لا اريد ان ينتصر

7.1K 402 11
                                    

هكذا مرت الايام سريعاً
بين تسرعي وحزني ولحظاتي السعيدة المؤقته حين يتحدث الي خالد برسائله اللطيفه
اخبرني يوماً من الايام انه لم يكن يعرفني من قبل
وحينما بقي في منزلنا لعدة ايام ، عرفني اكثر ..
اخبرني اني مذهله وشعرت انني اطير الى اعلى سماء
شعرت ان قلبي يملك اجنحه وانه يطير ويطير
شعرت بمشاعر لا اعرفها
كنت ابتسم بسعاده ، اكاد اقفز على سريري من فرط ما اشعر
كلمة بسيطه جداً ، لم اعلم لماذا جعلتني اشعر بهذا الشعور
اخبرني بعدها بعدة دقائق حينما تجاهلت رسالته تلك
ان الانثى مخلوق غبي ، يفرح بالكلمات الكاذبه التي تقال له
ويصدق كل شيئ يقال
كان محق ..
كم انا غبيه
ذبلت بعد ان ازهرت ، سقطت من السماء التي كنت احلق بها
وسقط قلبي ايضاً اثناء تحليقه
ارتطم بكل قوه على ارض قاسيه حتى كاد يكسر
ارسلت حينها رساله كتبتها بالكثير من الصدق والقليل من الكذب
" الانثى مخلوق لطيف ، يدرك كم الكلمات كاذبه ولكنه يتظاهر بتصديقها "
وصلتني حينها رساله منه وكأنه في عداوه مع اي انثى خلقها الله
" لا اعتقد هذا ، اخبث المخلوقات هن النساء ، يستطيعون اظهار عكس مايشعرون به ، اكاد اجزم انك كنتي سعيده جداً حينما اخبرتك انك مذهله "
غضبت جداً حينها ، عكر صفو مزاجي واشعل فتيل غضبي
كتبت رسالتي حينها بكل غضب ولم اكن اعرف ماذا اكتب
كنت اكتب وحسب
" انت غير مدرك لحقيقة النساء ، اذا كانت الانثى غبيه وخبيثه فـ ستكون انت اول انثى "
غادرت المحادثه ، واغلقت هاتفي
رميته بعيداً عني ، حتى لا اعاود فتحه من جديد
وضعت رأسي على وسادتي واغمضت عيني
اعتقد اني اصبحت افهم خالد
يحب تحطيم كل شيئ
تحطيم الاحلام ، تحطيم الامال
يحب ان يحلق بي عالياً ، ثم يسقطني بكل قوه
يحاول ان يكسرني
ولكني لا اكسر
محال ، وستبوء كل محاولاته بالفشل
استيقظت في اليوم التالي على صوت والدتي التي توبخني كالعاده لأني استيقظ متأخراً واسهر دائماً
تكره امي السهر جداً ولا تفهمني اطلاقاً
لا تفهم كم احب الليل وكم اكره الصباح
اكره الشمس واكره رؤيتها
تشبهني امي بالخفاش واعتقد انها محقه
يشبهني جداً ، يشبهني الخفاش كثيراً ..
سحبت هاتفي كالعاده لأرى كم الساعه
ولكني دهشت حينما رأيت اتصالات فائته لخالد
كانت كثيره
او ربما كنت اعتقد ذالك
٢٠ اتصال فائت
ماذا كان يريد
هل الموضوع مهم الى هذه الدرجه !
لا اعلم ولكني سأعلم قريباً
ثم سأحذف رقمه من هاتفي
لأنه اصبح مزعج للغايه
اتمنى لو كنت متمسكه برأيي
واتمنى لو اني حذفت رقمه من هاتفي
ولكن كل شيئ تلاشى حينما جلست على طاولة الغداء
انهى والدي طعامه ووالدتي ثم لم يبقى سوا خالد وانا
تعمدت ان ابقى حتى يرحل الجميع
حتى استطيع ان اتحدث الى خالد
_ ماذا كنت تريد ، رأيت اتصالاتك للتو
_ لا شيئ
رفعت احد حاجبي بأستنكار
كعادتي حينما استنكر تصرف احدهم
كان ينظر الي ، ضحك بهدوء ثم انزل رأسه وابتسامته تتلاشى
_ في الحقيقه ، هناك شيئ ولكن ليس مهم
_ ليست مشكله ، اود ان اعرفه
_ لم استطيع النوم ليلة امس ، خشيت اني اغضبتك بكلامي الذي لم اعنيه حقاً وبقيت طوال الليله افكر بك
ضحكت حينها
_ كم انت كاذب ياخالد !
_ تباً لك جميلة ، اقسم اني لم انام
توقفت عن الضحك وعن الابتسامه
نظرت الى عيناه ، كان ينظر الي
شعرت بضربات قبلي تتسارع
وكأن قلبي يريد الخروج من مكانه
انزلت نظري الى يدي
كنت اشعر بالقليل من التوتر
بينما وقف خالد
_ لا تتجاهليني حينما ارسل لك الرسائل ، رجائاً جميلة ، احب ان اتحدث معك
_ ادرك تصرفاتك ياخالد ، لا تحاول ان تجعلني اصدق اكاذيبك
اخذ نفس عميقاً
واردفت
_ تخبرني بكل هذا حتى تثبت لي انني غبيه كأي انثى واني اصدق كل مايقال لي
_ انسي امر تلك الرساله ، كتبتها وانا لا اعنيها
_ لا يهم
_ انتي صعبه جداً ، اكره محاولاتي معك واشعر انها بلا فائده
رحل حينها وبقيت افكر
ماذا يحاول !
والى ماذا يريد ان يصل ؟
تلك الكتب ورقم هاتفه ، واحاديثه اللطيفه
وتناقضه
وكأنه يريد شيئ مني
ولكن لا اعلم ما هذا الشيئ
ولا اريد ان اعلم
اريد ان يعود كل شيئ كالسابق
يعود خالد الى منزله ولا اراه الا في الجمعات العائليه فقط
وتعود كل الاحاديث التي دارت بيننا الى افواهنا
وتعود عقولنا الى صوابها
وقلوبنا الى سابق عهدها
اريد ان اكرهه بشده ، كما كنت اكرهه في السابق
تلاشى هذا الكره
وانا لا اريده ان ينتصر
ولا اريد ان يصدق قوله
حين قال اني سأغير رأيي فيه يوماً من الايام ،لا اريد ذالك ابداً

انا لست جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن