PART 26 " مواجهة مؤلمة "

92 14 0
                                    

صوت شهقات و بكاء يخرج من تلك الغرفة، تقف تلك الطفلة ممسكة بدميتها و هي تبكي لرؤية والديها مضرجين بدمائهما، بالطبع عقلها لم يصل لحقيقة إنهما ماتا، بل فقط كانت تفكر بمدى الألم الذي يعيشانه بسبب هذه الكمية الكبيرة من الدم.

_( أوليفيا، ما بكِ؟ )
صوت فتى قدم من خلفها، لتنظر له و تقول كلمات من قاموسها المحدود
_( آرث، دَّم. )

قطب حاجبيه اثر كلمتها الثانية، ليرفع رأسه عنها و يفهم كل شيء دون شرح. وجد الغرفة مرتبة، لم يسرق منها أي شيء، فقط هؤلاء الإثنان اللذان من المفترض أن يكونا نائمين، غرست سكينتين كل واحد بقلب أحدهم، و بغرسها قد قتلتهما و قتلت روحين بريئتين بموت أغلى الناس عليها. إحتضن أخته بقوة حتى يحجب عنها الرؤية. سقطت دمعة يتيمة بعد أن أيقن إنهما تركاهما و هما أبناء الرابعة و السابعة للأبد.

•.•.•.•

صوت دوي صافرات الإسعاف حطم سكون المكان، سيارات الشرطة تملأ الفناء الذي حدثت به هذه الجريمة، إحدى جرائم القتل من سلسلة جرائم ملك الموت.

أخرجت الشرطة الطفلين اللذان كانا بحالة صدمة، و قد قرر الملك إنهما سيبقيا بقصره حتى يشد ظهريهما و يكبران، ثم سيكون لديهم حرية التصرف.

لم يخبر الملك، آرث بحقيقة قاتل والديه، فقط قال إنه قتلهما بدافع السرقة، لكن كيف و أغراض الغرفة الثمينة لم تمس بتاتًا.

حاول آرث إقناع نفسه و تجاهل الأمر فقط، لكنه لم يغب عن تفكيره و لو للحظة إلى أن أتى اليوم الذي أدعى كريستوف فيه إنهم مجموعة صالحة تحاول تطهير العالم من كل المجرمين. إشترك معهم ليس بدافع تطهير العالم، فهو لا يؤمن بهكذا تراهات، بل من أجل أن ينتقم من قاتل والديه الذي يجهله كليًا، و يجهل دوافعه.

هرب حقًا معهم، لكنه صدم بحقيقتهم بعد أن سقطت الفأس بالرأس. حاول الهرب منهم مرارًا، لكن هيهات لم يستطع تجاوز مخبأهم حتى، و بعد أن يئِس من ذلك أقنع نفسه بأنه سيبقى معهم فقط لتخليص العالم من قاتل دنيء، و ربما يخلصه منهم أيضًا.

فشلت خطط آرث كلها، لم يستطع إيجاد قاتل والده، او أن يعود للطريق المستقيم، وقع بدوامة لا يوجد مخرج منها سوى واحد، و هو الهلاك. إلى أن اتى اليوم الذي أُمسك به ملك الموت، قاتل والديه و علم إن آنيا كانت وراء هذا. سحقت نفسه حينها، شرب من ذات الكأس المر الذي أَشْرَبَه لأوليفيا سابقًا. شعر بالخذلان من الخيانة، هل هذا ما أحست بهِ أوليفيا عندما علمت بهروبه؟!

•.•.•.•

رأت عن طريق الخطأ آنيا محتجزة، إستنكرت سبب إحتجازها. لذلك دخلت الغرفة تقترب منها ببطئ حتى تتأكد إن كانت هي حقًا، فور رؤية وجهها شهقت من الجروح و الكدمات التي تملأه. تقدمت منها و هي تهمس
_( ما سبب هذا آنيا؟ لما انتِ محتجزة؟! )

" ماضٍ من الرماد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن