جزء ٤

1.7K 32 1
                                    

اسيرة_الماضي
(الحلقة الخامسة)

تنهد بقوة فقد شعر بغيابها....فقرر الصعود إليها هو....و ما ان خطى خطوته إلى داخل بنايتها....ليستمع إلى أصواتاً مميزة يأتيه واضحاً للغاية....ليتسلل بعض الشعور بالضيق....و لكنه كان مميزاً تلك المرة....فصعد الدرج سريعاً بخطوات واسعة....لتصطدم عيناه بما يراه أمامه....مما جعله يعقد حاجبيه بقوة....و يشعر بقوة أنفاسه الحارة الغاضبة....و صدره الذى يعلو و يهبط بقوة....شخصاً مثله كان سيصدر منه رد فعل قوى....و لكنه لم يجد لديه القدرة على فعل شئ....سوى ان نطق لسانه بإسمها....نــــــــــــور

كان وليد يُلقى على مسامعها ما يحدث له فى الجامعة....و ما يفعله مع أصدقائه هناك دوماً....يتحدث تارة....و يُمازحها تارة....كانت السعادة تشق طيات قلبه بقوة....قبل شفتيه....كان لا يُصدق انها تقف أمامه...و يتحدث معه....بل و تتجاذب معه أطراف الحديث....ود لو طال بقائهم على ذلك المنوال....لا تُفارقه أبداً

أما نور فقد أستطاع وليد أن يجذب انتباهها بحديثه.....لكم كانت مُتشوقه لأن ترى هذا العالم....الذى لا قيد له....تفعل هناك ما يحلو لك....تتنزه و لا تتقيد بشئ....تتحدث مع هذا و ذاك....حتى و ان اختلف الجنس بينهم...فلا هناك فارق بين ولد و بنت....كانت تريد ان تتحرر من زيها المدرسى....الذى طالما أوثقها و قيّدها....كانت تريد أن ترتدى ما يحلو لها....كانت ترى هذا العالم من خلال ما تُشاهده فى هذا المدعو التلفاز....و كانت ترسم أحلامها الوردية بهذا العالم....و الذى أكده لها حديث وليد....تناست تماماً ان ليس كل من يلحق بالجامعة على هذا المنوال....فيوجد منهم من يتوجه إلى هذا الصرح لكى يلتقى العلم و ينال مستوى عالٍ من الثقافة و العلم....مُكرساً كل حياته و جهده فى ذلك....و منهم من يذهب إلى هناك كى يُرضى غرائزه فى التحدث إلى تلك أو التحدث إلى هذا

تناست نور تماماً أمجد الذى ينتظرها بالأسفل....و طال إنتظاره....بل هذا ما أراده وليد تماماً و عمل جاهداً على ذلك....لم تنتبه إلى على صوت أمجد الغاضب....فانتفضت ذعراً من مكانها....لتلتفت إلى مصدر الصوت....و تتلاقى عيناها بعينا أمجد التى تشع غضباً

نظر أمجد لإثنتيهم....كانت الصدمة التى تلاقاها من نور أقوى بملايين المرات من أى شئ آخر....ظل نظره مُعلقاً بها....فكم كانت تكره وليد و الآن يراها و هى تستجيب لحديث....بل و تُمازحه....كم كانت تعلم جيداً بمدى نفور أمجد منه....و لكنها و لأول مرة لم تكن حريصة على إطاعة تعليماته و تنبيهاته...مثلما تفعل دوماً و بدون أن تُناقشه الأمر....فمن الممكن أن نُسمى تلك المرحلة بأنه حان وقت العناد

نظر أمجد إلى عينى وليد....كانت نظراته تُرسل تهديدات و توعيدات إلى عينى وليد....التى فهمها وليد جيداً....فالاثنان خصمان لحب تلك الفتاة التى تقف بينهما

حاول أمجد ألا يُعطى الفرصة لوليد بأن ييرى نظرات السعادة و الظفر فى عيناه....فابتسم ابتسامة مُصطنعة....موجهاً حديثه إلى نور....قائلاً :
- ايه يا نور....لقيتك إتأخرتى فقولت اطلع أنا....و كمان كنت عايز خالتى فى حاجة
ظهر الارتباك على وجه نور...فتحدثت بنبرات مُضطربة....قائلة :
- أنا أسفة....أصل....أصل وليد كان بيباركلى على النتيجة
نظر أمجد إلى وليد نظرة اللامبالاة....قائلاً بنبرة ساخرة :
- إيه ده و الله....شكراً يا وليد على اهتمامك....عقبالك انت كمان بنفرح بتخرجك بقى...طولت أوى على فكرة
شعر وليد بالغضب يفتك به...و لكنه رسم على ثغره بسمة ساخرة....مُتحدثاً بنفس لهجة أمجد....قائلاً :
- لاء متقلقش كله بمزاجى....أنا لو عايز أتخرج....هتخرج من بكرة
ثم نظر لأمجد نظرات ذات مغزى....مُكملاً حديثه :
- يعنى لو عايز حاجة....هاخدها بس بمزاجى

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن