في بداية هروبي من خالد
كنت اقرأ احد الكتب في كافتيريا الجامعة
كُنت اتهرب من كل شيئ ومن كل الناس
فبقيت اقرأ وذهني شارد
مللت من القراءه ولكنها الافضل
اخاف ان اختلط بالناس ، اخاف ان انظر من حولي وارى خالد
اخاف ان ارى الفتيات حوله فأغار سهواً واغضب ثم يحدث كما حدث بالامس ويخبرني من جديد انه لا يحق لي ان اغار
فهمت ذالك وحفظته جيداً ، لن اغار على خالد
لانه ليس لي ، وانا لست له
_ هل يمكنني الجلوس بجانبك ؟
جاء صوت شخص لا اعرفه
اجبت بالموافقه وجلس الى جانبي
نظرت له ..
كان الشخص نفسه الذي اخبرني ان عيناي جميلتان
كان لبقاً في حديثه ، لطيفاً في اختياره لكلماته
لديه صوت هادئ ودافئ ومن الواضح انه شاب محترم
_ لا اريد التطفل ولكن فقط رأيتك بالامس تبكين واردت ان اخبرك اني موجود ان احتجتي مساعدتي في يوم من الايام
ابتسمت بينما اكمل
_ جميعاً هنا مغتربون ووحيدون لذالك ، نحن هنا من اجل بعضنا
مد يده لمصافحتي فـ صافحته
_ اسمي صالح
_ اهلاً صالح ، انا جميلة
_ تشرفنا
_ الشرف لي
كان لقائاً عادياً ، ولكنه كان لطيفاً ، لم يمد احد يده لي ليصافحني منذ دخلت هذه الجامعه ، لم احظى بصداقات ولم يقترب مني احد
ولم يخبرني احد انه هنا اذا احتجت المساعده
صالح اول شخص يمد يده لي ، واول شخص لطيف رأيته في غربتي وربما الوحيد
بينما انهمكنا في الحديث ، اخبرني انه وحيد هنا واخبرته اني اسكن مع ابن عمي واخته ، اخبرني انه لا يحب الاختلاط بالناس واخبرته اننا نتشابه كثيراً ..
بينما كنا نتبادل الاحاديث ، شعرت بأحدهم يجلس الى جانبي
امسك يدي دون سابق انذار ، شبك اصابعه في اصابعي وقبض يده
دُهشت ..
التفت بدهشه لأرى خالد ، كان يبتسم ابتسامة غاضبه
او كانت تبدو لي كذالك !
ليست ابتسامته المعتاده ، لم تظهر غمازته
ولم يظهر صف اسنانه
كان غاضب كما يبدو لي
وكأنه يخبر صالح انني له ، يخبره ان لا يقترب مني فأنا ملكه
سحبت يدي منه ، كانت فرصتي الوحيده لاخذ بثأري
_ نعم خالد ! لا يحق لك ان تنفر الناس مني ولا يحق لك ان تغار
صمت لوهله ثم ضحكه ضحكته المعتاده التي اظهرت غمازته وصف اسنانه وبلهجته الساخره تحدث
_ غبيه انتي !! مين قالك اني اغار
التزمت الصمت بينما اكمل
_ انتي اخر وحده ممكن اغار عليها ياجميلة ! صدقيني
اشحت بنظري محرجة من صالح الذي تظاهر انه لم يسمع ولم يرا
تظاهر انه كان مشغولاً بتصفح هاتفه ، ثم وقف متظاهراً ان هناك اتصال من صديق
رباه ما ارقى هذا الرجل ! كم هو مثالي وطيب
التفتت بعدها لخالد ، كم كان همجي في نظري حينها
كم كان غبي ! شتان مابين خالد وصالح شتان ..
_ من هذا ياجميلة !
_ صالح
_ عن ماذا كنتما تتحدثان ؟
_ لا يخصك
قبض كفه ثم ضرب الطاولة بكل قوته
_ يخصني ! ارسلني والدك لأهتم بك لم يرسلني عبثاً
انتبه الجميع واتجهت جميع الاعين الينا
وقف خالد محرجاً ثم رحل
رأيته ولأول مره غاضباً ، لم اره بهذا الشكل من قبل
بينما عاد صالح ليأخذ اوراقه فطلبت منه الجلوس لنكمل حديثنا
جلس بعد ان ابتسم بلطف فتحدثت
_ هذا خالد ، خطيبي
تلاشت ابتسامته
_ من الواضح ان بينكم الكثير من الحواجز
ابتسمت بهدوء
_ لا ، حاجز واحد فقط
_ ماهو ؟
تحدثت بهدوء
_ هو وسيم ومغرور ويريد فتاه جميلة
_ بربك ياجميلة ، انتي مذهله ! لا تخبريني انه لا يراك جميلة
ابتسمت بخجل من لطف كلماته
_ ربما بسبب لون بشرتي
_ انتي شوكلاته ! من لا يحب الشوكلاته !
ابتسمت ، كيف يستطيع صالح ان يكون بهذه اللطافه
اختياره للكلمات وانتقائه للمفردات والتشبيه مذهل
اختار خالد كلمة سمراء بينما اختار صالح كلمة شوكلاته !
احببت الحديث معه ، لا يمل اي شخص من الحديث مع شخص لبق وطيب اللسان ومشرق كصالح
لا يمل احد ، الا شخص غبي
غبي جداً ..
كنت مستمعه جيده له وكان مستمعاً جيداً لي
شعرت اني اعرفه منذ زمن
وفرحت ، حين علمت انه جاري
صالح جاري الذي اذهلني صوته بالامس وابكتني كلمات اغنيته
_ صدفه رائعه !
بالفعل صدفه رائعه ياصالح
بالفعل صدفه رائعه ..
أنت تقرأ
انا لست جميلة
Randomلأنك انثى يجب عليك ان تتباهي بجمالك خلقك الله انثى لتكوني جميلة انتي مُلفته ومتميزة على اية حال انتي رائعة مهما اخبرك الجميع بعكس ذالك خلقك الله في احسن تقويم فـ ابقي جميلة كما انتي ولا تذبلي واما بالنسبة لي فـ انا انثى ولكني لست جميلة.