اسيرة_الماضي (الحلقة الرابعة والعشرون)
أجواء من البهجة و السرور....سادت المنطقة و خاصة ذلك الجزء الذى يقبع بها منزل إيمان
الهرج و المرج...الأطفال الذين يركضون هنا و هناك....بثيابهم المُلونة التى تُناسب مثل تلك المُناسبات....التى يذهبون إليها من الحين إلى الآخر
أفرع المصابيح المُلونة المُعلقة....و التى يتشارك بها الجميع....و يتسابقون ليحصل كل فرد منهم على شرف تزيين تلك المصابيح على شرفته
وقف شريف و حسن أسفل منزل إيمان....كلاً منهم ينظر إلى ساعة يده....ثم ينظرون إلى بعضهم البعض
وقف حسن بجوار شريف....ليفرك الأخير كفيه ببعضهما البعض....قائلاً :
- انا مش عارف بس ايه اللى آخره كده....ده قالى خمس دقايق و هكون وراك
وضع حسن كفيه بجيب سرواله....مازحاً :
- ايه يكون فكر و قرر على آخر لحظة....انه مايضحيش بعمره فى الجواز
رمقه شريف بنظرة نارية....فرفع حسن بكفه أمام وجه شريف مُعتذراً :
- خلاص يا عم....متبرقليش كده....طيب إتصل بيه شوفه فين
بالفعل قام شريف بإخراج هاتفه.....و حرك أنامله بخفة على لوحة مفاتيحه....ثم وضعه على أذنه....ينتظر إجابة أحدهم عليه
ماهى إلا لحظات من الوقت....ليستمع إلى صوت مُعاذ...مُرحباً :
- السلام عليكم و رحمة الله
أجابه شريف مُتعجباً :
- و عليكم السلام....ايه يا مُعاذ....انت فين
أجابه مُعاذ بهدوء :
- ربعاية يا شريف بس و أكون عندك....انا بس بصلح الجزمة بتاعتى
بدت إمارات الدهشة على وجه شريف...لينتبه حسن له....فسأله الأخير....قائلاً :
- بيقولك ايه يا شريف....قوله المأذون على وصول
لم يستطع شريف أن يُجيب على حسن...لينتزع الأخير الهاتف من يده....مُهاتفاً مُعاذ....قائلاً :
- ها يا مُعاذ....إتأخرت ليه يا بنى....المأذون خلاص على وصول
أجابه مُعاذ....و لم يتخلى عن نبراته الهادئة....قائلاً :
- ايوة يا حسن....يا بنى ثوانى و جاى....انا بس بصلح الجزمة عند الراجل....آجى حافى يعنى
ضحك حسن قائلاً :
- ههههههههه....لا يا حبيبى....تيجى حافى العروسة تقول عليك ايه
رد مُعاذ.....قائلاً :
- ماشى يا خفيف الظل....خلاص الراجل خلص أهو....دقاسق و هكون عندك....اوعى تخلص الأكل يا حسن....انا عارفك
ضحك حسن مُجدداً....قائلاً :
- هههههههههه....يا عم انت فى ايه و لا فى ايه...متقلقش مش هتحتاج الأكل فى حاجة....لازم تبقى العروسة شايفاك....راجل الأحلام اللى بينقنق فى الأكل....و مش هتتعبها فى عمايل الملوخية
انفجر مُعاذ ضاحكاً :
- هههههههههه....يا بنى بطل رغى بقى....خلينى أخلص و آجى بقى....على رأى أبيهك محمد أفندى عبد الوهاب....انت ملكش فى عشق القلوب....ليك بس فى عشق الجسد الفانى....يلا أقفل بقى....سلام عليكم
أغلق حسن الهاتف...و نظر إلى شريف الذى ما زالت إمارات الدهشة....مُلازمة قسمات وجهه
هز شريف رأسه....مُستسلماً لذلك القدر الذى جمعه بإثنتيهم....شعر حسن بمقصده....فضحك قائلاً :
- ربنا يصبرك على ما ابتلاك يا بنى
رفع شريف كتفيه إلى أعلى....قائلاً :
- و الله بجد انتوا الاتنين ملكوش حل....انا مش عارف انا عقلى كان فين و انا بصاحبكم
أحاط حسن كتف شريف....مازحاً :
- عشان إحنا ولاد حلال طبعاً....استنى لما أقولك نكتة حلوة....على ما الواد مُعاذ ييجى...بيقولك يا سيدى....اينشتاين مسافر فى طيـارة قعد جنبه واحد مصري....فإينشتاين قال للمصري...هسألك سؤال لو معرفتش تجاوب عليه تديني 5 دولار....وانت تسألني سؤال ولو أنا معرفتش أجاوب عليه هديك 500 دولار....انت بقى عارف المصريين عارفين كل حاجة....فالمصري وافق على طول....المهم عمّك اينشتاين قاله....ايه سر الجاذبيه الأرضيه.....المصرى قعد يفكر شوية معرفش....المهم طلع ال 5 دولار وادها لإينشتاين....طبعاً اينشتاين إنبسط و اتكيف اوى....فالمصري بقى حب يصلح غلطته...راح قايل لإينشتاين ايه الشئ اللي بيطلع الجبل بـ 3 رجول وينزل برجل واحده....اينشتاين قعد يفكر معرفش راح ادى المصري الـ 500 دولار....المصرى فرح اوى....و قعد ساكت....فإينشتاين عايز يعرف الحل....فراح سأل المصرى و قاله ايه بقا الشئ ده.....فراح المصري طلع 5 دولار وادهاله
إنفجر شريف ضاحكاً....ليصل مُعاذ فى تلك اللحظة....مُبتسماً قائلاً :
- طيب ما تضحكونى معاكوا
أجابه حسن قائلاً :
- بالنسبالك انت....انا محضرلك حتة مفاجأة بس بعد ما تدبس
إزدادت ضحكات شريف....ليعقد مُعاذ ما بين حاجبيه....قائلاً :
- اوعى تكونوا كتبتوا الكتاب من غيرى
فتح حسن ذراعيه على مصرعيهم....قائلاً :
- يا مرحبا يا مرحبا....العريس الغايب....عارف لو كنت إتأخرت شوية كمان....كنت هكتبت الكتاب انا
وضع مُعاذ كفه فى جيب سرواله....و إمارات الغضب بادية على وجهه....ليتراجه حسن خطوتين إلى الخلف....قائلاً :
- ايه....هتعمل ايه....اوعى تكون هتضرب....خليه فشنك الله يخليك....عشان الحقيقى بيعور
ضحك مُعاذ....و هو يُخرج عصا صغيرة من جيب سرواله...قائلاً :
- ههههههههه....و البالنسبة للفشنك مش هيعور برضه....ههههههههههههه
أجابه حسن بهدوء...قائلاً :
- بيعور يعنى نص نص....و بعدين أهو ....
قاطعه شريف....و هو ينظر إليهم مُتعجباً.....قائلاً :
- انتوا هتفضلوا كده....و الناس جوه....متخلصونا خلونا يلا
