٢٢-|جُزءٌ مِنَ المَاضّي|

2.8K 224 115
                                    

«عذرًا للتأخير، النت كان قاطِع ولسه راجع، أسيبكُم مع الفصل»

*****

في معارك الحُب القلبُ هو القائد، هو من يوجه العقل والغريزة للقتال، ينسى أي منطقٍ قد يدعوا للهُدنة أو للصُلح يقف مُحاربًا على خطِ النار يُحارب ويُدافع حتى وإن مات لا يهُم، لأجل المعشوق تُفدى الروح فلا يتواني لحظة بأن يفدي العُمر لعينيها، دلف مسرعًا ورأى الخِنجر على بُعدٍ قليل منها ودون أن يُفكر مرتين كان يقف حائلًا بينها وبينه ليشعر بالنصل يُقطع خلايا لحمه بألمٍ فظيع لكن لا يهُم ما دامت الغالية بسلام فكُل شيء بخير، بكُل لهفة العالم وبرُعب الناس جميعًا همست وهي تكاد تموت خوفًا عليه وجسدها يكاد يسقط الأرض لولا يدي والدتها التي سارعت بأمساكها كي لا تقع:
-آدم.

لم يهتم ولم يصرخ بسبب الألم فقط أغمض عينيه يحاول طرد الوجَّع، فالمعركة لا تحتاج ضُعفًا الآن، هو يحتاج كُل ذرات قوتهِ وشجاعتهِ لأجلِ حقّ سنينها المهدورة تحت وطئة ذلك الخسيس، رفع رأسه نحو ذلك الذي يتوق أن يشرب من دمائه بغضب جحيمي نظرات لو كانت تُقتل لقطعت جُثته وأحرقتهُ، بعدها صدح صوته بهدوء وبرود يُحسد عليهما:
-قولي سبب واحد ميخلينيش أدبحك وأدفنك مكانك هنا.

تراجع للخلف لكنهُ باغتهُ بعُنف وهو يقبِض على عُنقه بيده السليمة يخنقهُ حد الموت، ومن بعدها يهدر بصوتٍ جهوري أجفل ميعاد وخافت الحبيبة بشدة فلأول مرة تراهُ هكذا:
-عاوز تقتلها يا حيوان وأنا عايش؟.

بكت وهي ترتعش كسعفِ النخيل، تُحاول أن تتقدم نحوه ولا تقوى:
-آدم والنبي تعال معايا.

صرخت ميعاد ببكاء وهي تتمسك بقوة بأبنتها التي بالمعنى الحرفي تكاد تنهار وهي تنظر للدماء الغزيرة التي لطخت قميصه وذراعه:
-آدم أرجوك سيبه، أبوس أيدك سيبه، أنا أتصلت بيك علشان تهدي زهر بس.

صاح بغضب عارم وصوت كزئير الأسد وعيون تنطلق منها شرارات حادة، يغرز أظافره بقوة أعنف بعُنق منصور الذي جحظت عيناه بأختناق:
-وأنا لما دخلت هنا شفت زهر هادية جدًا وشفت الحيوان ده رافع أيده بالسكين عاوز يقتلها عاوزاني أسكت! ...
نظر لمنظره الذي يُنازع للعيش بأنتشاء غريب:
-أقسم بعزة وجلال الله هموته دلوقتي على كل لحظة عاشتها زهر بقهر وحزن وألم هنا هموتة علشان خاطر كل دمعة نزلت من عنيها.

أنتفضت وهي تتوجه أليه ببكاء لأجله وخوف شديد عليه:
-آدم بتنزف، الله يخليك تعال نروح المستشفى.

أزدادت عيناه قتامة وأزدادت قبضته على عنق منصور من ما جعل وجهه يكتسب اللون الأحمر ثم البنفسجي ويداه تتراخى بضُعف عن معصمه:
-الكلب ده ليه علاقة باللي حصل النهاردة؟.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن