جزء ٣٥

811 17 1
                                    

اسيرة_الماضي (الحلقة الثامنة والثلاثون)

تجوّل شريف ببصره فى أرجاء الصرح الجامعى....لتتسع إبتسامته....قائلاً :
- ياااااااااااااااااااااااه....بقالى كتير أوى مجتش هنا...بجد كانت أحلى أيام فى حياتى
إببتسمت نور بدورها....قائلة :
- انا كمان كنت مبسوطة اوى فى الجامعة بتاعتى

ثم جفلت و هى تتذكر منذ أن وطئت بقدميها ذلك الصرح....كم كانت مبهورة بذلك العالم....كم أرادت أن تتحرر من عالم الطفولة الذى يُحيط بها....و لكنها أدركت لاحقاً أنها كانت مُخطئة

أفاقها شريف من شرودها....قائلاً :
- بصى يا حبيبتى....انا هروح شئون الطلبة هسأل على حاجة صغيرة....و هرجعلك على طول....خليكى واقفة هنا لحد لما أرجع

أنهى شريف حديثه سريعاً....و تركها هى خلفه....آلاف الأفكار و المشاعر تقذفها هنا و هناك....لا تدرى لمِا تلك البسمة التى طغت على ثغرها....و ذلك الحنين الذى راودها بفُراقه الذى لم يتجاوز الثوانى المعدودة....أهذا ما يُسمّى بالحب الحقيقى....أيُعقل أن أكون أحبتته....و لمِا لا....و لكن هناك شيئاً آخر بداخلى....إن كان هذا هو الحب....فماذا كان شعورى تجاه سامح....أشعر أن هناك فرقاً كبيراً....بل لا يُكمن أن أُقارن بينهم....أشعر بقلبى يقفز طرباً و سعادة و بهجة....عندماتُلامس حروفه شفتاى....شريف....و لكن هناك شيئاً آخر....لا أعرف هويته....و لكن شعوراً غريباً يقف حائل بينى و بينه....يا لسخافتى لقد أدركته الآن....كيف لى أن أتمنى أن أُحِب و أنا هكذا....كيف لى أن أُحب كأى فتاة....و لكننى لستُ بفتاة....كيف لى أن أظلم قلبه بالرغم من كل ما فعله لى منذ أن قابلنى....لا أيها القلب....لا تتسرع...فأنت منبوذ لا يحِق لك الحب مُطلقاً....فالطعنة التى تستقر بك....لن تمحو مُطلقاً....ااااااااااااااااااااااه....لماذا هذا الألم....لماذا تلك الجراح....ألم يتسنّى لى أن أسعد يوماً....ألم يتسنّى لى أن أُحب قلباً يكون مِلكاً لى....ألم يتسنّى لى أن أنعم بالإستقرار و الحياة الهادئة....أم سأظِلُّ هكذا أمد دهرى...أسيرةُ الماضى

ماضى يُلاحقنى أينما ذهبت....ماضى لا أستطيع التحرُّر منه....بل سيظلّ يجذبنى للعيش فى كنِفه....ماضى لا يُريد أن يترُكنى أُحقق أشلاء أحلامى...أُعقل أن أظلّ هكذا....أُريد أن أنال حظاً من إسمى...أُريد أن تُنير حياتى القادمة....فهل بات هذا مُستحيلاً

فى ظل شرودها الحزينة....أسبلت جفنيها علّها تُزيح الألم الذى على وشك الفتك بقلبها الصغير....لتتساقط قطرات صغيرة....تُسقى وجنتاها بصمت....لتستمع إلى حروف إسمها تنطلق من بين شفتى أحدهما....لتُكفك عبراتها سريعاً....ثم إلتفتت على الفور دون أن تتمكن من تمييز نبرة الصوت

إلتفتت تنظر إلى الشخص القادم تجاهها....لتجحظ مُقلتاها حتى يظُن الناظر إليها بأنها خرجت من محجريهما بالفعل

أنفاس مُتقطعة....ألم بصدرها....قلب دمائه تتناثر هنا و هناك....لولا ثباتها لفقدت وعيها فى التو و اللحظة...لتجد لسان حالها يهتف بإسمه دون وعى منها...قائلاً :
- سامح

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن