في احد الايام التي كانت سبب في تغيير مجرى حياتي
اخبرتني والدتي على طاولة الغداء ، ان خالد سيبيت عندنا لعدة ايام
واخبرتني كثيراً ، ان احسن التعامل معه واترك طولة اللسان والوقاحه كما قالت
_ لماذا يبيت عندنا يا امي اليس لديه منزل !
قاطعني صوت والدي الحاد الذي لا اسمع حدته دائماً
_ توظف خالد للتو ، مكان عمله قريب من منزلنا وانا عرضت عليه ذالك
اردف والدي وهو يرفع احد حاجبيه
_ اتمنى ان لا يكون عندك اعتراض انسه جميله
_ لا يا ابي ، لا يوجد اعتراض
ولم يوجد اعتراض بالفعل ، بل يوجد اعتراضات
كان والدي وعمي اكثر من اخوه ، يعتبرني عمي انا واخوتي ابنائه وكذالك ابي يعتبر ابناء عمي ابنائه ، عائلتنا مترابطه جداً ، مترابطه بشكل كبير
يعرف ابناء عمي وعمتي ابناء خالي وخالتي
ويقدسون جداً ، الاجتماعات الاسبوعيه التي يطلقون عليها " لمة اهل "
بالنسبه لهم كانت لمة اهل
اما بالنسبه لي كانت " لمة وجع "
من الغريب اني اكره ذالك الى هذه الدرجه
الى درجة الوجع !
ولكنه منطقي للغايه ، واي شخص سيحل مكاني
سيكون مثلي ، وسيشعر بما اشعر
ويكره ما اكره
بالفعل وصل خالد خلال يومين فقط
شعرت ان منزلنا تحول الى دار رعايه
ابنة اختي التي تصغرني بعام واحد
والتي ستبيت عندنا ايضاً بسبب سفر والديها للترفيه عن نفسيهما
وخالد الذي تحبه امي جداً كما تحب اخي
تغير روتيني بشكل مفاجئ
اصبحت استيقظ مبكراً ، لاساعد امي في اعداد الفطور
فكيف يذهب خالد الى عمله جائعاً !
ساعدت والدتي وذهبت بخمول الى غرفتي ولكن صوت والدي اوقفني وهو يخبرني ان اجلس على نفس سفرتهم
اعترضت واخبرته اني سأفطر لاحقاً ولكنه اخبرني بحزم
_ سفرتنا وحده ياجميلة ! وخالد ولدنا ومالها داعي تصرفاتك هذي
جلست ارضاء لرغبة والدي
لم يكن ليصدقني ان اخبرته ان الامر لا يتعلق بخالد
ليست لدي شهيه لاكل وهذا كل مافي الامر
اريد النوم في هذا الصباح البارد
احتضان وسادتي ، وسط لحافي الدافئ
تحدث خالد بهدوء
_ سلمت يداك عمتي على هذا الفطور
_ ويدا جميلة ايضاً ، اعدت السلطه
ابتسم ابتسامه خافته وهو يتناول من صحن السلطه
_ ماشاءالله جميلة طباخه !
تحدثت والدتي بصدق ، تعامله كأنه احد اولادها
_ بالفعل طباخه ، ولكنها غاضبه جداً مع هذا الصباح ، لا تطبخ جميلة بحب بل تطبخ بغضب
_ يحق لي يا امي تحول منزلنا الى دار رعايه فجأه واصبحت خادمه عند ضيوفنا
تحدث والدي بصوت غاضب عالي
_ جميله
خفت كثيراً حينها من نبرة والدي
ادركت حجم خطأي ، لم يغضب مني والدي قط
ولكنه يغضب مني كثيراً هذه الفتره
كل هذا بسبب تصرفاتي الطائشه
اخذ خالد نفساً عميقاً
_ لا تقلقي انها مسألة وقت وسأرحل قريباً
_ عيب عليك ياخالد البيت بيتك
قالتها امي وهي ترمقني بنظرات حاده
تحدثت حينها بتبرير
_ لا اقصد خالد فحسب ، حتى مها ابنة اختي ، لماذا نتحمل مسؤليتها يا امي ؟ لماذا استيقظ كل صباح لأحضر لها فطورها ، والداها على قيد الحياه ، لماذا لا يأخذانها معهم !!
نفذ صبر والدي الحليم الصبور
وطفح كيل امي
اشعلت فتيلهم كلماتي الصادقه
كنت انتظر ان تصرخ امي في وجهي لتخبرني ان اصعد الى غرفتي
او يرمقني والدي بنظرات حاده
ولكن ماحدث لم اتوقعه ابداً
بدون سابق انذار شعرت بشيئ ما يضرب عيني
لم اعلم ماذا كان ولكنه المني للغايه
وضعت يدي على عيني بألم
بكيت بدهشه ! كانت ملعقة والدي
لأول مره اتأذى من ابي
وبسبب كلمات بسيطه كان يستطيع ان يتجاهلها
كنت ابكي بينما كان الصمت يخيم على المكان
والدي النادم على مافعل
امي الواقفه بحيره بين مافعل والدي وبين سوء كلامي تجاه خالد وابنة اختي
وخالد المشفق علي
_ لا بأس ياعمي ، ماقالت جميله صحيح ، لدي منزل ولا داعي لوجودي بينكم
كنت صامته ، احدى يدي تغطي عيني ، ويدي الثانيه تمسح دموعي
رحل والدي غاضباً نادماً وتبعته امي
بينما تحدثت ابنة اختي وهي تقف
_ لم اعلم انه يضايقك وجودي
ورحلت مندهشه مما بدر مني
وبقيت جالسه مكاني
شعرت اني خسرت مكانتي في قلب ابي
وفي قلب ابنة اختي التي كانت تحبني
_ اعتذر بالنيابه عن والدك
_ تغضبون من الحقيقه ، لم اقل اي شيئ خاطئ
_ اريني عينك
رفعت نظري له ، كنت اغطي عيني بيدي ، لم اريه ولم يصر ..
ولكنه تحدث بهدوء
_ سامحيني اذا كنت السبب
وقفت وذهبت الى غرفتي
نظرت الى المراه ، انزلت يدي وتأملت عيني التي اذاها والدي
والكدمه الواضحه التي افسدت جمالها
كان البكاء يؤلمني ، دموعي تحرقني
اود الاسترخاء فقط او التخلص من هذه العائله
تمددت على سريري
كنت اتأمل السقف وانتظر ان يعود النوم الذي ذهب بمجرد ان حدث كل هذا ..
أنت تقرأ
انا لست جميلة
Aléatoireلأنك انثى يجب عليك ان تتباهي بجمالك خلقك الله انثى لتكوني جميلة انتي مُلفته ومتميزة على اية حال انتي رائعة مهما اخبرك الجميع بعكس ذالك خلقك الله في احسن تقويم فـ ابقي جميلة كما انتي ولا تذبلي واما بالنسبة لي فـ انا انثى ولكني لست جميلة.