جميعنا نملك اشواكاً

6.1K 380 8
                                    

وعدت ان اخبر ابي بكل شيئ .. وعدت ان اعود الى وطني واترك كل شيئ هنا ..
ولكني لم افعل الى الان ، مر يومان
يومان كاملان وانا اختبئ بغرفتي
لم اذهب الى الجامعة ، ولم اتحدث مع خالد ولا مع اخته وفاء الغاضبه مني
لا تكف عن ارسال نظرات العتاب الي
وتتجاهلني حين اتحدث اليها
مع من اتحدث الان !
ابعدني خالد عن صالح وابتعد عني
جعلني اخطأ على اخته ثم صد وصدت عني ..
لا يوجد شخص اتحدث معه ، صامته طوال الوقت حتى بت اشتاق الى صوتي
دخل خالد الى غرفتي بينما انا منهمكه في الكتابة
لطالما كنت حين اشعر ان قلبي سينفطر من حزني
اكتب ..
تصبح احزاننا اخف بعد الكتابة وكأننا نتقاسم احزاننا مع اوراقنا
تحدث حين لم انتبه لوجوده
_ مساء الخير
لم التفت له ، لا اريد رؤيته بعد الان
ولا اريد التحدث معه
اقترب وتحدث بصوت هادئ
_ ماذا تكتبين ؟
التفت اليه غاضبه ، متطفل يشعر ان له الحق في معرفة كل شيئ
تلاشى غضبي وتبخر حين رأيت ورده حمراء بين يديه
ابتسم بهدوء ، اقترب ووضعها على مكتبي
_ هذه لك هل تقبلين اعتذاري ؟
نظرت الى الورده ثم نظرت اليه
_ هل تشفي الورود جراحنا ؟
تلاشت ابتسامته ، تنهد ، صمت ..
لم يتوقع ردة فعلي هذه
توقع ان اخذ الورده وابتسم بغباء كالسابق
توقع ان اغفر له كل شيئ كما افعل دائماً
توقع ان احبه اكثر ، توقع اني لم اتغير وهو محق
اخذت الورده وابتسمت بهدوء
_ سامحتك
وقفت وجلست على سريري ، بين يدي وردته الحمراء
_ كنت سأخبر ابي ولكنك محظوظ
ابتسم وجلس الى جانبي
_ جميلة ، سامحيني ، غضبت كثيراً ولم استطيع التحكم في اعصابي
_ لا بأس ، انا ايضاً اخطأت
امسك يدي حينها ، ينظر الى اثار اظافره التي تركت اثاراً على جلدي
وتحدثت بهدوء
_ احياناً ، اشعر من فرط اذيتك لي انك تكرهني
وقف صامتاً ، اتجه الى النافذه ، يتلافى النظر الي
_ لا احب ان اؤذيك ، لا تعلمين ياجميلة كم اكره نفسي حين تغضبين مني ولا تدركين ذالك ابداً
صمت لوهله ثم تحدث
_ ولكني غاضب ، جداً ياجميلة .. اشعر وكأن صالح يسرقك مني
_ خالد ! انا لا افهمك ابداً ، انت صعب
_ وانتي اصعب
قالها ثم التفت ، نظر الى مكتبي واوراقي المبعثره ، وكتابي الصغير ، اقترب واخذ يقلب في الاوراق ، يقرأ هذه الورقه تارة ، ويقرأ الاخرى تارة
ثم رفع نظره الي بدهشه
_ انتي كاتبة !
اردف وهو يتأمل الاوراق
_ لماذا لم تخبريني من قبل
_ لان كتاباتي بلا معنى ، واحرفي ركيكة ومبتذله
_ ماذا تقولين ، انها مذهلة ياجميلة ! ابهرتيني
خالد القارئ اعجب بكتاباتي ، كم كان هذا كفيل بتحفيزي
يقرأ خالد مئات الكتب والروايات ، كان خالد قارئ متمرس ..
امسك كتابي الصغير ليكمل جولته بين سطوري
كانت جميع الصفحات بيضاء ، ماعدا اول صفحة كتبت وسطها بخط عريض " انا لست جميلة .."
رفع نظره الي ، كنت اراقبه
كيف تحولت ملامحة الى ملامح حزينه ، وكأنما ذبل فجأه
بقي صامتاً وكأنه يبحث بداخله عن كلمة ما ليقولها
ولم يجدها ، فتحدث متسائلاً
_ ماهذا ؟
وقفت واخذت الكتاب من بين يديه
_ رواية
تحدث خالد ولا زال الحزن يعتري ملامحه
_ عن ماذا تتحدث
_ عن فتاة غير جميلة
ابتسم بضيق
_ ولماذا لا تكون الرواية عن فتاة جميلة ؟
_ لانها رواية حقيقه وليست من وحي الخيال
ليتأكد بعدها من ظنونه ، اني اتحدث عن نفسي ..
_ اذا كتبتي هذه الرواية في يوم من الايام ، اجعليني بطلها ، حتى وان لم اكن كذالك
رحل واخذت نفساً عميقاً ، حتى لو لم اكن كذالك ..
قالها وكأنه يعرف اننا لن نحب بعضنا يوماً
ولن نقترب ..
وكأني زهرة الصبار وهو كـقنفذ مليئ بالاشواك
جميعنا نملك اشواكاً ونؤذي بعضنا ..
ورغم تشابهنا ، الا اننا لن نتجمع
لن نجتمع ابداً ..

انا لست جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن