من حراسة ابنة أخيه.. أخبرته أولاً عن الحادثة والورقة.. فقال بقلقٍ كبير أنه ما زال يعمل جاهداً لمعرفة من وراء التهديد وأن الأمر صعب لوجود عدد كبير من المنافسين في مجال عمله.. ثم أكدّ على أهمية حراسة رحيق والحفاظ على سلامتها.. فأخبرته بأنني أقوم بواجبي ولا داعي للقلق.. ثم سألته عن قضية حسن.. فقال بأن قضيته قد فُتحت من جديد ليعاد النظر فيها وأن الأمل كبير حسب كلام المحامي.. كانت كلماته كافية لأن أتحمل عبء رحيق لفترة أخرى رغم صعوبة التعامل معها.. كنتُ على وشك أن أسأله عن مشكلة رحيق مع الرجال لكني تراجعتُ في آخر لحظة.. قد لا يكون لديه علم بعقدتها.. أنهيتُ الاتصال وذهبتُ إلى قاعة التدريب لأحرك عضلاتي التي ملّت من قلّة الحركة.. تهلل وجه صاحب القاعة برؤيتي وسألني إن كنت قد انتهيت من عملي المؤقت.. ثم خاب أمله حين أخبرته أنني أتيتُ من أجل التمرين فقط وأن عملي ما زال يتطلب بضع أسابيع.. إنه رجل طيب ولا يُفرط بي.. وإلا لما كان قد رضيَ بعملي المؤقت كحارس وتركي طلابي الذين أدربهم يومياً.. قضيتُ ساعة واحدة في التمرين ثم عدتُ إلى المنزل لأطمئن على غزل.. دخلتُ إلى غرفتها بعدما أخذتُ حماماً سريعاً فوجدتها غارقة بين كتب الطب.. لم أجد مكاناً للجلوس بجانبها على السرير فبقيتُ واقفاً وسألتها:
ـ بشري؟
رفعت رأسها عن أحد الكتب الضخمة فلاحظتُ احمرار عينيها المجهدة:
ـ نفس الزفت.
مررتُ أصابعي بين خصل شعري المبللة وقلت:
ـ سويتي الكلتلج عليه؟
لوت شفتيها جانباً لتجيب:
ـ تقريباً.
تنهدتُ و وقفتُ أمام مرآتها.. أخذتُ مشطها وبدأتُ أمشط شعري.
ـ معناتها ما طبقتي النصيحة، دا تحضرين لامتحان الدكتور؟
ـ مو بس للامتحان، اليوم سوه عملية فدا أراجع معلوماتي عنها.
ـ حلو.
ـ وانته؟ شنو صار وياك؟
ـ نفس الزفت، على كولتج.
أعدتُ المشط إلى مكانه وتوجهتُ نحو الباب لأتركها تتابع مراجعتها لكنها استوقفتني قائلة:
ـ لحظة!
ثم نهضت وتقدمت نحوي.. تلمست بطني بأصابعها.. تبحث عن شيء في الجانب الأيسر.. تضغط عليه بقوة لتتحسسه.. لم يُثر الأمر استغرابي.. فعادةً تطبق معلومات الكتب عليّ لتتأكد من أنها فهمت الموضوع.. أبعدت يدها عن بطني وقالت:
ـ ياريت تقلل من عضلات بطنك، دا يصعبن الفحص عليه.
قلتُ باستهزاء:
ـ تأمرين، خلصتي؟
أومأت برأسها وهي تعود إلى السرير فغادرتُ غرفتها لأجلس مع والدَيّ بعض الوقت.