لهفة البدايه

6.3K 395 8
                                    

اغلقت الكتاب بعد ان عرفت كل شيئ ، عرفت انه احبني كثيراً ولكنه شعر اني اكرهه ، اشعرته بذالك حينما كان يقول لي كلاماً لطيفاً ولا اصدقه
اقابل كلامه الجميل بردة فعل بارده
وارد على احبك بالصمت ، لم اخبره يوماً كم احبه
غضب وخُدش كبريائه يوماً ما
فصب غضبه على نورا كما قال
اخبرها ان كل مايحدث بسبب كذبتها
اخبرها انه تقرب مني لاجلها
كاذباً ..
تقرب مني من اجل قلبه
احبني خالد كما كنت احبه ، ولكن فرقنا الكبرياء
جعلني اخفي مشاعري وكلمه كان يود سماعها
وجعله يكذب في مشاعره ويتجاهلها
يراني كما اراه ، يراني احاول الابتعاد عنه واكرهه
فيتظاهر انه لا يحبني
وحين يفضحه شوقه لي وحنينه ..
يرد اريد ان نصبح صديقين
لا يريد ان نصبح صديقين ، يريد ان نبقى معاً بأي طريقه
مهما كانت ..
يريد ان يتحدث معي دائماً ، ان يشاركني لحظاته
ان يسمع صوتي قبل ان يخلد الى النوم
قال في كتابة ، انه يؤذيني احياناً بكلماته ليجعلني استبعد فكرة حبه لي
وبالفعل استطاع ذالك ..
طوال هذه المده كُنا نحب بعضنا
ونؤذي بعضنا ، يراني خالد مغروره وسيئه واراه كذالك
يعتقد اني اريد ان اعلقه بي واني احاول اذيته في بعدي
ولكنه لا يعلم اني لا اريد سوا قربه
وان بعده يؤذيني
لو قلت احبك ، لما حدث شيئ من هذا القبيل
لما تأذى كلانا
لو اظهرت مشاعري له ، لبقي يحبني
ولبقيت متيمه به
كتب في احد سطوره قصيده لكريم العراقي .. حملتني بعيداً
"ونسيتُ دائي حينَ جاءَ دوائي
‏من ذا يقاومُ نظرة السمراءِ ؟
‏صادت فؤادي والفؤادُ ضعيفٌ
‏والآهُ أصلُ الآهِ من حواءِ"
وكتب اسفلها
شفاتها تشبه الفراوله في لونها ، وعيناها فيهما بحرعميق
حواجباً مرسومه ، وانفاً حاداً ، حين تنظر الى عينيها تشعرانك غريق ولا سبيل للنجاه ، تود ان تنظر اليها فقط وتستمر بالنظر اليها
رموشها كثيفه ، عيناها واسعتان
حين تبكي تصبح مذهله
فكيف حين تبتسم !
تقول انا لست جميلة ، واتمنى لو ترا نفسها بعيني ..
ما ارق خالد !
ما اجمله وكم انا محظوظه
كم انا محظوظه لانه احبني من بين الجميع
يراني مختلفه ومميزه
وربما لست كذالك
في هذا اليوم ، تلونت حياتي
تلاشت الغيوم السوداء وحلقت في سماء صافيه
ليس بجناحين هذه المره انما بأربعة اجنحه
طرت بعيداً ، بعيداً جداً
تحولت الحياه التي كانت بالابيض والاسود
الى الوان ..
اصبحت حياتي ورديه ورائعه واستعدت شغفي تجاه كل شيئ
هذه المره لا يكذب خالد
هذه المره يحبني جداً ، ولا يعلم كم احبه ..
في اليوم التالي ، لم اذهب الى الجامعه ..
تغيبت وبقيت معه ، اريد ان نتحدث
اريد فرصه اخرى ..
لاخبره هذه المره بصدق ، اني احبه ايضاً
وعلى طاولة الغداء ..
امسكت الملعقه بيدي ولكني سرعان ما افلتها الماً بسبب الحروق التي تملئ كفي
وقف خالد ثم جلس الى جانبي
_ هل تريدين مساعده ؟
اجبت بالرفض ولكنه تجاهل رفضي
وحمل ملعقته وبدأ يطعمني بينما كنت ابتسم حباً
_ طيور الحب تصالحو ؟
قالتها اخته وهي تبتسم ابتسامة واسعه
_ عدتي مبكراً اليوم
_ نعم ، اعتذر افسدت رومانسيتكم
وضع ملعقته على الطاولة
_ عن ماذا تتحدثين ! ، جميلة يدها اليمنى تؤلمها وانا اساعدها فحسب
جلست وفاء مقابلنا
_ لو ان يدي تؤلمني لما اطعمتني ، ولكن لانها جميلة اصبحت فاعل خير
ضحكت مستمتعه ، وابتسمت خجلاً بينما اكملت في محاولات لاستفزاز خالد
_ خالد يدي تؤلمني
_ كلي بيدك اليسار
قالها مازحاً وهو يبتسم ابتسامة بان فيها صف اسنانه
وضحكت وفاء وضحكت ايضاً
كم كنت سعيده حينها ، ضحكت وكأنما لم اضحك من قبل
ونظرت الى خالد وشعرت انني اراه لاول مره
واحبه لاول مره ..
رغم انها ليست المره الاولى
ولكن اللهفه حينها ، كانت تشبه لهفة البدايات
والسعاده ، وضحكته ، وغمازته ، وقربه ..
كل شيئ كان يشبه لهفة البدايه ..

انا لست جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن