جزء ١

13.8K 91 3
                                    

أسيرة الماضى
أميرةٌ أنا فى عالمــى
عاشقةٌ أنا فى أوهامــى
حالمةٌ أنا فى أحلامــى
أسيرةٌ أنا فى ماضــى
حزينةٌ أنا فى واقعـــى
ظننته حبيبـــى
و ما هو بحبيبـــى
سلّمتُ له زِمام أمــرى
خَضِع لِحُبّه قلبـــى
و لكنه خاب ظنـــى
و طعن قلبـــى
و هدم حُلمـــى
و تركنى وحـــدى
أنعى خيبةُ أملـــى
فأذهب أيها الجارِحُ عنّـــى
إذهب و لن ترى يوماً وجهـــى
فها أنا أندمُ على حُبى و عِشقـــى
و لكن هل سيُداوى هذا الندمُ جُرح قلبــــى
ظننت أننى سأعيش حاضــــرى
و أنعم بمستقبلــــى
و لكن يا أسفاهُ على نفســـى
فأنا لا أعلم إلى متى سأظلُ أسيرةُ الماضـــى

                                « بداية القصة »

تسللت الأشعة الذهبية لتسقط على نافذة إحدى المنازل البسيطة....التى تقبع فى محافظة من محافظات الوجه البحرى لمصِرنا الحبيبة....محافظة يغلُب على سُكانها الطابع الريفى...نُلقى بنظرنا إلى إحدى أروقة تلك المحافظة....لنتطلع إلى منطقة مُكتظة بالسكان من الطبقة التى لا نستطيع أن نصفها بالطبقة المتوسطة....بل هى أقل من ذلك.....حتى و إن كان ليس بالكثير....فمنازلهم التى تلتحم مع بعضها البعض....و المُتلاصقة بشكل عشوائى فنجد انه من الصعب ان نفصل بين جدار و آخر....فالبعض إلى حد ما متماسك....و البعض الآخر على وشك الإنهيار....و لكن عندما تنظر فى وجوه سُكانها تجد منهم من يرتسم على وجهه علامات الرضا بما قسمه له الله.....و منهم من يعترض على معيشته و يرى أنه يستحق أفضل من ذلك بمراحل....محاولين منهم الوصول إلى مراحل التقدم و الرقى و مواكبة التحضر و تقليدهم لما يطلقون عليها " المدينة ".....ليرتقوا بمستواهم إلى ان يصبحوا كسكان العاصمة الكُبرى....القاهـــــرة

إستيقظت ناهد....و نهضت من فراشها....بحركات بطيئة....مُتجهة إلى إحدى غرف المنزل....كانت أنيقة و بسيطة للغاية....يوجد بها فراش متوسط الحجم يوضع فى منتصف الغرفة....و مكتب أنيق يوجد فوقه العديد من الكتب الموضوعة بإهمال....و كذلك مكتبة تحتوى على عدد لا بأس به من الكتب الثقافية....و بعض الزخارف التى تجذب الأنظار إليها....و خزانة للملابس مُلصق عليها بعض الصور لفتى و فتاة

توجهت ناهد إلى الفراش...لتمُد بيدها تلتقط الكتاب المُلقى على وجهه على إحدى الصفحات...لتنظر إلى الغلاف...و تقرأ العنوان....قائلة :
- تانى دعاء الكروان....ده أنا خلاص قربت أسمعها تحريرى و شفوى كمان
ثم تضعه على المكتب....و تمُد يدها مرة أخرى برفق لتوقظ الفتاة النائمة....قائلة :
- نور...نور...قومى يلا الساعة بقت 9...يلا عشان عايزاكى تروحى تجيبى حاجات من السوق
تململت نور فى فراشها...تتقلب على الجانب الآخر...قائلة بصوت ناعس :
- ماشى يا ماما....ساعة كده بس كمان
نهرتها ناهد...و هى توقظها برفق مرة أخرى...قائلة :
- لاء يلا...عشان تلحقى أم عبير قبل ما تخلص القشطة من عندها
تململت نور فى فراشها مرة أخرى....و نهضت من الفراش ممتعضة...لتنظر إلى ناهد....قائلة :
- أنا و الله كنت سهرانة و خلاص مش قادرة خالص...مرعوبة من النتيجة أصلاً...ربنا يستر بقى
أجابتها ناهد و هى تنصرف من الغرفة....قائلة :
- طيب يلا إلبسى....و تعالى إكتبى الحاجات اللى هقولك عليها
تمطعت نور مُتكاسلة....و هى تقول :
- أمرى لله....مضطرة بس لحد لما النتيجة تتطلع....و للأسف المضطر يركب المترو

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن