٢٤-|صُلِح|

3K 222 154
                                    

الحياة دومًا تُكمن بين طياتِ حروفِنا، من إسمنا نجدُ دومًا عالمًا وفي تهجُئتهُ نجدُ قدرنا ...
"زاي" زهدتها الدُنيا ساعة مولِدها ...
"هاء" هزّتها بقوتها وعنفوانها ...
"راء" رواها العشقِ بعذبِ مياههِ ...
-إيه ده! أنتَ عاوز تجلطني؟.
صرختها بدهشة، تشعُر بشعرِ رأسها سيقِف، وتبسم! يعلمُ حق العِلم إنها تتدلل عليه وتشبُثه بِها يُرضيها ويُرضي فؤادها، فإذًا لما لا يُرضي قلبه ويتلاعب بها قليلًا حتى يرى لوعتها بعشقه، لتنطلق الإجابة مُتهدِجة بضحكاتهِ:
-ليه بس يا حبيبتي! بعيد الشر.

شدت شعرها بجنون:
-بتضحك أنتَ بتضحك؟.

أمسك رُسغيها يمنعها من مواصلة الجنون جالسًا بها على الكنبة:
-قوليلي بقى رأيك في بطاقة فرحنا؟.

تلوت بين قبضتيه غاضِبة:
-آدم متجننيش فين ورقة الطلاق!.

تسائل بغباء وإبتسامة مُستغرِبة:
-أي طلاق؟ هو في حد جاب سيرة طلاق لا سمح الله؟.

ضربتهُ بكوعها بصدره بعُنف كبير وهي تصرخ بغضب، تُفلت منه وتقف أمامه وهي في أوج غضبها ليستقيم أمامها تلقائيًا فتنهال الضربات على صدره:
-أنتَ وقعت قلبي يلعن أبو هزارك البايخ ومقالبك التقيلة زي دمك يا رخم...
ثم أكملت وهي تضع يديها فوق رأسها بجنون حقيقي:
-أنا ليه حبيتك؟ ليه ليه أبتليت بيك؟.

مال ناحيتها مُتسائلًا بأبتسامة لعوب، كما عيناه التي تتعلق بها بتسلية:
-إيه ده أنتِ بتحبيني زي ما أنا بَحِبِّك؟.

ضربتهُ بكتفهِ غاضِبة، يقسم إنهُ يرى الدُخان يخرُج من أُذنيها:
-أنتَ متعرفش عملت فيا إيه؟ أنا مش بس كُنت هوقّع على ورقة طلاقي لأ أنا كُنت هوقّع على شهادة وفاتي، ده مش هزار تهزرو أنا قلبي والله العظيم كان هيقف وأنتَ جاي تضحك وتهزر، يا برودك يا أخي!.

صحح لها ببسمة عبثية:
-أنا مش أخوكِ أنا جوزك حبيبك.

بكت بشدة بسبب أستفزازه لتتهاوى وتجلس على المنضدة وهي تصرُخ به:
-كفايه بقى يا آدم تعبت تعبت بجد.

ثم نهضت ببُكاء ودفعتهُ بقوة بصدره وهمت بالذهاب لكنهُ أمسكها من يديها وجذبها لصدره، يهمس لها بنبرة ساحرة ونظرة عاشقة لعينيها، يقول منتصرًا منتشيًا:
-شوفتي يا حبيبتي أنتِ متقدريش تعيشي من غيري، ده أثبات أنك متقدريش تستغني عني أبدًا، أنا بقيت بالنسبالك زي الأوكسجين متقدريش تستغني عنهُ، بقيت بالنسبالك سر حياتك، وكفاية بقى كلتيني بعنيكِ هو أنا للدرجة دي وحشتك؟.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن