PART 12 "نقطة تحول "

327 18 9
                                    

كانت لورين تجلس على كرسيها بوقار توزع الابتسامات المغتصبة على الحضور فهي ضيفة الشرف اليوم، و الأنظار كلها موجهة نحوها، فخبر زواج مايكل نورماندي صدمهم، أما الصدمة الأكبر فهو زواجه من نصف بشرية، و قد صرح أمام الملأ أنها تعلم عن حقيقته و عالمهم و كل شيء، هذا الخبر أحدث ضجة كبيرة خاصة كبار الأسر النبيلة، لكنهم وافقوا على مضض، بينما ظل البعض يتهامس في الخفاء عن جنون هذه الفتاة؛ فهم لن يجرأو على قولها علنًا، فأي فتاة بكامل قواها العقلية تقبل بالزواج من مصاص دماء بعد ما حدث لدارين تورداس زوجة الحاكم السابق كاسوس نورماندي.

بدت لورين فاتنة بثوبها الأبيض، حلم كل فتاة، و شعرها الناري المتموج تركته منسدلًا و قد كان يصل إلى ما تحت كتفيها بقليل بينما ترفعه عن وجهها من الأمام و قد تمردت بعض الخصلات لتسقط على جبينها، بينما وضعت أحمر شفاء باللون القرمزي القاني مما أضاف عليها رونقًا جميلًا مع شعرها الأحمر المشتعل.

نظرت إلى الذي بجانبها حيث يجلس مايكل و قد سرح شعره إلى الخلف بطريقة جذابة، و يرتدي بنطال أسود من الجلد و قميص أبيض مع سترة سوداء تركها مفتوحة، و ربطة عنق سوداء مخططة بالأبيض رغم إصرار جون على الحمراء و الذي لم يكف عن التذمر بسبب ثيابه المشبعة بالسواد، لم يتحدث معها أبدًا و لو بكلمة، و ما الجديد؟! هو هكذا منذ ان تم أعلان خطوبتهما، أبعدت نظرها عنه و تجاهلت الأمر كليًا، رأت شاب يتقدم بجانبه فتاة كان ذو شعر حالك السواد و عينان زرقاء صافي، أنه جونثان أخ مايكل كما أخبروها، ألقى التحية فردتها بإبتسامة لطيفة لقد إرتاحت لهذا الفتى مع أنها لم تتحدث معه سوى مرة راحدة، ربما لأنه نصف بشري مثلها! او ربما لأنه ألطف من أخيه هذا؟!

تقدمت منها الفتاة و عرفت نفسها بآشلين من مصاصي الدماء بدت لطيفة، لكن لا يجب عليها الحكم سريعًا.

نظر الأثنان آشلين، جونثان نحو مايكل قبل أن
يسأل الأخير بإستنكار
( ماذا؟!. )

( أنها فظيعة، كان عليك شراء الحمراء )
قال جون بتذمر لتنظر له آشلي قائلة

( بل البيضاء، أن الحمراء تقليدية جدًا )

( اوافقكما الرأي، لما ارتديت السوداء؟ هذا زفافك و ليس جنازتك. )
نطقها آدريان بإستياء شديد من عناد صديقه لينظر لهم مايكل ببرود
( هل أجتمعتم ضدي؟!، ثم أنها تعجبني )

( يا لكَ من كئيب )
تكلم لويس ممازحًا، ليقول آرون بسخرية لاذعة
( هل تريده أن يكون مثلك عديم الفائدة؟!، لا يجيد سوى اللعب و المرح. )

نظر له لويس بأفتخار و أبتسامة واثقة تتربع على ثغره قبل أن يقول
( يستحيل أن يكون مثلي؛ فأنا واحد و ليس مني أثنان )

قاطع حديثهما ليزا التي تعدو نحوهم قبل ان تحيط بكفيها ذراع جونثان و تسحبه معها هاتفة بحماس تحت استنكار الآخر
( يجب عليك تناوله جون، كعك الفراولة انه لذيذ بحق. )

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن