الفصل السادس و العشرون

1K 135 234
                                    

مرحبا مرة أخرى

*

استمتعوا  

سكارلت :

قد نمتلك الكثير من العادات السيئة و لكن أسوؤها عندما تفقد قدرة التعبير عن ألمك ، عدم السماح لأي أحد و مهما كانت مكانته في حياتك بلمس ذلك الألم ، عندما يكون انكسارك ، ضعفك و دموعك عيب كبير مهما حاولت نفي و انكار ذلك .... عندما تصبح الوحدة و الصمت ألذ بكثير من أي طعام كنت تشتهيه في يوم و عندما تصبح البسمة على وجهك روتين يومي كاذب  

ما يغرق روح الكثيرين منا و نعجز عن قوله تأكدوا أنه مؤلم حد الموت مهما كان يبدو شيئا بسيطا بنظر الغير

فقط صدقوا ذلك الذي يقول " لا أدري كيف أتحدث عن ألمي ، لا أجد الكلمات المناسبة و تهرب مني جميع حروفي و كلماتي ، جميع جملي و نصوصي ، حتى صرت أعتقد أن قلبي خزنة آلام ضاعت مفاتيحها "

عندما قال أنه رآني بهذا المكان أبكي أنا عادت لي نفس المشاعر ، لوهلة فكرت بجنيني و أردت أن أكون أما جيدة له ، لوهلة كنت سأخبره عن وجوده و أدعوه لتحمل مسؤوليته معي و اذا رفض ....... و اذا رفض ربما أنا سأنسحب من حياته

و لكن وجدتني ضعيفة غير قادرة على الابتعاد ، لا زلت بحاجة لحضنه ، أريد أن أختبئ منه داخله هو و أفكر بنا ، بمستقبلنا و مستقبل علاقتنا ، أريد أن أحدد مصير جنيني بحضنه هو و بعدها أمضي في قراري كيفما كان ......

و بهمسه لي بحبيبتي أنا فقط خرجت كلماتي ضعيفة

" أنا أشعر أنني وحيدة "

عندها أبعدني عنه و حدق بعيني الباكية ، عاد يحتضن وجنتيّ المبللة و مسح دموعي من عليها

" حتى و أنا موجود معكِ ؟ "

" أنت لست لي وحدي ....... أكون سعيدة و أنا بحضنك و لكن ما إن أفتح عيني و أجدني وحيدة حتى يسيطر علي الحزن "

و لكنه عاد ليضمني بدون أن يجيب ، أعلم أنني من سعيت نحوه و خربت حياته ، ربما هذا جزائي ، الشعور بالألم في الظلال

وصل القطار ليتوقف و تشانيول استقام ليحمل أغراضه و أمسك بكفي ، كفه كانت دافئة جدا و أنا لا أستطيع تركها ترحل عني ولكنني أمام طريقين ، أحداهما يقف في آخره تشانيول و الآخر يقف في نهايته طفله فأيهما أختار ...... هل أخبره ؟ و لكنني خائفة من رد فعله ، خائفة من كرهه اذا ما عارض و اتهمني بمحاولة استغلال الوضع فهو قد قال منذ البداية كل شيء بوضوح 

بدأت رحلتنا و هو بعد أن أخذ آلة التصوير غير مقعده و جلس مقابلا لي ، كنت أسند رأسي على المقعد و أحدق بالمناظر و نصف تركيزي ضائع حتى سمعت صوت الآلة فالتفت له و هو كان يبتسم بينما يبعد الآلة عنه

صائد الكمال / اشباعُ هوسٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن