جزء ٢٨

574 13 0
                                    

اسيرة_الماضي (الحلقة الثلاثون)

إنتهت حياتها إلى هذا الحد.....كما ظنّت هى....و ماذا سيحدث أسوأ مما حدث....إقتحمت عالماً رغماً عنها....ليس شبيهاً لعالمها النقى....و لا أحداً سيُنجيها من مصيرها المحتوم

غادر علاء الـعـقـار الذى تقطُن به نور....دافعاً إياها أمامه بكل قسوة....أمام مرآى الجميع....تسير أمامه بلا روح....وجهها يكسو دمائها....شاحباً لا حياة فيه....قلباً مُنكسراً....ضعيفاً....لا تستطيع الشعور بأى شئٍ حولها....حتى حركة السير التى تقوم....باتت لها و كأنها مُسيّرة لفعلها دون إرادتها....ساقيها يسيران دون إرادة عقلها....فكل شئ تمرد على على الآخر....و لكن ظلّ شيئاً واحداً لم يتمرد و لم يملك شيئاً ليفعله....بل كان فى أضعف أضعف حالته....كان قلبهــــا

حانت من أمجد إلتفاتة.....و هو يدور ذهاباً و إياباً....لا يدرى ماذا يفعل كى يُنجيها مما هى فيه....ليجد علاء يدفعها أمامه بكل قسوة....لا يوجد بقلبه ذرة مروئه....لا يوجد بقلبه ذرة من العطف و الحنان....إن لم تكن لقرابتها له....و لكن لكونها فتاة يجب مُعاملتها بالرفق و اللين

تهجّم وجهه للحظات و هو يراها أمامه لا حياة فيها....ثم ما لبث أن تطاير الشرر من مُقلتاه....عندما إصطدمت نظراته بنظرات علاء المُتشفّية....ليتجه سريعاً نحوه....و لكن إعترضه أحمد....قائلاً بحدة :
- رايح فين....كفاية بقى يا أمجد....مش هتقدر تعملها حاجة
حاول أمجد إبعاد أحمد من طريقه....صائحاً بغضب :
- اوعى يا أحمد....انت مش شايف ايه اللى بيحصل....شايف بيعاملها ازاى
ليُجيبه أحد جيراته الواقفين جواره....قائلاً بحزن :
- بس دول فى الأول و فى الآخر أهلها....و لو دخلت معاهم مش هينوبك غير البهدلة....و انت عارف العيلة دى كويس اوى

رمقه أمجد بنظرة نارية....و رفع رأسه ينظر للجميع....الذين لا يفعلون شئ سوى الهمّهمة....حتى و إن كان منهم من كان رافضاً لذلك الوضع....و لكنه إلتزم الصمت....خوفاً من بطش تلك العائلة....و الإصطدام معهم فى مشاكل هم فى غنى عنها

شعر أمجد تغلى فى عروقه....حتى شعر بفورانها داخل أوردته....ليصرخ بهم قائلاً :
- هتسيبوها كده....مفيش فيكوا راجل يحميها....مفيش حد قادر يتكلم و يقولوهم مينفعش اللى انتوا بتعملوه ده....مش دى اللى أمها ليها فضل على كل واحد فيكوا....مش دى اللى اتربت بينكوا....و انا اللى مربيها....خلاص كلكوا قافلين بقوكوا و خايفين على نفسكوا....دى لو غريبة فى الشارع هتقفوا جنبها....انتوا رجالة انتوا.....انتوا رجالة

ظل يصرخ بجملته الأخيرة....ليقف علاء و يجذب نور إلى جواره بعنف....ينظر لأمجد الذى بدا له كحيوان يُصارع بأنفاسه الأخيرة...مُحاولاً الفكاك من قبضة مُفترسيه....ليوجه حديثه إلى أحدهم.....ضاحكاً :
- هههههههه....بقولك يا عم فاروق....انا عازمك يوم الجمعة على كتب كتابى على نور
هتف بجملته الأخيرة....و هو يُحيطها بذراعه....و رفع رأسه ينظر للجميع و يُكمل :
- و كلكوا معزومين يا....
صمت لحظة و أكمل و هو ينظر لأمجد....و ثغره ينفرج على مصرعيه بإبتسامة شامته....قائلاً :
- يا رجالة

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن