نقيضي تماماً

6.3K 385 4
                                    

الى خالد الذي احببته بشده ولم يحبني ابداً
الى ذاك اللذي اخشى عليه من كل شيئ يؤذيه
وهو امهر الناس في اذيتي
اخاف من فكرة فقدانك ، رغم محاولاتي العديده في تجاهل مشاعري الساذجه
كل الاشياء حولي تصرخ في وجهي ان اكرهك ومازدت الا حباً لك
افعل شيئاً واحداً لأجلي ، وكُن بخير ..
كتبت هذه الرساله له واحتفظت بها لنفسي
وتركتها لتأخذ مكانها بين كل رسائلي وتلك الرسائل التي لم ترسل لاصحابها ..
حين علمت ان اخي لم يكن يكذب
وان خالد بالفعل حصل له حادث مروع
كل هذه المشاعر التي احملها ، وكل هذا الحزن الشديد
وهذا الخوف من فقدانه جعلني اتذكر قصيدة العباس بن الاحنف حين قال
" إني أحاذِرُ صَدّه وفراقه
إنّ الفِراقَ على المحبّ شديدُ "
حاولت كثيراً ان اكسبه ، كنت اشد الناس حذراً حتى لا اخسره
ولكني ادركت ، اني كنت اركض وراء سراب
نعم الفراق على المحب شديد ، ولكن ماذا لو كان المحبوب لا يستجيب !
لن يستجيب المحبوب ، والمحب لن يتوب ..
هذا ما ادركته من هذا الحوار الفاشل بين قلبي الذي انهكه التفكير بخالد
وعقلي الذي يخبرني ان لا ابالي مهما حدث له فهو يستحق
طلبت من ابي ان ارافقه لزيارة خالد ، كان طلب غريب جداً استنكره والدي ولكني بررت ان خالد كأخي ويجب ان ازوره
ولان والدي يحبه جداً ، اقنعته ووافق وبالفعل زرت خالد
كان جسمه ممتد على السرير الابيض
الشاش يغطي رأسه ورقبته الملفوفه بقطعه قطنيه
كان لا يستطيع ان يحرك رأسه
_ جميلة هذي انتي ؟
قالها حين همست بالحمدالله على السلامه وكأنه كان يود رؤيتي
اجبته بنعم ، شعرت انه يريد التحدث معي ولكن والدي ووالدته ووالده والجميع كان موجود فمنعه وجودهم من الحديث
_ هل قرأتي رواية ثم لم يبقى احد ؟ ، حينما اعتذر البطل من البطله على كل شيئ ؟
لم تكن الروايه من هذا النوع
كانت رواية بوليسيه ، ليست دراميه او شيئ من هذا القبيل
عرفت حينها انه يتحدث الي ولكن بطريقة لا يريد ان يفهمها احد
لحسن الحظ لا يقرأ والدي الروايات ولا والداه
ربما لو اخبرتهما عن اجاثا كريستي او دوستويفسكي سيظنون اني اتحدث عن اكله او منطقه في احد المدن
شيئ مضحك ولكنه حقيقي جداً
_ نعم قرأتها ، البطله لم تستطع ان تغفر له الزلات بهذه البساطه
_ امر مؤسف ، فالبطل حينما كاد يموت لم يفكر بسواها ، شعر انه سيحاسب بسبب مافعله لها رغم انه كان يريد المساعده فقط
_ لم اكمل قراءة الروايه ، ربما ستغفر له البطله في يوم من الايام فـ هي تملك قلب طيب
ابتسم حينها وابتسمت ايضاً ، احببت لعبة الالغاز تلك
احببت الاحاديث التي تدور بيننا امام الجميع ولا يفهمها سوانا
احببت ذالك جداً وازددت تعلقاً في خالد
الذي يخبرني دائماً انه يحبني كما يحب اخته الصغيره
التي بعمري تماماً
مؤلم هو الحب من طرف واحد
ولكن ماباليد حيله ..
سأضل احبه من بعيد وستضل نار غيرتي تحرقني
ولا يحق لي ان اعترض
_ مهوسيين بالروايات جميلة وخالد
قالها عمي وهو يبتسم مازحاً
ليتك تعلم ياعمي اني لست مهووسه بالروايات
ليتك تعلم اني مهووسة بأبنك الذي لا يراني
وليتك تعلم ان ابنك مهووس بالغرابه والصعوبه والجمال ..
وهذا مايجعله نقيضي تماماً ..

انا لست جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن