٢-|توأم|

9.8K 506 263
                                    

-محمد السيوفي.

الصدمة، طير جارح يقتنص سكينتك، يحملك بلحظة غدرٍ ثم يرميك من وادٍ حتى ترتطم روحك بالقاع بعدم تصديق، تلك حالتها حين ردد على مسامِعها ذلك الأسم بأجهاد وصوتٍ هامس، سكون عجيب، هدوء مريب حلَّ بها، وعيناها تصنمت بتفاجُأ كبير وهي تنظر لللاشيء تهمس دون إدراك:
-عمي!.

ثواني قضتهم غارقة بالصدمة للقاع والأسم يدوي بعقلها كالمطارِق، وبشرود كانت تسير لحقيبتها تلتقط منها عدة اوراق وقلم تعود إليه بأمرٍ خارج من صوتٍ مُختنق:
-أمضي.

رد عليها مستغربًا:
-إيه دول؟!.

بجدية أجابته وعيناها يتحركان بينه وبين الأوراق:
-عشر شيكات بدون رصيد بمبالغ خيالية ضمان انك متقربش مني تاني لا انتَ ولا أبوك اللي بعت رجالته دلوقتي...
ضحكت مستهزئة بهم مفتخرة بذاتها، وهي تُكمل بتعالي:
-فاكر نفسه ذكي ويقدر يخلصك من زهر كمال الفيومي.

ثم صمتت وصرخت صرخة أجفلته:
-امضي يلا.

أخذ القلم ووقع بسرعة وقلة حيلة، لتأخذ الأوراق وهي تنظر له بتعالي:
-طارق.

هرول لها طارق مسرعًا، هاتفًا بطاعة:
-ايوة يا هانم؟!.

أشارت له بعيناها على عجالة وهي تطوي الأوراق وتضعهم بحقيبتها:
-خد فارس على المستشفى ووصله هو ريناد على البيت تمام.

-امرك يا هانم.

خرج فارس برفقة طارق وبقت هي وحيدة، تهمس والعقلُ غارق بدنيا الا إدراك:
-عمي محمد!.

بعد ثواني أخذت حقيبتها وتوجهت للخارج مسرعة لتصتدم بوجوده حيثُ كان على وشك الدلوف للأطمئنان عليها، ليهتف بقلق جلي وهو يجوب قسمات وجهها:
-انتِ كويسة؟.

اشارت له بنعم وسرعة ودموعها تبلل وجنتها وهي تبتعد عنه تركب سيارتها وهو خلفها يركب سيارته يلحقها حسب طلب كمال منه بحمايتها، قادت سيارتها بهدوء لأول مرة متوجهة لقصر والدها تُحدق بالطريق بهدوء مريب وبالقرب منها كان بسيارته لم يزحزح ناظريه عنها، وكأن للحزن بعينيها سحرًا فريدًا يجذبك دون أرادة منك للنظر إليها والغوص بمُقلتيها، وكأن فتنتها تُكمِن بحُزنها الذي غلفتهُ قسوتها، بعد فترة وصلت للقصر من ثم ركنت هناك وبقت جالسة بها لفترة بشرود، وحين طال مكوثها وعدم نزولها توجه لها ببعض الحرج يطرُق النافذة عليها، وعندما أنتبهت له انزلت الزُجاج العازل بينهُم، وهي تسألهُ بعينيها ماذا يُريد، ليهتف الآخر ببعض الحرج:
-أنا آسف أني بدخل بس منزلتيش ليه؟!.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن