من هذا الذي لا يشبهه !

6.1K 383 11
                                    

_ لا تتحدثي الى صالح مره اخرى !
قالها خالد غاضباً بعد ان اقتحم غرفتي بدون ان يطرق الباب
بينما اجبت ببرود
_ لا تتدخل في خصوصياتي !
اقترب .. جلس الى جانبي وعلى سريري
توترت قليلاً وتحدث بجمود
_ هذا امر ياجميلة
ضحكت حينها بتهكم وبلهجة ساخره اتقنتها لاول مره
_ بالله ! ومين حضرتك عشان توجه لي الاوامر !
_ زوجك
ضحكت حينها ولم اكن اضحك لأوضح له سخريتي
كنت اضحك حقاً ، اضحك على ثقته
على تناقضه وعلى تسلطه
_ تعجبني ثقتك ياخالد ، لكني لست زوجتك ! مجرد حبر على ورق ثم سنفترق
وقف ، تحدث وهو يعطيني ظهره
_ طيب ، اذا رفضتي اوامر زوجك فلن تستطيعي رفض اوامر والدك
خرج وبقيت افكر بعد ان تعكر صفو مزاجي
هل سيخبر والدي بكل شيئ يحدث
هل سأكون مراقبه في كل خطوه اخطوها !
سحبت الكثير من الهواء الى صدري
وزفرت بعمق ، لا بأس ..
سيقف والدي في صفي
دخل خالد من جديد ، بين يديه هاتفه
مده لي بهدوء
_ والدك يريد التحدث معك
اخذته من يده ورفعت الهاتف الى اذني
_ اهلاً ابي
ليأتي صوته معاتباً
_ ليه ياجميلة !
_ ماذا !
_ اخبرني خالد بكل شيئ ، لماذا تتجاهلين نصائحه ، قريبك وزوجك وابن عمك ، خائف عليك ياجميلة ! لماذا لا تدركين ذالك
رفعت نظري الى خالد ، كان يبتسم بأنتصار
اشعل فتيل غضبي ، حاولت قدر الامكان ان لا اوضح ذالك
_ حسناً يا ابي ، لا تقلق بشأني ، سأسمع نصائح خالد وانفذ اوامره
_ انتبهي لنفسك ياجميلة
_ وانت ايضاً
اغلقت الهاتف واعطيته لخالد بصمت
لم انبس بكلمة واحده ، ربما هدوء ماقبل العاصفه
كنت غاضبه الى ابعد درجه ! اكره ان يتدخل احد في خصوصياتي ، اكره ذالك جداً
لا اريد ان يملي علي احد ما افعل
ولا اريد ان اكون مراقبة ولا يحق لخالد ان يختار الاشخاص في حياتي
لا يحق له ذالك ابداً
_ ابتعدي عن صالح ، من اجل والدك
تجاهلته ورحل ..
كتمت غيظي وابتلعت الشتائم بداخلي
لا اريد خوض نقاشات معه
كم كان خالد القديم رائع وهادئ ومتفهم
كيف غيرته الايام ليصبح بهذه الصوره !
تسائلت عن ما اذا كانت هذه حقيقته
او ان الايام غيرته بظروفها
خالد من بعيد اجمل ، ما اسوأه حين اقتربت منه !
وما اسوأه حين بدأ يخبرني على طاولة العشاء مهدداً
_ اذا رأيتك مع صالح سأخبر والدك
لماذا لا ينسى الموضوع وحسب ، لماذا يحاول استفزازي
لماذا يريد مني ان اشتمه وامزقه او اقلته ..
لماذا يصر على ذالك !
_ من هو صالح !
قالتها اخته متسائله ولم اجيب ولم يجيب خالد
كُنت احرك ملعقتي في صحني بهدوء
لا اريد ان افقد اعصابي
لا اريد ان اخلق مشكله مع خالد
خالد عدو سيئ ، سيئ الى ابعد حد
سيؤذيني بكلماته القاسيه
ولن انام هذه الليله ، وانا اريد النوم
_ لا اعرف ماذا يعجبك به ! شاب ابله وغبي وبلا شخصيه
قاطعته
_ ليس كذالك ! انت لا تعرفه
_ لا يهم ، ستبتعدين عنه
يريد ان يسمع مني الموافقه على طلبه
ليطمئن ..
كم مره اخبرني هذا اليوم ان ابتعد عنه
واصمت ويعيد ..
يريد مني الموافقه ولن يأخذها
_ لن ابتعد عنه
_ جميلة !! انتي فتاة مخطوبة الا تخجلين من تصرفاتك ! تتحدثين بالساعات مع رجل لا تعرفينه !
كان يراقبني ، بالفعل تحدثت مع صالح بالساعات دون ان اشعر بمضي الوقت
_ هل رباك والدك على ذالك !
وبلهجته الغاضبه القى كلمته التي اخرجتني عن طوري
_ لا اريد ان تكون زوجتي رخيصه !
_ رخيصه لاني تحدثت مع صالح !! ماذا عن اختك ..
التزمت الصمت حينما نظرو الي وتحدث خالد بحده واضحه
وكأنه ينتظر غلطتي من قبل ليصب غضبه الشديد علي بعذر هذه المره
_ اكملي !
استجمعت شجاعتي ، وجه الي صفعه يجب ان اردها ، لا ذنب لأخته ولكنه التصرف الصحيح ، واحده بواحده والبادي اظلم
_ كل يوم تتحدث مع شاب جديد ولا تحاسبها ، او انك اعمى عند تصرفات اختك بصير عند تصرفاتي !!
وقف غاضباً ، ووقفت ايضاً
اقترب مني وتحدث وهو يسحبني من معصم يدي اليه
_ احترمي نفسك ياجميلة ! لا تجبريني ان اتصرف تصرف لا يعجبك
حاولت ان اسحب يدي منه ولكنه احكم قبضته
_ مابي ازعلك !
صرخت في وجهه غاضبه
_ ابــعــد
ليغرس اظافره الحاده وسط جلدي كـ حيوان مفترس
غاضب لا يرى شيئ امامه
_ اختي تربت افضل تربية ، اتشككين في تربيتها ياجميلة !
المتني يدي ، فـ انهمرت دموعي
انزلت رأسي حتى لا يرى دموعي ، جاهدت طويلاً لاخفيها عنه ، لن يراها الان بهذه البساطه
افلت يدي وذهبت الى غرفتي ، القيت بثقلي على سريري
امسكت يدي وبكيت الماً ، بكيت غربة او
غربـــتين ..
غربتي عن وطني ، وغربتي التي شعرت بها بداخلي
حينما لم اتعرف على خالد
من هذا الذي لا يشبهه !
ليس الشخص الذي يحبه ابي ، ليس ابن عمي الذي اعرفه
ليس الشخص المرح البشوش
وليس خالد نفسه الذي اراد التكفير عن ذنب لم يرتكبه
هذا الشخص لا يشبه خالد ، لا يشبهه ابداً ..

انا لست جميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن