إبراهيم
فتحتُ قائمة الاتصالات للمرة الألف.. أنظر إلى أسمها وأرغب بالضغط عليه.. لكن الوقت ما زال مبكراً.. إن كانت قد ذهبت إلى المشفى فلقد تبقّى عشرون دقيقة على انتهاء دوامها.. زفرتُ بتململ واتصلتُ بمريم لأمضي العشرون دقيقة معها.. كانت منشغلة بالطهي وصوتها لا يُسمع بوضوح بسبب استخدامها للحاكية والضجة التي تقيمها في المطبخ.. سألتها:
ـ شنو دا تطبخين؟
ـ مطبك سمج، حاسبة حسابك تره.
ـ كثري كشمش.
ـ لا توصي حريص، شدا تسوي؟
ـ ولا شي، خلصت رياضة قبل شويه.
ـ لعد تعال عليمن باقي وحدك.
ـ بعد وكت، تروح بنتج تخبلني.
ـ خطيه ضايجة تعال لعبها.
ـ أي اتحول من دكتور لبيبي سيتر.
ـ تكسب أجر بيه.
ـ قصدج اكسب ذنوب، المهم، شفت الفلم النصحتيني بيه، أحييج على هالذوق الفاشل.
ـ ذوقك الفاشل، لازكلي بالتاريخي والأكشن، المفروض الواكع بالحب مثل حضرتك تجذبه الأفلام الرومانسية.
ـ تفاهة مو رومانسية هاي.
ـ لعد شنو تعريفك للرومانسية دكتورنه العاشق؟
ـ تره اذاني انزرفت من الطكطكه مالتج، متكليلي هذا طبخ لو عركة بينج وبين زوجج بالكدوره؟
ـ انته مو مال كعدة بالبيت، روح شوفلك شغلة وارحمني.
ـ ماشي ماشي، رايح، لا تحركين السمج.
أنهيتُ الاتصال وانتظرتُ الدقائق الأخيرة لتمر.. ثم اتصلتُ بها أخيراً.. بقلبٍ متلهف لسماع صوتها.. اجابتني سريعاً وكأنها كانت تعبث بهاتفها:
ـ دكتووور.
ابتسمتُ لحلاوة صوتها وقلت:
ـ مبين اكو شكاوي هواي.
ـ ما تتصور! مستحيل اتعلم شي منها!
ـ حتى تحمدين ربج عليه.
ـ بس ارجع، والله بعد ولا أتعبك.
ـ ضيعتي فرصتج، المهم شنو الصار؟
ـ تخيل ما تكلف روحها تشرح، تريدني أفتهم من وحدي، وهم مخليتني بس مشاهد ما تخليني اشاركها لا بعملية ولا بشي.
تنهدتُ وقلت:
ـ الوضع أسوء من ما توقعت.
قالت بجزع:
ـ شسوي؟!
ـ اني متفرغ هالفترة كلها، شوكت ما يعجبج أكدر أشرحلج التسووه بالتفصيل.
