جزء ٢٩

603 19 0
                                    

اسيرة_الماضي (الحلقة الحادية والثلاثون)

إنهت نور إختباراتها....إنتهى مُتنفسّها الوحيد....بالرغم من الحظر الذى فُرض عليها مُؤخراً....و لكنه كان يحمل لها ببعض الهواء النقى.....لا تدرى ماذا دونت بورقتها....ماذا أجابت على تلك الأسئلة التى كانت إستذكرتها منذ بداية العام الدراسى....تذكرت أمجد عندما كان يحثّها على الإستذكار دوماً....حتى تحصل على أعلى التقديرات

كانت تجلس بحجرتها....تشعر بالألم يدب فى أوصالها....بعد أن أنهت كافة أعمالها المنزلية التى تقوم بها كل يوم دون رحمة....فعندما تظُنّ أنها إنتهت من كل شئ....تجد من يُصيح بها....و يتهمها بالإهمال و عدم النظافة....و لا ينسى المتحدث إلقاء وابلاً من السُباب لها و لوالدتها....كان كل ما يشغل تفكيرها....و ما ذنب المُتوفّى إذنً....و كالعادة لا من مُجيب

ألقت بجسدها المُنهك على فراشها بإهمال....لا تدرى كم من الوقت الذى إستغرقته لتغط فى سبُاتٍ عميق....و لكن كل ما كانت تشعر به بأنها مُحاطة بأسياج عالية....لا تدرى من أين المخرج....ظلّت تتلفت حولها و الأسياج تتحول أمامها لأشباح....تُحاول الوصول لجسدها....لتنال منها ما شائت....ظلّت تركض هنا و هناك و هى تبحث عن المخرج....لتُفاجأ بنورٍ ساطع و شخصاً يخرج منه و كأنه فارس الروايات....يمتطى جواده الأبيض و ينظر لها مُبتسماً....مُمدداً بكفه أمامها....لتركض هى نحوه و هى تشعر بأنه مُنقذها....و إذ فجأةً تلتف الأسياج حول رسغها و كاحلها....لتحول بينها و بين فارسها المغوار....و تُحيط بخصرها حتى كادت أن تُمزقها لنصفين....و يُصيبها الهلع و هى ترى بقعة كبيرة من الدماء أمامها....و يظهر شبح وائل خلف ذلك الفارس....يبتسم لها فتتساقط عبراتها كما لم تبكى من قبل....يُرسل لها قُبلاته فى الهواء...و بيده سكيناً يلمع نصله بقوة....فتجحظ مُقلتاها خارج محجريهما....و هى ترى وائل يقترب بسرعة من الفارس....لتنتهى خطواته خلفه مُباشرةً

أرادت أن تصرخ به....تُحذره بإقتراب خائنه و لكنه لم ينتبه....و ظل على وضعه ينتظر أرادتها القوية فى التحرُر من أسرها....و فى اللحظة التى نزعت عنها قيودها....فوجئت بشبحاً آخر.....أكثر دموية من سابقه....كان علاء و الذى كان يحمل فستاناً لم ترى له مثيل....و لكن أفزعها حُمرته القوية....و تلك النِصال التى تتشبث بكل مكانٍ فيه....حتى أنها لوّح إليها تلك النِصال و تحُثّها على الإقتراب منها

أعادت ببصرها تنظر لإبتسامة الفارس....و كأنها تستمد منها قوتها....فخطت خطواتها إليه....و بمجرد أن رفعت كفها لتُلامس بأناملها أنامله....أحاطها علاء و فى لمح البصر إرتدت فستانه الذى تركت أنصاله أثار إعتدائها الموحش على جسدها....و مزقته إرباً و و تناثرت دمائُها هنا و هناك

بينما إقترب وائل منه....على حين غفلةٍ من الفارس....و غرس سكينه بقلب مُنقذها....فتنفجر دمائه و ليتحول كل شئ أمامها اللون الأحمر....و تتلاشى صورة فارسها ببطء....و تظل إبتسامته مبعث النور الذى تلاشى أمامها فجأةً

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن