8

1.8K 125 95
                                    

نبيل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نبيل

كان الشعور بالذنب ينال مني بلا رأفة.. فبالوقت الذي كان يجب أن أكون بجانبها و أحميها تمكن منها السفلة واختطفوها.. لا أعرف حجم الأذى الذي تعرضت له.. النفسي منه والجسدي.. حتى وإن كان ظاهرها لا يوحي لأي أذى عدا الشحوب والإرهاق.. سألتها بصوت منخفض:

ـ أحد أذاج؟

هزّت رأسها بحركة خفيفة:

ـ جسدياً، لا.

إذاً نفسياً.. و قد يكون ذلك أشد خطورة.. مسحتُ على مؤخرة عنقي بعدم ارتياح لأقول:

ـ ادري الاعتذار ما راح يغير شي من الي صار، بس.. اني خطأت من قبلت أدخل العمليات قبل لا يجي الحارس.. و مستعد أتحمل عواقب هالخطأ.. مهما كانت..

ظهرت عقدة خفيفة على جبينها حين أجابت:

ـ ما اعتقد اكو داعي تحمل نفسك الذنب، لأن اني ما محملتك، ويكفي انك خليت اختك وياي وطلعت أهل للثقة.

ـ بصراحة.. ما مصدك انها دبرتها.. لأن ثنين زلم و سلاح مو شي بسيط.

ـ حسب كلامها حالفها الحظ.. بس برأيي أختك شجاعة وقوية.

ابتسمتُ لا إرادياً لأقول:

ـ شجاعة بهاي السوالف وكدام الدكتور تبجي من الخوف.

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها.. ابتسامة صادقة.. لا أظنني رأيتُ وجهاً شاحباً بهذا القدر من الجمال.. تنحنحتُ وأنا أدعي النظر من حولي:

ـ أوصلج للبيت؟

ـ لا، الحارس دا ينتظرني، انته روح ارتاح ستوك طالع من العملية.

ـ تمام، نلتقي الصبح.

ـ لا، اتعافه أول وبعدين ارجع، راح اوصي عمي يدبرلي حارس مؤقت.

اختصرتُ قائلاً:

ـ جرحي ما راح يأثر على شغلي، نلتقي باجر.

استدرت و غادرتُ المركز قبل أن تصرّ على رأيها.. عدتُ إلى سيارة إبراهيم الذي ساعدني كثيراً اليوم.. فهو من أطلعني على الحادثة بعدما تأكد من اختفاء غزل و رحيق تحت ظروف غامضة.. وهو من ساعدني على الخروج من المشفى رغم أنه كان من المفترض أن أنتظر لبضع ساعات.. والأهم أنه أوصلني إلى المركز بسيارته و أصرّ على البقاء للاطمئنان عليهما.. وربما أيضاً للتأكد من تحسن حالتي الصحية.. فتحتُ الباب الأمامي وطلبتُ من غزل أن تخرج لنستقل سيارة أجرة إذ أنني لم أرغب بإتعاب الطبيب أكثر مما فعلت.. لكنه عاتبني على كلامي و لم يتزحزح من مكانه حتى ركبتُ معهما و أوصلنا إلى منزلنا.. أهذا الذي شكت غزل من قساوته؟.. هل لديها خلل في عقلها؟..

تحت حمايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن