تحولت السماء الى اللون الاسود
تزعزت الجبال من مكانها
ذبلت كل الازهار
وسقطت اوراق الشجر
لم يحدث اي شيئ من هذا القبيل
ولكني كنت اشعر انه حدث من سوء ماكنت اشعر به
الباب يطرق منذ اقفلته
صوت والدتي الخائفه ، تطلب مني ان افتح الباب
شعرت اني اكره والدتي جداً
شعرت اني لم اعد اطيق سماع صوتها
فتحت الباب ليس لأجلهم
انما كنت اريد معرفة التفاصيل
لماذا كذب علي خالد ولماذا الجميع ايده في ذالك ..
دخلت والدتي الغرفه ، كان الحزن واضح على ملامحها
_ جميلة ، كل هذا لمصلحتك
لمصلحتي ، كلمه تقولها عائلتي تبريراً لتصرفاتهم الغبيه
يبررون اخطائهم بهذه الكلمه ويظنون اني سأصدق ذالك
_ لا احد يعرف مصلحتي يا امي
_ انا اعرف ، كنا نريد مساعدتك فقط ، كنا نريد ان نخرجك من غمرة حزنك وتعاستك ووحدتك
ضحكت حينها ، عن اي تعاسه وحزن يتحدثون
_ امي انا في اعلى مراحل سعادتي وانا وحيده ، احب الوحده واقدسها واكره الجميع ولا احب الجلوس مع اي احد
_ هنا المشكله
قالها خالد وهو يقتحم غرفتي كالابله وكأن له الحق في اي شيئ
كان يحمل بيده كوب قهوه
وضعها امامي وتحدث برويه
_ لنتحدث في الحديقه ! سأخبرك بكل شي تريدين معرفته
وافقت بالرغم من اني لم اكن اريد التحدث معه
ولكني كنت اريد بشدة ان اعرف كيف حدث كل هذا ولماذا ،
كنت اريد معرفة كل شيئ
وبالفعل ، جلست بجانب خالد الذي لم ينظر الى وجهي ابداً
من يلومه حين يخجل من تصرفاته !
اخبرني بكذبة وظيفته ومكان عمله القريب من منزلنا وانه لا يزال طالب جامعي
اخبرني بكذبة حبه لي وانها فكرة نورا وعن تأييد والدتي لتلك الفكره
وافق الجميع نورا حينما قالت اني سأتغير حينما احب او حينما يحبني احدهم
اخبرته حينها وانا اشيح بنظري بعيداً
خفت ان تخدش كبريائي دموعي التي تكاد تنهمر
_ ماكان ينبغي ان تكذب ، ماكان يجب ان تسايرهم في فكرة كهذه
_ كنت اود المساعده فقط
_ بالفعل ، لقد ساعدت في كرهي لأمي وفي زيادة كرهي لعائلتي
_ امك تحبك ، تفعل كل هذا لاجلك ياجميلة
وقفت ووقف معي
_ اذاً يجب ان تتوقف عن فعل شيئ لاجلي
هممت بالذهاب ولكن يده امتدت امامي تمنعني من الذهاب
_ لم انهي حديثي بعد
_ سمعت ما اريد سماعه
لم يتنحى جانباً ولم يحرك يده الممتده امامي من مكانها
فـ جلست بأستسلام ، اكاد ابكي من فرط ما اشعر
ولكني لن ابكي امامه ، ولن يدعني ارحل
خشيت ان تفضحني نبرة صوتي الباكيه فالتزمت الصمت
وبدأ خالد يتحدث
_ كل هذا كان كذبة ولكني عرفتك اكثر من قبل ، اريد ان اكون بمثابة اخ لك وان نتحدث دائماً ، اتوافقين ؟
حاولت ..
حاولت بكل جهدي ولكني فشلت
خانتني دموعي وانهمرت على خدي تعلن بداية انهيار ونوبة بكاء حاده
اخفيت وجهي بكلتا يدي واستسلمت ، بدأت ابكي
بكيت كل ماتراكم داخلي
بكيت صبري على اذاهم
بكيت خيبتي ووجعي
بكيت حبي لخالد
حبي الذي اضعفني بشده
امسك خالد بيدي ، انزلها وهو ينظر الي بدهشه
_ جميلة ، ايش فيك ؟
سؤال اغبى من صاحبه
سحبت يدي منه ووقفت ولكنه امسك يدي بأصرار
_ اجلسي
حاولت ان اسحب يدي منه ولكنه احكم قبضته
وتحدث بأصرار
_ قلت اجلسي ، اخلص كلامي
جلست بأستسلام ، مسحت دموعي بظهر يدي
ولكنها كانت تزيد
في الحقيقه لم اعرف لماذا كنت ابكي
ولكني اعرف اني كان يجب ان لا ابكي امام خالد
_ لم اعتد رؤيتك بهذا الشكل
اخذ نفساً وزفر بعمق
شعرت بمدى ضيقته من تنهيدته
_ لماذا تبكين ؟
_ لانك لم تدعني اذهب الى غرفتي
ضحك حينها حتى بان صف اسنانه وغمازته المحفوره بخده الايمن
_ تستطيعين الذهاب الان ولكن سنتحدث مره اخرى
حركت رأسي بالموافقه وذهبت الى غرفتي ، اغلقت الباب
وتمددت على سريري ، واخذت دموعي مجراها حتى غفوت مكاني من شدة الارهاق والتعب ..
ايقظني صوت رنين هاتفي
لم انظر من المتصل ، رفعت الهاتف الى اذني بعد ان فتحت الاتصال وتفاجئت بصوته
_ ايمكننا التحدث الان ؟
_ ليس بعد
_ اريد اخبارك بشيئ مهم ياجميلة ، لا يمكن تأجيله
اغلقت الهاتف ورميته بعيداً واغمضت عيناي لاكمل نومي الذي افسده
كل مايريد اخباري به ، هو كذبه جديده
ولم اعد اصدق الاكاذيب ولن اصدقها ..
ظننت ان كل شيئ يمكن تأجيلة
وكم تمنيت اني لم اظن ذالك ولم اغلق الهاتف
حتى الباب اللذي كان يطرق تجاهلت طرقاته
واكملت نومي ..
أنت تقرأ
انا لست جميلة
Casualeلأنك انثى يجب عليك ان تتباهي بجمالك خلقك الله انثى لتكوني جميلة انتي مُلفته ومتميزة على اية حال انتي رائعة مهما اخبرك الجميع بعكس ذالك خلقك الله في احسن تقويم فـ ابقي جميلة كما انتي ولا تذبلي واما بالنسبة لي فـ انا انثى ولكني لست جميلة.