انا لست جميلة

انزاح العبئ الثقيل

اوشكت الشمس على الغروب
طوال هذا الوقت كنت افكر وحسب
انظر الى المرآه تاره واتأمل عيني التي تحيط بها كدمه بسبب ضربة والدي
وتارة اتأمل سمار بشرتي ، اتخيل لو اني املك بشره ابيض من بشرتي
كم سأكون جميله
كنت انظر الى نفسي بكره
كم انا بشعه ، بشعه الى اقصى درجه
لا اعلم من اين اتى هذا القبح
والدي جميل ، والدتي جميله
ربما اجدادي
وربما كُتب لي ان اكون بهذا الشكل
مضى الوقت بطيئاً جداً وهذا الحزن يغمرني
ولكنه مضى في نهاية المطاف
كُنت اغلق عيناي واتظاهر اني نائمه
اكذب على نفسي
اقدس النوم وقت حزني
ولكني لم استطع النوم حينها
قبل حلول الظلام ، دخلت والدتي
جلست الى جانبي واحتضنتني
انتظرت منها ان تبرر تصرف والدي ، تواسيني ، او تعتذر على مابدر
ولكنها تحدثت معاتبة
_ لماذا تفعلين هذا ياجميله ؟
التفت لها ، بأنفعال وغضب تحدثت بصوت عالي
_ اميي ، اكرره وجودييي بينكمم ، لا تحبوون الحقيقه ابداً واناا اكرره المجاامله
التزمت امي الصمت ، مندهشه من ابنه لا تعرفها ..
حملتها في رحمها اشهر ، اعتنت بها لأعوام ، وها هي الان تكبر لتتحدث مع والدتها بهذا الصوت المرتفع
_ تغيرتي ياجميله ، تغيرتي كثيراً !
خرجت والدتي وبقيت اتأمل حالتي
لماذا يحدث كل هذا
لماذا امي حساسه جداً ، كنت غاضبه فقط
ولم اقصد ان ارفع صوتي
تمددت على سريري وفي محاولات لعدم التفكير
بقيت اقلب في هاتفي
ابحث عن شيئ ما ينسيني مايحصل
ولكن لا فائده
تأنيب الضمير يقتلني ، وفي الوقت ذاته
كنت اشعر اني لم اخطأ ، وعائلتي دراما
"وتجعل من الحبه قبه " كما يقولون
بين كل مشاعري المختلطه وقفت
وذهبت الى غرفة والداي
طرقت الباب ودخلت
كان والدي يقرأ كتاباً ، بينما كانت امي جالسه تتحدث مع ابي
او بالاصح تتحدث مع نفسها
لم يكن ابي يصغي
توجهت الى والدتي ، جلست الى جانبها
احتضنتها
_ اسفه يا امي ، اسفه لانني تحدثت معك بطريقة سيئه
_ لا بأس ياجميله ، غيري من نفسك وحسب
_ امي انا تعبت ، اقسم اني تعبت
صمتت امي بينما امتدت يداها لتمسح على شعري بحنان
كم احب هذه الام العظيمه
كم احب حنانها
_ لن يحبك احد كما يحبك والدك ووالدتك ياجميله
قالها والدي وهو يضع كتابه ويخلع نظاراته الطبيه
التزمت الصمت واردف
_ نفعل هذا لمصلحتك ، ولو اذاك ذالك ..
_ ابي اعتذر عما قلت
_ لا بأس ، في المره القادمه احترمي ضيوفنا ، عيب ياجميله عيب !!
خجلت قليلاً من عتابه ولكني ارضيت ضميري على اي حال
خرجت من غرفتهم وانا اشعر ان القليل من الحمل الذي حملته انزاح
رأيت خالد وهو يجر حقائبه ، يهم بالخروج
بسبب كلماتي بالتأكيد
تحدثت بتردد
_ الى اين !
رفع رأسه ونظر الي
_ الى اي مكان
_ يمكنك البقاء ، لم اعني ماقلت ، كنت غاضبه وحسب
_ سأخرج على اي حال
اردف بهدوء
_ الا اذا كنتي تريدين مني البقاء !
_ لا يهمني ، اذا اردت البقاء ابقى
سحب حقائبه
كنت اراقبه وهو يتوجه الى الباب ، يجر حقيبته خلفه
تحدثت حينها بتردد كعادتي
_ ابقى
التفت الي واردفت بسرعه
_ اريدك ان تبقى
ذهبت بعدها الى غرفتي بسرعه
لم انتظر ردة فعله
في الحقيقه
لم اريد ان اعرف ردة فعله
اعتذرت من والدتي ومن والدي
وبررت لخالد موقفي
وانزاح العبئ الثقيل
الذي كنت احمله على كتفيي