PART 14 " إغتيال "

204 14 0
                                    

أخرج الخنجر من جسد المقيد أمامه للمرة السادسة أو ربما السابعة، لم يحسب عدد الطعنات التي طعنها لغريمه تمامًا، لكنها عادت لتلتأم مجددًا؛ يبدو إنه لم يفقد الكثير من الدماء حتى تلتأم جروحه بهذا الشكل و كأنها لم تكن، ترك الخنجر من يده ليأخذ بيده شيء طويل موزعة عليه الأشواك المدببة من كل مكان إلا من أحد طرفيه.

_( سوط!)
تمتم المقيد بقلة حيلة و بعض الرهبة، ليس من الألم القادم بل من الذكريات البشعة التي يحملها معه، تداخلت الكثير من الصور عليه، طفل يبكي و الجراح تملأ جسده، ذات الطفل و هو مقيد بينما يقف أمامه شخص يجلده بحقد و صوت صراخ الصغير يتعالى يخرب السكون و يجعل أسرابًا من الطيور تغادر المكان من الخوف.

تقدم ديفيد يمسك السوط بين يديه قبل أن يهوي به على جسد القابع أمامه و الذي كتم صرخته بصعوبة لكنه لم يستطع منع بعض الأنين الذي فرَّ من شفتيه، تكشيرة ماكرة صدرت من ديفيد قبل أن يهوي بالسوط مجددًا، تكرر فعله مرارًا حتى أصبح صوت الأنين الخافت يتعالى إلى أن تحول لصراخ قوي من شدة الألم، قابل ديفيد صراخ مايكل بضحكات مستمتعة.

تراجع ديفيد للوراء قليلًا ينظر لجسد مايكل المليء بالجروح التي تنزف دمًا بشماتة، ألتفت ليحمل دلوًا مملوءً بالماء المثلج ليسكبه دفعة واحدة على الجسد الدامي مِمَّا جعله يرتجف بقوة من موجة البرد التي جعلته يشعر بالصقيع بين عظامه و بلسعان جروحه التي تؤلمه بشدة.

ألتفت ديفيد ناويًا الخروج لكن أستوقفه صوت مايكل المتألم
_( ستدرك ديفيد يومًا ما أن طريقة تفكيرك خاطئة، و أن الذي خلقني هو ذاته الذي خلقك و الذي أختار مصيري نفسه الذي أختار مصيرك، لم أختر أن أكون أميرًا كما لم تختر أن تكون أبن مزارع، لم أختر أن أكون من أصحاب العرق السامي و الطبقة الأرستقراطية كما لم تختر أن تكون من الطبقة البروليتاريا، لا تظن أنك لو كنت ملكًا لكانت حياتك خالية من الهموم بل العكس تمامًا فأنت لن تحمل همك فقط، بل ستحمل هم كل رجل و طفل و أمرأة يعيش في حدود مملكتك. )

_( هراء! أن كنت ملك صاحب أكبر منصب فلن يستطيع أحد أن يتجبر عليك مستغلًا أنكَ أضعف مكانةً منه، أنت لم تجرب شعور المذلة عندما يكون هناك شخص أقوى منك و يملي عليك ما تفعله، متى تنام متى تستيقظ متى تأكل يكاد يتحكم في طريقة تنفسك أيضًا يحرمك من أبسط حقوقك " العيش " أن تعيش بحرية و كما تريد أنت و ليس كما يريد هو، لا ألوم أبي أنه ولد في عائلة مزارعين فقراء بل ألومكم أنتم الذين تدعون أنكم تبنون عالمًا نقيًا، لكن الحقيقة أنه نقيًا في خارجه فاسدًا في داخله. )

_( أنتَ حالم، ليست مكانتك ما تحدد أحترام الناس لك بل شخصك، أنت إذا كنتَ تستحق الأحترام لفعل الجميع ذلك  الأحترام ليس بعض الكلمات المنمقة التي يتحدثون بها في وجهك بينما ينفثون سمومهم من وراء ظهرك، الأحترام هو أن تشعر بالتقدير و المحبة إتجاه شخص و لا تستطيع أن تتكلم عنه بالسوء و لو في الخفاء، أبسط مثال عن هذا أخي الأمير جونثان الجميع ينافقونه بينما يتكلمون بالسوء من ورائه هذا فقط لأنه هجين مع علمهم التام أن الأمر برمته ليس له ذنب فيه. )

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن