انا لست جميلة

النهاية

حين اعترفنا لبعضنا بكل شيئ
تغيرت الحياه كثيراً ، عشنا لحظات جميلة ستخلد في الذاكره الى الابد
كُنت استذكر الماضي في كل موقف
بالامس كان يخبرني انه لا يحق لي ان اغار
واليوم يبتسم ويحب غيرتي التي لم اعد اخفيها
بالامس كُنا نخطط للفراق
واليوم نخطط لأسم اول طفل
نختلف كثيراً ونتفق في النهايه ، يحاول كل منا ان يرضي الاخر بشتى الطرق
وهذا ماجعلنا نتمسك ببعضنا اكثر
قال لي في احد الايام حين اخبرته انه يراني جميلة رغم اني لست كذالك
_ اتمنى لو استطيع ان اعيرك عيناي لتنظري الى نفسك بطريقة مختلفه ، انتي جميلة جداً ولكنك لا تبصرين ذالك ، وهذه ليست مشكلة جمالك بل مشكلة نظرتك
كانت كلمات بسيطه ولكنها اخترقت اعماقي لتغير طريقة تفكيري
لا يوجد انثى غير جميلة
كل واحده تمتلك جمال يميزها عن الاخرى
لكل واحده جمال مختلف
اختلاف جمالك عن فتاه اخرى لا يعني انك غير جميله
ادركت انه يجب على كل انثى ، ان لا تحاول تغيير نفسها
انما تحاول تغيير نظرتها ، لقد خلقنا الله في احسن تقويم
وكل ماينقصنا هو الثقه بالنفس
اردت ان اكتب الى كل فتاه تعتقد انها غير جميلة
انها مذهله ، جميلة فوق ماتتوقع
ولكن يجب ان ترى نفسها بطريقة اخرى
بنظرة خالد ..
مر على كل هذه الذكريات عدة اعوام ولكني لا زلت اراها واتذكرها وكأنها حدثت بالامس
اكتب الان بعد ان تخرجت من الجامعه واصبحت ام لطفل وسيم كوالده ..
اسميته وسيم واخذ من اسمه نصيب ..
اليوم ١٦ مايو الساعه العاشره مسائاً
اجلس على مكتبي ، اكتب اخر سطور روايتي
وفيت بوعدي لخالد ..
وجعلته بطل روايتي ، رغم انه ليس مجرد بطل روايه
انه اكبر من ذالك بكثير ، خالد جزء لا يتجزأ من حياتي
ولن يتجزأ من روايتي ولا من ذكرياتي
خالد معي ، في اي خطوه اخطوها
انا احمله بقلبي اينما ذهبت
ورغم هذا اخلفت وعداً واحداً ..
اخبرني ان احرق الماضي
وانا وثقته بكل تفاصيلة ..
وثقته منذ اول مره قال فيها
لا اريد عروساً سمراء
الى حين اصبحت من نصيبه تلك العروس السمراء
وثقتها منذ اول مره قُلت فيها
انــا لســــت جمــــيـــلة
الى اول مره اقول فيها
اصبحت جميلة .. ولدي ابن وسيم
..
جميلة ١٦ مايو
اغلقت كتابها بعد ان انهت اخر سطور الماضي
ابى عقلها الا ان يكتب قصتها
خطت يداها ماضي وذكريات من عبق الماضي البعيد
بكل حب ..
لعل روايتها التي بذلت كل جهدها لتصيغها بطريقة جيده ، تكون الهاماً لاحدهم
التفتت خلفها ، كان يجلس على السرير ، الهامها الاعظم
خالد
وبين يديه الهامها الاصغر وسيم
يلاعبه خالد ويلاطفه
ابتسمت ، جلست الى جانبهم وبحزن تصنعته
_ اخذك طفلك مني
_ هو طفلك ايضاً ، هل تغارين من طفلك ؟
_ نعم ، منذ اتى وانت لا تراني
ابتسم ، ضمها اليه
_ لم احبه كثيراً الا لانك والدته
قالها مبتسماً فأبتسمت جميلة وفي تلك الليله ، غفت هي وغفى خالد
وغفى طفلهم بينهم
تاركين رواية مُلهمه على مكتبهم ، ربما تنشر وربما تبقى متروكه منسيه الى الابد ..
...
انــــــتـــــهـــــت
شكراً لكل من قرر ان يحلق بخياله معي ، فبكى مع ابطال روايتي وضحك معهم وشاركهم حياتهم بحلوها ومرها
شكراً لكل من كتب كلمه لطيفه حفزنتي وجعلتني استمر
شكراً لتوأمي ملاذ ..
وشكراً لياسمين التي صممت غلاف الروايه ليجذب القارئ
لم يجذب قارئ انما جذب قراء فـ شكراً ياسمين ..
[الاحد ١٧ مايو ٢٠٢٠ ] [ ٢٤ رمضان ١٤٤١]