انا لست جميلة

بعض الظن خيبه

عُدت الى الجامعة بعد غياب يومين
وعلى نفس الطاولة التي التقيت بها صالح لاول مره
جلست ..
وعلى نفس الكرسي جلس هو وبنفس اللطافه تحدث
_ لم اراك منذ يومين ، خشيت انه اصابك مكروه
_ لم يصبني شيئ ، كنت متعبه فحسب
كم كان صعب ان اخبره ان لا يتحدث الي
كم كان شيئ قاسي
لا اريد ان اكون فظة غليظة
لا اريد ان اخبره بذالك
قررت ان اتجاهل امر خالد واما بالنسبه لوالدي
سوف ابرر له لاحقاً ، سأشرح له كل شيئ
بقينا نتحدث ، حتى جاء خالد ، برفقته فتاه جديده
ابتسمت ساخره
جلس الى جانبي وجلست هي مقابلنا وتحدث خالد
متجاهلاً صالح
_ اعرفك جميلة ، هذه ياسمين حدثتها عنك وارادت ان تلتقي بك
صافحتها ، انتابني الفضول عن ماقال لها عني
ولكني التزمت الصمت بينما اردف خالد
_ لم تعرفيني على هذا الشاب
كان ينظر الى صالح ، يعرف اسمه وربما يعرف كل شي عنه
ولكنه يتغابى
ابتسمت
_ صالح ، صديقي الجديد
ابتسم صالح مجاملة ثم التفت الى ياسمين
_ رأيتك من قبل صحيح ؟
كنت اراقبهم ويراقبني خالد بينما اكمل صالح
يتحدث معها
_ كنت اريد التحدث معك من قبل ولكني ترددت ، خفت ان اكون ثقيلاً ومزعجاً
تحدث معها صالح كثيراً وكأني غير موجوده وكأن خالد ايضاً غير موجود
اطلق عليها لقب فانيليا ، كان لطيفاً مع الجميع ، مبتذلاً في كلمات المدح والثناء ، يمدح اي فتاة يراها وانا التي ظننت انه يعني مدحه لي حقاً
اختلفت نظرتي له حينها بينما ابتسم خالد برضى وكأنه يدرك مايدور بداخلي وهو يهمس
_ اخبرتك من قبل انه لم يعجبني !
اخذت نفساً عميقاً وبقيت جالسه ، صامته ..
التفتت الي صالح مبتسماً ثم تلاشت ابتسامته حين وقعت عينه على اثار اظافر خالد
عقد حاجبيه وبحركه لم يقصدها امسك يدي : ماهذه !
رفعت رأسي له بتوتر
كنت سأسحب يدي منه ولكن خالد كان اسرع
فدفع يده ووقف غاضباً
ووقفت ايضاً ، دفعه بقوه على الارض فسقط صالح مندهشاً
ثم وقف غاضباً ليهجم عليه ، يضربه بعنف ويقاوم خالد ضرباته ثم يردها اضعاف
وقف خالد بعد ان اجتمع الناس ليفرقوهم عن بعضهم وهو يمسح الدم بأصابع يديه وبغضب واضح
_ لا تقترب من خطيبتي
ليتحدث صالح غاضباً منفعلاً
_ من زينها خطيبتك السوداء !!
انفعل خالد من جديد ليهجم عليه بشراسه ولكن ايدي الامن منعته وهي تمسكه بأحكام
لاول مره ارى خالد بهذا الشكل ، خفت
وتألمت كثيراً من كلمة صالح
حكمت على ظاهره ، ظننت انه لبق في حديثه
رائع في اختياره لكلماته ولكن حقيقته ظهرت حين غضب
تعلمت درساً عظيماً
ان لا اظن مره اخرى ان هناك شاباً مثالياً وطيباً
وان لا اظن ان هناك من سيعجب بي
فأن بعض الظن اثم
وبعض الظن خيبه
وبعض الظن وجعاً والماً ..