"حقيقي آسفة على تأخُر الفصل بس النت كان قاطع ولسه راجع، أسيبكُم مع الفصل يا حلوين".
**********
حين الخطيئة نرمي بالذنب فوق أول كتفٍ نراهُ أمامنا، نُعلق الذنب ونرمي بأصابع الإتهام نحوه، صارخين إنهُ السبب، نثور، نغضب، والمُقابل يقتنع بالأداء، لكننا هل رأينا الخطيئة بكامل أبعادِها؟ هل نظرنا من جانبٍ آخر دون إستماع الثرثرة من طرف واحد؟ كلا؛ لذا لا تحكُم الآن، فأحيانًا صاحب الخطيئة يكُن جبانًا لا يعلم كيف يخوض معمعة النزال ولا كيف يُمسك سيف الحرب، واصل بحربك منذُ البداية، إبقى شُجاعًا، واجه ولا ترمي بذنب الإحتلال لجنديٍ ضعيف آخر، فتلك المعارك أنتَ قائدُها؛ جالِسة بتوتر على سريرٍ فاخر بتلك الشقة الأنيقة تفرُك يديها بأرتباك وقدميها أيضًا شعرُها الناعم الأسود ينسدل بين الحين والآخر على جبهتها بسبب حركتها المُتوترة، أخبرها ذلك الرجُل إنها ستتزوج أبنهُ هذا كُل ما تعلمهُ ويجب أن تفعله، عقلها يدور بدوائر لا نهاية لها من التفكير، من هو؟ كيف شكلهُ؟ كم عُمره؟ ما تعلمهُ فقط أسمهُ، وصورة صغيرة لم تُركز بها عندما وقّعت على عقد الزواج، أنتفضت فور أن سمعت طرقات على الباب فوجدت ذلك الرجل ينظُر لها بهدوء:
-أنا دوري لحد هنا وأنتهى خلاص، أبني برا وهيدخل بعد شوية إياكِ تعملي أي حاجة تأذيه مفهوم!.انهى كلامه بنبرة تحذيرية واضحة فهزت رأسها بهدوء ودموع، فخرج وبقت هي واقفة بالرواق تنظُر لنفسها بصمت بأي تهلُكة رمت نفسها! أنتبهت للآن إنها ليست وحدها بالمكان بل هُناك رجُل يُدعى زوجها معها! يقف بشُرفة بلكونتها يُعطيها ضهره ويتكلم بالهاتف، تقدمت نحوه فسمعت صوته يقول بشغف مليء بالحزن، وكيف لها أن تُخطأ نبرة الألم:
-مش هتأخر عليكِ يا بسكوت نواعم... والله وأنتِ كمان وحشاني... سلام... وأنا كمان واللهِ.أبتعدت بسرعة قبل أن ينتبه لها ودلفت للمطبخ الكلاسيكي تلقائيًا، فحمحم بصوتٍ عالي جاذبًا إنتباهها لهُ، فخرجت بخجل تفرُك يدها بتوتر دون أن تنظُر لهُ.
رمقها بهدوء جميلة لا ينكُر هذا... شعرها أسود ناعم تلفهُ بلفائف عصرية، بشرتها سمراء ناعمة وهي سر جاذبيتها وجمالها، ملامحها رقيقه بشدة، عيناها سوداء صافية كصفاء السماء بليالي الصيف، عكس حبيبتهُ ذات الملامح الحادة والتي أُغرم بهم من أول نظرة، صاحبة أعيُن البحر الهائج الذي يعشق الغوص والسباحة بهِ، شعرها الأسود الثائر والذي يعتبرهُ شلالات من التوبة كُل ما أغرق وجههُ به صفحت عنهُ لا يُشبه ذلك الشعر الناعم، مُتناقضة تمامًا عن قسوة ملامح حبيبته المُتفردة والتي يُغرم بها ويتفنن برسمهم كرسامٍ مُحترف، هز رأسهُ بهدوء ماذا يُقارن، يُقارن حبيبتهُ بإمرأة أُخرى! صغيرتهُ التي غير قابلة للنقد والتقييم والمُقارنة والتي بعينه إمتلكت جاذبية نساء الأرض وحُسن حور العين في الآخرة وتجسدوا بها هي كيف لهُ أن يُقارن بينها وبين إمرأة أخرى، وللسُخرية الأُخرى أيضًا زوجته! حمحم طالبًا منها بهدوء:
-مُمكن تقعُدي علشان نتكلم.
أنت تقرأ
قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.
Mystery / Thriller"لـ طالما إبتعدوا عني بسبب قَسوتي وبرودي... لم أهتم لـ رجُلٍ قطّ... ولكن، ما فعلهُ بي لم يكُن في حِساباتي... كُنت نائِمة، فأحبني... كُنت قاسية، فعشقني... كُنت جافة في مُعاملتي لهُ فأصبحَ مُتيم في هَواي... مددتُ يداي لأقرب الأشخاص إلي فوجدتُها تلوح ب...