انا لست جميلة

لا اريد عروس سمراء

في بداية الحكايه
كُنت انظر لأنعكاسي في المرايا
اتأمل الهالات السوداء تحت عيني ، ارهقني السهر والارق
لا استطيع النوم ليلاً ، ولا استيقظ بشغف صباحاً
كيف يعاقب الانسان بسبب شيئ لم يختره !
خُلقت هكذا ..
لم اختر شكلي ابداً ، ولم اصنع نفسي
كان الجميع يستمر في ايذائي حتى والدتي
ادرك تماماً انها لا تقصد ذالك
ولكنها تفعل
اخي الذي يكبرني بعدة اعوام
واختي المتزوجه التي لديها ابنه تصغرني بعام فقط
الجميع بلا استثناء
كان يشعرني انني مختلفه ، او لا املك الجمال الكافي
" جميلة " اسم كان يجب ان اخذ منه نصيب ورغم هذا كان بيني وبين اسمي فرق شاسع
كانت اقسى الكلمات وقعاً على قلبي حينما كنت في السابعه من عمري
كُنت اعتقد انني جميلة وليتني لم اعتقد ذالك
كُنت العب مع بنات خالتي وابناء عمي
" العروس و العريس "
كان العريس هو ابن عمي الوسيم خالد
كُنت مُغرمه بهذا الفتى فقررت ان اكون العروس المحظوظه
حينها رفعت يدي ببرائة طفله
_ انا انا العروس
_ لا ، لتكون نوره العروس نوره جميله ويليق بها الدور
كان وقع كلمات الفتى الوسيم على قلبي لا يوصف
تلاشت ابتسامتي حينها
ورغم انني كنت طفله لا تعي شيئاً
كُنت على وشك البكاء ، انا ايضاً جميله ..
اليس من حقي ان اكون عروس !
ابتلعت غصه خانقه ، حاولت اخفاء الدموع التي امتلئت بها عيناي
تدخلت حينها خالتي
_ كل الفتيات جميلات ياخالد ، لا توجد فتاه قبيحه
_ من حقي ان اختار عروس ، لا اريد عروس سمراء !!
بكيت حينها ، بكيت كثيراً
كانت دموعي كافيه لأن ابكي لأيام
لأشهر واعوام ..
ها انا الان ابلغ الثامنه عشر من عمري
ولا تزال كلمات خالد الوسيم تدوي بداخلي
كانت كلماته قاسيه
وكنت اسمعها لاول مره
كان هو اول من اخبرني في رساله مبطنه
اني لست جميله كفايه لاكون عروس ..
كُنت اظن انها اقسى ماقد اسمعه طوال حياتي
وياليتها كانت بالفعل الاقسى ..