Marissa (مكتملة )

chapitre 16_END

لم يكن الربيع صديقي في يوم من الأيام، الخريف وحده هو الذي يشبهني و ينعش روحي، و هو احب الفصول على قلبي.

لما تتساقط اوراق الاشجار بعد ذبولها معلنة عن بداية سباتها، تلك الورقة التي لم تسقط فيه خائنة في عيون أخواتها، وفية في عين الشجرة، و متمردة في عيون الفصول فالكل يري الموقف من زاويته.

و للاسف الكثيرون منا يظلمونه، يتناسون الجمال الذي ترتديه الطبيعة في ذلك الوقت و لا يرون إلّا الكآبة و اللون الأصفر و السقوط، لا يسمعون إلّا أنين الشجر و الأوراق و حشرجات النهاية، فمسكين انت أيها الخريف، لا يرونك وسيماً كالصيف و لا غزيراً كالشتاء و لا مبهجا كالربيع.

يقولون أنّك أسوأ فصول العام و أنك موسم الهرم و الوداع، لكنهم ينسون ميزاتك التي يستمتع بها الكثير منا، كنسماتك الباردة، لونك الذهبي المميز الذي يكسو الشوارع، رغم أنّه لون ذبول أوراق الأشجار إلّا أن ذلك مؤشراً لانبعاث جديد، فما بعد كل موت حتماً حياة، هكذا خلق الله طبيعته.

فصل الخريف ليس إلا سيد الفصول.
فهو بعض من صحو الربيع، و بعض من حر الصيف، و بعض من برد الشتاء، و هو الوحيد القادر على شحن ذاتك و روحك بشتى أنواع المشاعر و الأحاسيس معا في آن واحد.

و لعل سيمفونية لونه الخريفي هي كنز يخرج من قلب الأسطورة لتتراقص على نغماتها أوراق الشجر في رحلتها الى عالم جديد من يميزاته وجود شمس دافئة معتدلة خجولة، فلا هي تلسع الإنسان بشدة حرها، و لا هي تعرض الإنسان للمرض لعدم وجودها، و وروده وأزهاره النادرة التي لا تشبه أي ورود أو أزهار فصل آخر.

كما يتميز فصل الخريف بجمال أرضه التي تغطيها أوراق الأشجار التي تتساقط في هذا الفصل، و تحولها من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر و الأصفر ، مما يكسب الأرض منظرا رائعا لا مثيل له اشبه بلوحة فنية متميزة تجذب العين، لتكون برهانا على عظمة الخالق في تجديد الروح و الحياة.