اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ابراهيم
دخلتُ إلى مكتب المدير وأنا أشعر بثقلٍ شديد في صدري.. وكأن صخرة استقرت هناك لتضيق من نفسي و تحني ظهري.. نظر المدير إليّ باهتمام بينما تقدمتُ لأجلس أمامه.. ثم و دون مقدمات أخبرته بما حصل.. لكن مع تغيير بسيط.. أنني أنا من أرتكب الخطأ وليس غزل.. فما كنتُ لأحملها مسؤولية كبيرة كهذه.. لقد أوصيتُ الممرضين جيداً بأن لا يعرف أحد بالحقيقة.. أظنهم لن يفعلوا بعدما رأوا انهيار غزل في غرفة الاستعداد.. قال المدير بتعابير منقبضة:
ـ الأمر جدّي للغاية..
أومأتُ برأسي.. فتنهد وقال:
ـ الإجراء الأول سيكون إيقافك عن العمل.
أومأتُ برأسي متفهماً.. فقال بحسرة:
ـ لا أصدق أنك ارتكبت خطئاً كهذا.. إنك أكثر الأطباء دقةً في هذه المشفى.. ما الذي جرى؟
أخفضتُ عينَيّ وأنا أجيب بخفوت:
ـ أعتذر..
حرر زفيراً وقال:
ـ اذهب إلى البيت.. سأوافيك بالإجراءات الأخرى لاحقاً.
نهضتُ من على الكرسي و غادرتُ مكتبه.. قصدتُ مكتبي لأبدل الروب بسترتي و لآخذ حاجياتي.. كانت غزل تنتظرني هناك.. تقدمت إليّ لتقول بهلع:
ـ حجيت وي المدير؟
سرتُ إلى طاولتي وأنا أخلع الروب:
ـ أي.
ـ شنو راح يصير؟
علقتُ الروب على ظهر الكرسي و حملتُ محفظتي و هاتفي:
ـ لا تخافين، ما راح يصيرلج شي، بس عالأغلب الفترة الجاية تشتغلين وي غير دكتور.
قالت بدهشة:
ـ ليش؟
ارتديتُ سترتي و قلت:
ـ لأن ما اكدر اتواجد بالشغل هالفترة.
قالت بصوت مهتزّ وكأنها على وشك البكاء من جديد:
ـ ضجت مني؟ علمود هيج تريد تبتعد؟
أطلقتُ زفيراً حاراً لأقول:
ـ لا.. بس.. احتاج استراحة..
ضغطت على شفتيها وكأنها تقاوم رغبتها بالبكاء ثم قالت: