قلوبنا ليست بأيدينا !

6.4K 358 8
                                    

اخبرني والدي مسترسلاً ليصعقني بشيئ لم اتوقعه ابداً
_ خالد ابن عمك ، سيرافقك
قاطعته بنفي
_ اكره ثقتك به يا ابي
زفر بعمق وبهدوء
_ اثق بخالد ، اعتبره كأبني وليد ومع ذالك اخاف عليك ياجميلة ، اخته سوف ترافقكم ايضاً او اذا كنتي موافقه ، نزوجكم ! خالد حدثني في الموضوع والرأي رأيك ؟
ذُهلت ، دهُشت ..
تأتينا الاشياء التي نريدها
حين نتخلى عنها ، كم رسمت خالد كفارس احلامي
كم تمنيت ان اقترب منه وان يحبني كما احبه
ان يغار مني الجميع لاني تزوجت اوسم شخص بالدنيا
ولكني الان ايقنت ان قربه يؤذيني ، لا اريد ان اقترب منه
لا اريد ..
كان البعد صعباً جداً كان التخلي اصعب
بالامس تخليت عنه واليوم يريد العوده .. !
لن يعود خالد ابداً ، لن يعود لذاكرتي ، لن يعود لهذا الفؤاد
_ لن اتزوج خالد ابداً ولو كان اخر شخص على هذه الارض
عقد والدي حاجبيه
بدت ملامح الدهشه على وجهه
_ لماذا ؟ خالد شاب طيب وخلوق
قاطعته
_ بالنسبه لكم
وقفت احسم امري
_ لن اقبل بخالد حتى لو حرمت من حلمي !
امسك والدي بيدي ، اجلسني بجانبه بهدوء
_ اجلسي ياجميلة
جلست وزفرت بعمق ، لم يكن لانفعالي معنى ، كان يؤذيني خالد بالسابق بسبب حبي له وترديده كلمة " انتي مثل اختي " " لنصبح صديقين " كان يؤلمني في كل مره يخبرني بذالك وانا التي احببته بكل غباء
ولكنه الان يريد ان يصبح زوجي ، لماذا لا انسى الماضي ونبدأ صفحه جديده !
_ ممكن اعرف سبب رفضك له ؟
_ لا اريد الزواج الا بعد ان انهي دراستي
اجاب والدي بهدوء
_ تم ! ، نعقد خطبتكم الان وبعد انهائك لدراستك نزوجكم
_ ولماذا تصر ان تزوجني منه ؟
_ لانه شاب لا يرفض ، وابن عمك ، وليس هناك سبب مقنع لرفضه ! وارى انها فرصه جيده لتكملين دراستك بالخارج
اجبت على مضض
_ موافقه ، لكن لن نتزوج حتى انهي دراستي
ابتسم والدي بهدوء
_ سنشتاق لك ياجميلة
_ وانا ايضاً
هكذا فعلت بنا الحياه ، جمعتنا ومزقتني الى اشلاء ، ثم فرقتنا فقررت ان اجمع حطامي وارمرم خرابي واتجاوز
وحين تجاوزت جمعتنا من جديد ، اخشى من فكرة انها ستعيد تحطيمي بعد ان اصلحت كل شيئ
ولكني سأترك كل شيئ للأيام ، وسأتقبل اي شيئ يحصل
ولن اعيش العمر خائفه من الخذلان ..
امسكت هاتفي تلك الليله ، ابحث عن رقم خالد بين الارقام الكثيره ولكني قد محوت كل شيئ يخصه ، فلم اجد رقم هاتفه
تنهدت بخيبه ، اريد التحدث معه ، اريد ان اعرف لماذا ..
لماذا طلب يدي من والدي !
تذكرت الكتاب الذي اعطاني في اول مره
فوقفت مسرعه ابحث عن الورقه التي كتب بها رقمه
وبالفعل وجدتها .. سجلت رقمه في هاتفي واتصلت به بتردد
كنت اشعر بضربات قلبي تتسارع
قلبي الغبي ، اشتاق لصوته ..
_ الوو
وصل صوته هادئاً
تنهدت ، ترددت ، صمت ..
لم اعرف ما اقول ، لم اعرف كيف ابدأ
_ جميلة ؟
_ اهلاً خالد
_ مرحباً جميلة
_ اسفه اذا كنت قد ازعجتك ولكن كنت اريد ان اسألك عن شيئ ما
_ لم تزعجيني ، اسألي !
لم اعرف كيف اسأل ، شعرت اني غبيه جداً
ابرر لنفسي اني اريد سؤاله
بينما كنت اتوق لسماع صوته
تحدث حينها ليقطع الصمت
_ هل اخبرك والدك ؟
_ اجل ، لماذا طلبت يدي ؟
_ لتكملي دراستك ، عرضت على والدك ان تذهبي معي انا واختي ولكنه رفض بحجة اني لست محرم لك وانه خائف عليك ، فأخبرته اني سأتزوجك
_ ولماذا يهمك امر دراستي
_ سمعت عن ماحدث ياجميلة ، واردت التكفير عن ذنبي ، اردت ان اقدم لك اي شيئ
عن اي ذنب يتحدث ! ، عن تلك الكذبه التي كذبها علي ؟ ، ام عن ذاك الحب الذي تمنيته ولم يمنحني ، ام عن تلك الليالي التي لم انمها بسببه ، لا يستطيع تكفير ذنبه ، رغم انه لم يفعل شيئ ولكني مغفله وعانيت بسببه ، عانيت جداً ..
_ اي ذنب ؟
صمت لوهله ثم تحدث
_ ذنب انك احببتني جداً ولم ابادلك الشعور ، ادرك مرارة الحب من طرف واحد وادرك انك تألمتي كثيراً ، ولكن لا نستطيع ان نحب من نشاء ياجميلة ، قلوبنا ليست بأيدينا !
اجبت
_ ليس ذنبك
قاطعني
_ ومع ذالك انا مصر ان اساعدك على الاقل ان تحققي احلامك !
لم اجيب ، فتحدث في محاولات لاقناعي
_ نعقد الخطبه ، ثم تنهين دراستك ثم نتراجع عن الزواج بحجة اننا لم نتفق ، مارأيك !
احببت تلك الفكره كثيراً ووافقت
سأمنح دراستي كل وقتي
واما بالنسبه له .. ، فوجوده فقط لمساعدتي
ولا شيئ اخر ..

انا لست جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن