06. أحاديث مُنتصف الليل

131 15 72
                                    

' كان ياما كان، كان هناك فتاة صغيرة تُدعى لايلا، لايلا كانت تعيش داخل قلعة لم تغادر جدرانها أبداً، قالوا لها أن هناك خلف الأسوار..داخل الغابة..وحش بشع يتربص بكِ ليأكلك. و هكذا لم تجرؤ على الاقتراب من الأسوار أبداً، لكن لأن فضولها الطفولي كان أقوى من خوفها..فقد خرجت من شقّ صغير في أحد جدران القلعة العالية، و قد قابلها الوحش بالفعل..لكن لم يحاول أكلها! سألها عن اسمها و جلس يحكي لها عن كثير من الأشياء. تكررت لقاءاتهما و عرفت من الوحش أن من داخل القلعة لا يريدون لها خيرا و أنهم سيئون، بالطبع لم تصدق، إلى أن جاء اليوم و اكتشفت أنهم بالفعل أشرار، و من يومها تعلمت لايلا الصغيرة أن أي شيء بشع ليس بالضرورة أن يكون كذلك من الداخل، و أن ما يبدو آدمياً ليس بالضرورة أيضا أن يكون كذلك من الداخل، لذا هربت برفقة الوحش بعيداً بعد أن صارا صديقين'

" كاي..كاي..كاي!!!" بدأ الصوت بعيداً إلى أن اتّضح و أيقظها صارِخاً، استيقظَت و عقلها ما يزال مشوّشاً و أوّل ما ميّزته مان وجه آشلي القلِق ينظر إليها بغير تصديق، ثمّ كان هناك في الغرفة أيضاً ماري و على وجهها نفس النظرة القلِقة، سيرموني، طبيبتها و السيّدة آنار، و نيغولاس واقفاً عند نهاية الغرفة، عند مُلاحظته شدّت حولها الأغطية بفزع، ما الذي يفعله في غرفتها؟ ما الذي يفعلونه جميعاً في غرفتها؟

رفعت رأسها و التفتت لتنظُر عبر النّافذة و قد كان الظّلام قد حلّ، كانت الشّمس مُشرِقة عندما نامت.

" كم ساعة نِمت؟!!" همسَت كايتا باستِغراب فهي لا تذكُر أنها نامَت كلّ ذلك الوقت.

" بل قولي كم يوماً نمتِ! هل أنتِ واعية حتّى لما تقولين؟!!" صاحَت بها آشلي بغير تصديق دون أن تراعي الكِبار من حولها.

فيما بعد عرفَت أنها قد نامت مدّة يومين دون أن تستيقظ و لو مرّة، حاولوا إيقاظها و فشلوا ليحاولوا مرّة أخيرة قبل تدخّل الطّبيبة.

لم تصدّق كايتا أن بإمكان الإنسان أن ينام كل تلك المدة أصلا، ربما هم يبالغون.

لكن أيا كان السّبب فهي لم تستطع أن تنام تلك الليلة بعد أن أيقظوها، بقيت تُحدّق في السّقف و هي مُستيقظة تماماً مهما حاولت النوم، لا شكّ أن الساعة تقترب من منتصف الليل، فكّرَت، لكن النوم جافاها و بدأت مفاصلها تؤلمها من محاولاتها للنّوم دون فائدة، لذا قرّرَت التّهوّر و الخروج من غرفتها بذلك الوقت.
بدّلَت ثوب نومها الطّويل ببنطال أسود و قميص بنفسجي طويل الأكمام، لا حاجة لتتأنق فلا أحد سيكون مستيقظاً في هذا الوقت لذلك تركت شعرها مُبعثراً.

مُشكلتها مع ارتِداء الفساتين تعود لموقف قديم قبل عدّة سنوات، عندما داسَت خطأً على طرف ثوبها الطويل لتسقُط على وجهِها و تجرح أسفل أنفها و يبقى ندبٌ يذكرها بذلك الخِزي طيلة حياتها.

 الرباط الدامي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن