جزء ٣٧

3.3K 44 4
                                    

اسيرة_الماضي (الحلقة الأربعون والأخيرة)

- انت فين يا سامح....انا دورت عليك مش لاقيك
هتف بدر بتلك العبارة....و هو يستمع عبر الهافت.....إلى موسيقى صاخبة تكاد تصُم آذانه....ليُكمل :
- ايه الدوشة دى....انت فين
أجابه سامح و هو يضحك....قائلاً :
- ههههههه....انا فى المكان بتاعنا....تعالى تعالى....ده فى أصناف جديدة....تعالى ألحقها قبل ما تخلص
أنهى بدر المُحادثة.....ثم نظر إلى شاشة هاتفه.....و هو يزم شفتيه....مُتعجباً من أسلوب سامح....ليزم بدر شفتيه....مُتمتماً :
- الواد ده عنده شعره ساعة تروح و مبترجعش

خطى بدر بخطواته فى ذلك المكان الذى إعتاد هو و صديقه على السهر به....ليجد سامح تلتصق به إحدى الفتيات لم يراها من قبل....وسط ضحكاتها و هى تتمايل بجسدها بدلال

إقترب بدر منهم....و صافح صديقه و نظراته مُصوبة تجاه تلك الفتاة....و هى تنظر له مُبتسمة....ليجلس فى المقعد المُقابل لها....قائلاً :
- مسا التماسى على الورد و القمر
أجابته الفتاة بدلال :
- ياى انت بلدى اوى
إتسعت إبتسامة بدر قائلاً :
- أموت انا فى الجاتوه
ضحك سامح قائلاً :
- هههههههه......ايه يا بنى انت....شايفنى هوا قدامك و لا ايه
ثم نظر إلى فتاته قائلاص :
- قومى يا قمر هاتيله حاجة يشربها
نهضت الفتاة تتمايل بخطواتها.....تاركة خلفها بدر و سامح يلتهمان جسدها الممشوق بنظراتهم...حتى إبتعدت عن أنظارهم....ليلتفت بدر إلى سامح قائلاً :
- ايه يا بنى....انت مش كنت بتقول هتروح تخلص ورق لأختك

هز سامح برأسه....و هو يسكب محتويات كوبه فى جوفه دُفعة واحدة....لينظر له بدر بنظرات ذات مغزى....قائلاً :
- ايه مالك....شكلك مش طبيعى
ضحك سامح قائلاً :
- هههههه.....اصل انا شوفت نور هناك
جحظت مُقلتا بدر خارج محجريهما....لينظر له سامح....و ينفجر فى نوبة ضحك عالية.....قائلاً :
- هههههههههه.....هههههههههه....أهو انا عملت زيك كده بالظبط....لقيتها هناك و يظهر كده اتنقلت هناك بعد جوازها
حدّق بدر بوجه صديقه....و هو يُتمتم :
- هى إتجوزت
أومأ سامح برأسه....و هو يُحرّك الكوب الفارغ بين أنامله....قائلاً :
- ايوة....و جوزها كان معاها فى الجامعة....شوفتها و هى بتمسك إيده....و بيضحكوا سوا
شعر بدر بالحزن لصديقه....فنهض ليجلس جواره مُربتاً على كتفه....قائلاً :
- متزعلش يا صاحبى....بكرة تنس...
قاطعه سامح و هو يُفرغ ذلك السائل من جديد فى كوبه.....ربما تكون تلك المرة التى لم يحسب عددها....قائلاً :
- هى اللى كتبت النهاية....بس كانت قاسية اوى

لينهض سامح على الفور.....حاملاً الكوب بين كفيه....يصطدم بتلك الطاولة تارة....و بالأخرى تارة....وسط ضحكاته العالية....يجذب إحداهنّ إليه....لتتلاحم أنفاسه بأنفاسها....و هم يتراقصون على أصوات الموسيقى المُنبعثة.....كل ذلك يحدث أمام مرآى صديقه....الذى يشعر بأن حبه لنور كان حقاً صادقا

إنتهت نور من عملها المُكلّف لها....من تزيين الغُرفة....و هى تشعر بالسعادة تجتاح كيانها....تشعر بأنها عُصفورٌ صغير يُريد التحليق فى الفضاء الشاسع....لا يُريد الإحتكاك بأى شئ....أو الشرود بماضيه الذى يُحزنه و يؤلمه....يكفيه أن حاضره الذى يُحلّق به الآن برفقة من أحب

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن