انا لست جميلة

لم انام تلك الليله

لم اكُن افضل روايات اجاثا كريستي على كل حال
اخبرت نورا مجاملة حينما كانت تحدثني عن تلك الروايات اني احبها واقرأها
لا احب الكذب ولكني اكذب بأستمرار ..
امسكت الكتاب بين يدي
شدني الفضول لتصفحه
عنوانه الذي يتوسط الصفحه " ثم لم يبقى احد "
ربما شدني الفضول
وربما شدني ان الكتاب من خالد
شدني اعجابي به والذي كُنت اعمل جاهده على اخفائه حتى على نفسي ..
كذبت كثيراً ، اخبرت نفسي اني اكرهه اكثر من كل شيئ
ادرك كم انا كاذبه
وادرك كم انا معجبه به
ولا ازال احاول انكار ذالك
لم اقرأ روايه بوليسيه من قبل
ومع ذالك انهيت تلك الروايه في اسبوعين فقط
وجدت ورقه اخر الكتاب
كتب فيها خالد رقمه مع كلمات بسيطه قال فيها " اذا احببتي الروايه اخبريني ، سأشاركك العديد من الروايات التي اعجبتني ، اما اذا لم تحبيها تجاهلي الامر واحرقي الكتاب والورقه "
لم اخبره ، لم احتفظ برقمه في هاتفي
وضعت الكتاب على الرف وبين باقي الكتب
تجاهلت الامر ولم احرق الكتاب ولا الورقه
وياليتني فعلت ..
مضت الايام سريعاً
وتخرجت ابنة عمتي من الثانويه
وكالعاده بسبب كرم والدي
سيدعو العائله الكريمه على طاولة عشاء
احتفالاً بتخرج ابنة عمتي
كُنت اتمنى ان يمر هذا اليوم بسلام
ولكن محال ، كيف يمر بسلام وانا املك اقارب كأقاربي
اصدق مقوله كنت اؤمن بها " الاقارب عقارب "
لا يؤذينا البعيدين ابداً
جميع مايؤذينا ويلحق بنا الضرر من القريبين
بينما كان الجميع يجلس على مائدة العشاء
كنت اجلس في الحديقه كعادتي
وحدي ..
بين يدي قهوتي الساخنه
على احد الكراسي المريحه
استنشق الهواء النقي
واستمتع بوحدتي
وبينما انغمس بتفكيري
تقترب مني اصوات احاديثهم وضحكهم رويداً رويداً
جلسو الى جانبي ، يتحدثون يضحكون ، يحاولون فتح مواضيع معي
وكنت ارد بكلمه او كلمتين والتزم الصمت
يكرهون صمتي واكره ثرثرتهم ، اكره مجاملتهم لي ويكرهون تجاهلي لهم
_ جميله
قالتها نورا وهي ترمي الي احد كتب اجاثا كريستي
_ خالد قالي اعطيك
امسكت الكتاب وسرعان ما اعدته اليها
_ لا احب الروايات البوليسيه اعيديه لخالد
وقفت لأعود الى غرفتي الهادئه ، كان يقف خلفي
ابتسم حينما رأيته وادركت وجوده
وقفت مكاني لوهله
كان ينظر الي وكنت انظر الى الارض
لم اتحرك ، ولم يبتعد عن طريقي
تحدث عندها ليقطع الصمت
_ احرقتي الكتاب ؟
_ لا
_ احببتيه
_ لم احبه ، لا احب شيئ
قلتها وتوجهت الى غرفتي
دخلت واغلقت الباب
القيت بثقلي على سريري المريح واغمضت عيني
تمنيت ان تدعني امي استرخي
ابتعد عن الضوضاء التي لا احبها
تنميت وسرعان ماطرق الباب
وكأنه يخبرني ان لا اتمنى ، لأن مايحدث سيكون عكس كل ما اتمناه
وقفت وفتحت الباب ، كانت امي بالفعل تقف خلفه
_ جميله ! اطلعي اجلسي معنا مابيهم يقولون بنتي متوحده
اعطيتها ظهري
_ امي ماشأني ، دعيهم يتحدثون كما يريدون ، لا شيئ سيرضيهم اساساً
_ هذا امر ياجميله
ذهبت امي وتنفست بعمق
وخرجت مرغمه كالعاده
جلست بينهم اتأمل الشجر والسماء والارض
ونسمات الهواء البارده
اسمع ولكني لا اصغي
انظر ولكن لا ارى
بينهم ولكن لست معهم
جاء صوت والدي حينها
_ جميلة ، وجهك شاحب ، اذا اردتي الذهاب الى النوم لا بأس اذهبي
_ نفسيه
همست احدا بنات عمتي
وازداد غضبي ، ازدادت رغبتي في الرحيل
لا اطيق الجلوس ابداً ، ولا اطيق السكوت عن ذالك
وقفت وقبل ان ارحل تحدثت امي
_ جميله اجلسي !
_ اذا غضبت جميله ستغضب الجميع ، دعيها تذهب الى النوم ، هذا افضل لها ولنا
قالها خالد وكأنه يعرفني منذ اعوام
يعرفني اكثر من الجميع
اذا غضبت اغضب من الجميع
اتحدث دون ان القي لكلماتي بالاً
انا متسرعه جداً
وتسرعي يؤذيني
جداً
بينما كنت متجهه الى غرفتي
اوقفني صوته
_ جميله
التفت له كان يحمل بين يديه الكتاب الذي اعطتني نورا من قبل
_ لماذا تهربين من كل شيئ ؟
_ لا اهرب
_ تتهربين !
_ لا شيئ من هذا القبيل ، انا متعبه واريد النوم هذا كل مافي الامر
اقترب مني ، امتدت يديه يعطيني ذالك الكتاب
ولكني تمسكت بموقفي
_ لا احب الروايات البوليسيه
_ ماذا تحبين ؟
_ ايهمك ذالك !
رفع كتفيه بحيره بدت على ملامحه
_ لا يهمني
عقد حاجبيه واردف
_ مجرد فضول
اخذت الكتاب من بين يديه
_ شكراً ، لا تحضر لي كتاباً مره اخرى
ابتسم
_ اتفقنا
ذهبت الى غرفتي وذهب الى حال سبيله
ولم انام تلك الليله
بقيت اقرأ ذاك الكتاب حتى كدت انهيه في تلك الليله لولا ان النعاس منعني من ذالك ..