جزء ١٥

743 12 0
                                    

اسيرة_الماضي (الحلقة السابعة عشر)

- إيه اللى حصل
نطقت نور بتلك العبارة....و هى تُحاول بالكاد إلتقاط أنفاسها المُتلاحقة
نظرت لها دعاء دون أن تُعقب....ثم التفتت إلى إيمان تنظر إليها بصمت.....و علامات الغضب بادية على وجهها....ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنهم
عقدت نور ما بين حاجبيها....و هى تتفرس ملامح دعاء الغاضبة التى تراها لأول مرة....فنقلت ببصرها إلى إيمان لتتفرس فى ملامحها هى الآخرى لتجدها مُدمعة العينين....فهلعت مما تراه....فأقتربت من إيمان....لتسألها بحذر....قائلة :
- إيمان هو فى إيه
أجابتها إيمان بنبرات أوشكت على البُكاء.....قائلة :
- أسألى الأبلة اللى بهدلتنى النهاردة....انا بس مش عارفة انا عملت إيه
التفتت دعاء بحدة....ناظرة لها و الشرر يتطاير من عيناها كحمم بُركانية....و أسنانها تصطك ببعضها البعض....حتى إستمعا إثنتيهم لصريرها....قائلة :
- كل اللى انا شفته ده و بتقولى معملتيش حاجة....انا بس مش عارفة ازاى تعملى حاجة زى كده
نقلت نور ببصرها بينهم....و قد كاد التفكير و الأسئلة المُتلاحقة تنهش بعقلها....فعلقت بصرها بدعاء....قائلة :
- هو فى ايه يا دعاء....انا بجد مش فاهمة حاجة
زفرت دعاء مُحاولة بث قليلاً من الهدوء فى نفسها....لتُلقى نظرة خاطفة على إيمان...ثم نظرت بإهتمام إلى نور...شارحة :
- الهانم لقيتها واقفة مع واحد مش محترم....و نازلة هزار و ضحك....لاء و كمان كان عايز ياخدها يعزمها على الغدا بره قال ايه عايز يتكلم معاها....و لما بكلمها بتقولى ما هو هييجى يطلبنى من أهلى و يخطبنى....يا سلااام
سألتها نور بحذر....قائلة :
- طيب....و فيها ايه مش هو قالها هيخطبها
حملقت دعاء فى وجه نور....و نظرت لها نظرة مُعاتبة....قائلة :
- و انا يا نور اللى قولت هتعرفيها غلطها
صمتت نور و لم تستطع أن تُجيب...فلانت ملامح دعاء قليلاً....و التقطت شقيهاً طويلاً....لتزفره ببطء....قائلة بهدوء :
- بصى يا نور....انتى عندك طبقين و فيهم حاجة حلوة.....بسبوسة مثلاً....واحد فيهم متغطى و التانى مكشوف و عليه بعوض كتير....هترضى تاكلى من اى واحد فيهم....أكيد هتاكلى من المتغطى....هى الرجالة الشرقية كده طباعهم واحدة....مفيش ولد هيتجوز البنت اللى مشى معاها....حتى لو كان متأكد انها ما عملتش كده غير عشانه هو و بس....اول كلمة هيقولها لها انا مضمنشى مشيتى مع كام واحدقبلى....و حتى لو معملتيش كده....مضمنشى لو اتجوزتك و قسيت شوية عليكى تخونينى و تمشى مع كام واحد غيرى....ده غير كده كفاية ان ربنا حرم الحب ده....انتوا عارفين أول الوقوع فى الحب ده ايه...نظرة العين....عشان كده ربنا لما أمرنا بغض البصر....فرضها على الرجل و المرأة....قال الله تعالى " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ "....كان بيخاطبهم حفاظاً على الرجل و المرأة.....و أعتقد انه حفاظاً على المرأة أكتر....حفاظاً على كرامتها....و حفاظاً على قلبها انه واحد مش كويس يجرحه....البنت اللى تحافظ على نفسها هى اللى بترغم اى ولد انه ييجى لحد بيتها
صمتت دعاء لبرهة تستشف من تعبيرات نور الغامضة....مدى تأثير حديثها عليها....فلانت نبراتها كثيراً....قائلة بحنان :
- ربنا لما بيمنعنا من حاجة....ده عشان بيكون منتظرانا الحاجة الأحلى....سواء فى الدنيا او فى الآخرة....مفيش بنت بتبقى مش محتاجة تحب و تتحب....بس تختارى صح....تختارى اللى هيعينك على طاعة ربنا....مش ينزلك معاه لأسفل سافلين....يعنى مش تختارى واحد ماشى مع توب الأرض....واحد الله أعلم بيصلى و لا لاء مُلتزم و لا لاء...و أكيد طبعاً مش مُلتزم لأنه لو مُلتزم كان عرف كويس أوى ان ربنا فرض عليه انه يغض بصره....مش ماشى يبرق على كل واحدة شوية و....
صمتت دعاء عندما لاحظت شفتاى نور المُتحركة.....لتهتف الأخيرة بنبرات خافتة....قائلة :
- و بيشرب
نظرت دعاء و إيمان إلى بعضهما البعض....و قد عقدا إثنتيهم ما بين حاجبيهم....ثم نظرا إلى نور و قد هالهم ما رأوه.....فقد كانت شاحبة اللون....ترتجف شفتاها و كأنها تُعانى من قسوة برودة الجو

أسيرة الماضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن