جزء ٣٠

767 15 0
                                    

اسيرة_الماضي (الحلقة الثانية والثلاثون)

- انا عايز أعرف....ازاى مشيت و انتوا محستوش بيها خالص....هى دى اللى قولتلى سيبهالى انا أربيها يا سى علاء
هتف رأفت بتلك العبارة....بكل ما يعتمل قلبه من غضب....و هو يسير أمامهم ذهاباً و إياباً
زفر علاء بقوة....ثم نهض يقف مُقابلته....قائلاً :
- يا خالى احنا كنا عاملين كل إحتاطاتنا....يعنى مانكاش بنسيبها غير وقت النوم بس....و بعدين لو كنت سمعت كلامى و بلغنا عن أمجد....انا متأكد انه هو اللى مخبيها
أجابه رأفت صائحاً....و أسنانه تصطك ببعضها البعض....قائلاً :
- ما انت بقالك أسبوع بتراقبه....و لا بان عليه حاجة....بالعكس كمان لما واجهناه....قعد يدور معانا عليها
إقترب علاء منه....و ربت على كتفه.....هامساً له....يبثّ سمومه فى نفس رأفت....قائلاً :
- و هو يعنى لو عارف مكانها هيقولك عليه.....مش فاكر آخر مرة قعد يحلف و يزعق انه مش هيسيبها....اكيد طبعاً هيعمل نفسه بيدور معانا عليها.....بس متأكد 90%....لا مليون فى الميه انه عارف مكانها....فتعالى نبلغ عليه....و البوليس بقى ليه طُرقه اللى هيخليه يعترف

إلتفت رأفت ينظر بعمق لمُقلتاه....و بذهن شارد يُفكر جيداً فيما ألقاه علاء على مسامعه....و لم يكتفى الأخير بهذا....بل ظلّ ينفث سمومه الواحدة تلو الأخرى....قائلاً :
- انا رأيى يا خالى....ننزل حالاً نعمل محضر فى القسم....هى فات عليها أكتر من 24 ساعة....فهيجبوه على طول....و بمجرد ما يدخل الزنزانة و يتعلم على قفاه كام مرة كده....هيقر و يعترف هو مخبيها فين

دلفت فايزة الغرفة....و قد إسترعى انتباهها حديث ابنها الأخير....فنظرت إلى رأفت و هى تؤكد على حديثه....قائلة :
- علاء بيتكلم صح يا رأفت....الواد ده زودها اوى....ده كأنه بيتحدّانا....مفيش غير البوليس اللى هيعلمه الأدب

نقل رأفت بصره بينهم....ثم توجه إلى الشرفة ينظر حيث يقف أمجد....ليجده يعمل و لا يُشغل بالاً لمِا يحدث حوله....فهز رأسه و قد عزم على تنفيذ إقتراح علاء....الذى إلتمس من جانبه أنه الصــــواب

حمل شريف جسد الزائر....و دلف به إلى الداخل....ليُقابله حسن فتجحظ مُقلتاه خارج محجريهما....و هو يتطلع إلى قسمات وجه الزائر المألوفة له....و عندما همّ بالحديث....إستمعا إلى شهقات شيماء التى لم تنتظر الكثير....و ركضت للجسد المُسجى على الأريكة....قائلة بلوعة :
- يا لهوى....نور

إلتفت شريف يبحث عن زُجاجة عطر....فلم يجد....فركض حسن على الفور يُحضر كوباً من الماء....و كوباً آخر يحتوى على مشروباً سُكريّاً.....لتستعيد به توازنها....و إحدى زُجاجات عطره النفّاذة

إلتقطت شيماء زُجاجة العطر....و سكبت منها القليل على كفها....ثم نثرته على وجه نور....و لكنها لم تستجب لرائحة العطر النفّاذة....فتبادلت معهم النظرات....قائلة بلوعة :
- إتصلوا بالدكتور بسرعة

و قبل أن تُكمل شيماء جُملتها....كان شريف قد أنهى حواره مع طبيباً صديقه....لينظر لنور....قائلاً :
- انا كلمت دكتور محمد....و جاى حالاً
حك حسن رأسه....ثم نظر لشيماء....قائلاً :
- تفتكرى تكون هربت من البيت
أجابته شيماء و هى مُعلّقة بصرها على وجه نور الشاحب....قائلة :
- يبقى أحسن...مفيش حد هيعرف إنها ممكن تكون هنا
أطبق حسن على شفتيه....قائلاً :
- انا بس قلقان ليبلغوا البوليس....أكيد هيحطوا كل اللى حواليها موضع شك

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن